الشاهد الرئيسي ضد أولمرت: ساعدته لأنه يؤيد الاستيطان

قال أمام المحكمة: الشرطة أقنعتني بأنه يعمل لنفسه

TT

كشف رجل الأعمال اليهودي الأميركي، موريس طالينسكي، وهو الشاهد الرئيسي ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، في قضايا الفساد، انه عندما قرر جمع التبرعات لدعم أولمرت قبل حوالي عشرين سنة، فعل ذلك لأنه كان على قناعة بأن «هذا الرجل سيصبح رئيس حكومة في اسرائيل وهو الذي سيحمي أرض اسرائيل الكاملة والاستيطان فيها».

وقال طالينسكي، أمس، ما اعتبر فضيحة لمحققي الشرطة الإسرائيلية، إذ أوضح ان وقوفه ضد أولمرت اليوم هو ليس فقط بسبب تغييره مواقفه السياسية، بل لان أولمرت يعمل ليس لمصلحة الدولة بل لمصلحته الشخصية. فسأله محامي أولمرت: «كيف تعرف أن أولمرت يعمل لنفسه وليس لمصلحة الدولة؟»، فأجاب: «محققو الشرطة هم الذين قالوا لي ذلك».

وكانت المحكمة قد سمحت، في خطوة غير عادية، بنشر مقاطع من إفادة طالينسكي، الى الجمهور الواسع. وكالعادة، قرأ معارضو أولمرت هذه المقاطع بنظرة مغايرة لنظرة المؤيدين. فالمعارضون رأوا فيها برهانا آخر على ان أولمرت مفسود، حيث قبض الأموال غير القانونية وكل محاولات المحامين فشلت في ضعضعة مصداقية الشاهد الرئيسي ضده. ولكن مؤيدي أولمرت قرأوها بطريقة جعلتهم يقولون ان الإفادات دلت على ان طالينسكي إنسان غير مستقر وغير نظيف اليد، يعتمد الألاعيب في ادارة الأعمال ويبيض أموالا سوداء، وينتقم من خصومه بكل الوسائل المتاحة، بما في ذلك الاعتداء الجسدي، كما فعل مع طبيب أسنانه. وان له مصلحة سياسية ضد أولمرت حيث انه كان يؤيده بدعوى انه رجل أرض اسرائيل الكاملة الذي سيحمي القدس والاستيطان، واليوم يهاجمه لأنه يدير مفاوضات مع الفلسطينيين على تقسيم القدس والتنازل عن الضفة الغربية.

والأهم من ذلك، يرى محامو الدفاع عن أولمرت ان شهادة طالينسكي تدين الشرطة نفسها وتدل على انها تريد إلصاق لائحة اتهام به بأي ثمن، وتضع الكلمات في فم الشاهد ليقول ما تريده هي وليس ما حصل في الواقع.

ويقول المحامون ان هذه الأمور تتكشف اليوم، بعد يومين من التحقيق مع طالينسكي (سبع ساعات كل يوم)، ولكن «الأمور الأفظع سوف تتكشف خلال أيام التحقيق الثلاثة القادمة».

وكان النائب العام الاسرائيلي، موشيه لادور، الذي يدير هذه القضية بنفسه، قد طلب من المحكمة أن توقف استجواب المحامين لطالينسكي، لأنهم يسألونه في قضايا لا تتعلق بالقضايا الخاصة بتلقي الأموال. وقال ان المحامين لا يخالفون ما يقوله طالينسكي من أن أولمرت تلقى أموالا بشكل غير قانوني. ويحاولون فقط نبش قضايا ضد طالينسكي بهدف تخويفه، فيقولون له انهم يعرفون عنه أشياء كثيرة من شأنها أن تدخله الى السجن في الولايات المتحدة، فإذا لم تكف عن الشهادة ضد أولمرت سوف تدخل السجن.

وتقدم طالينسكي نفسه بطلب مماثل إلى المحكمة، أو على الأقل السماح له بالعودة الى نيويورك، ليكون بجانب زوجته المريضة. لكن المحكمة اعتبرت الطلبين تهربا من المواجهة ورفضتهما. وبناء عليه فإن الجلسات ستستمر اليوم وغدا وبعد غد. وفي ختامها تحفظ الإفادة والاستجواب في خزينة المحكمة. وتعود القضية الى الشرطة لمتابعة التحقيق واستخلاص النتائج. فإذا قررت أن توجه لأولمرت لائحة اتهام، ستكون هناك مرحلة أخرى قبل المحاكمة، هي ما يسمى بجلسة سماع. وهي فرصة أخرى للمحامين أن يحاولوا ثني الشرطة عن المضي في المحاكمة. فإذا فشلوا، وأصرت النيابة على تقديم لائحة الاتهام، ستبدأ المحاكمة. وكان أولمرت قد وعد بتقديم استقالته من رئاسة الحكومة، إذا وجهت اليه لائحة اتهام، مع ان القانون لا يلزمه بذلك. ويؤكد المراقبون ان هذه العملية ستستغرق شهرين الى ثلاثة على أقل تعديل، مما يعني ان أولمرت سيبقى رئيسا للحكومة حتى الشهر الأخير من السنة.