معارضة داخل البرلمان الهولندي لإرسال أئمة من المغرب خلال شهر رمضان

بالرغم من إعلان الرباط أن الهدف مواجهة نشر الفكر المتطرف

TT

أثارت الخطط لإرسال سبعة أئمة من المغرب إلى هولندا للصلاة بالمسلمين خلال شهر رمضان (سبتمبر) تعليقات غاضبة في البرلمان الهولندي امس. ولم ينجح إعلان الحكومة المغربية، بأن هؤلاء الأئمة سيساعدون في مكافحة التطرف، في استمالة نواب حزبي الديمقراطي المسيحي والعمل. وقالت وكالة الانباء الهولندية إن غالبية اعضاء البرلمان عارضوا مجيء ائمة من المغرب الى هولندا، وقالت مادلين فان تورينبيرغ النائبة عن المسيحي الديمقراطي «لم نسمع عن ذلك من قبل. قوة خارجية تبعث بسبعة أشخاص إلى هنا لحل ما يسمى بالمشاكل، كما ان خطب الائمة القادمين من المغرب يصعب مراقبتها لانهم يتحدثون فقط العربية ولا يتحدثون الهولندية». ويرغب الحزب المسيحي الديمقراطي في تدخل الحكومة قبل أن يستقل الأئمة الطائرة إلى هولندا.

وقال المتحدث باسم حزب العمل يورين ديسيلبلوم إن على المغرب أن توقف «سلوكها الأبوي» و«تسمح للمغاربة في هولندا بأن يقرروا بأنفسهم أي نوع من الأئمة يريدون». واضاف قوله: «ان هدف المغرب المعلن لا غبار عليه وهو هدف سامي، ولكن اذا كان الائمة يريدون الحضور الى هولندا، عليهم ان يتقدموا بطلبات للحصول على اذن عمل ومن حق الحكومة ان ترفض ذلك، طالما ان الامر يمكن توفيره من داخل اوروبا، كما يجب على الائمة التوقيع على اقرار بانهم جاءوا لغرض ديني فقط وليس غرض اخر، مثل ربط المهاجرين المغاربة في هولندا بالعادات والتقاليد المغربية. وعلقت وسائل الاعلام الهولندية على خطط السلطات المغربية إرسال 176 إماماً إلى أوروبا وكندا. وتهدف السلطات المغربية بمسعاها هذا إلى إبعاد المؤمنين من الاستماع إلى الإسلاميين المتطرفين، وقالت وسائل الاعلام المختلفة «ربما تنطوي هذه الخطوة على توجه تضامني، إلا أنها لا تعني أكثر من تدخل من الرباط، التي تعتبر الجاليات المغربية في أوروبا الولاية المغربية الـ 17»، وأوضحت أنه بالإضافة إلى الحماية التي يقدمها الأئمة للمؤمنين من زملائهم المتطرفين، سيقوم الأئمة أيضاً بالعمل من أجل ضمان أن يظل المغاربة في الخارج أوفياء لجذورهم وتقاليدهم، الأمر الذي يتعارض مع المحاولات الهولندية لدمج المهاجرين. ومن جانبه أعرب الشيخ يس الفرقاني الرئيس المؤقت لاتحاد الأئمة المغاربة الذي تشكل حديثاُ، عن عدم فهمه لكل هذه الضجة. وقال إن المغرب ظل يرسل الأئمة إلى هولندا والدول الأخرى بمناسبة شهر رمضان لسنوات طويلة. أما المتحدث باسم مساجد أمستردام المغربية خليل آيت بلال فقد قال إنه يتفق مع تعليق نائب حزب العمل ديسلبلويم بأن على المغاربة في هولندا أن يقرروا بأنفسهم من يعينون من الأئمة. وقال إن المساجد المغربية تدعو في العادة أئمة من المغرب إلى هولندا خلال شهر رمضان. وكانت الرباط قد اعلنت انه بناء على توجيهات من العاهل المغربي الملك محمد السادس، أعدت الحكومة المغربية خطة لتسفير 176 من الائمة والوعاظ الى عدد من الدول الاوروبية خلال شهر رمضان المقبل، وأن الائمة والوعاظ جرى اختيارهم بشكل دقيق وبعناية شديدة وبعد ان توفرت فيهم الشروط المطلوبة، وأن التركيز الاكبر لهؤلاء الدعاة هو التصدي لأية محاولة لنشر افكار متطرفة بين الجاليات المغربية وغيرها من الجاليات الاسلامية الاخرى المقيمة في اوروبا، والرد على كل المحاولات لنشر الافكار الهادمة والمتطرفة بين المسلمين في الدول الاوروبية.

وسيكون لفرنسا نصيب الاسد من هذا العدد من الائمة الذي يضم 167 اماما و9 سيدات، وتقرر ارسال مائة منهم الى فرنسا و31 الى بلجيكا وعشرة الى ايطاليا والمانيا و7 الى كل من اسبانيا وهولندا والباقي يوزع على الدنمارك والسويد والنرويج وسويسرا وبريطانيا.

وتقول الوكالة الرسمية للانباء في بلجيكا ان عدد المغاربة المقيمين في الخارج حسب الارقام الرسمية يزيد عن 3.3 مليون شخص ويشكلون ما يقرب من 10% من اجمالي سكان المغرب ويوجد 80% من المهاجرين المغاربة في اوروبا والعدد الاكبر منهم في فرنسا التي يوجد بها ما يقرب من مليون و300 الف مغربي.

يذكر ان هناك جالية اسلامية كبيرة تعيش في بلجيكا يمثل المغاربة والاتراك العدد الاكبر فيهم، وهناك ما يزيد عن 300 مسجد منتشرة في المناطق المختلفة فضلا عن المدارس والجمعيات الاسلامية، وقد اعترفت الحكومة البلجيكية في السبعينات بالدين الاسلامي، ويتضمن الدستور فقرة تشير الى حرية العقيدة والتعبير، واعتبر الدستور البلجيكي الديانة الاسلامية واحدة من الديانات المعترف بها في البلاد مثل المسيحية واليهودية.