براون يطالب بالقدس عاصمة لفلسطين وإسرائيل.. وأبو مازن يبدي قلقاً من العراقيل

أول رئيس وزراء بريطاني يزور بيت لحم ويلقي اليوم خطاباً في الكنيست

براون وابو مازن يغادران قاعة المؤتمرات الصحافية في بيت لحم امس (اب)
TT

طالب رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، بأن تكون القدس عاصمة للدولتين الفلسطينية والاسرائيلية، وحث خلال زيارته لاسرائيل والسلطة الفلسطينية، على وقف اسرائيل للبناء الاستيطاني او توسعته. في المقابل، دعا الفلسطينيين الى وقف العنف، وأكد التزام بلاده بأن تعيش اسرائيل بسلام في حدود آمنة وهادئة. وركز براون خلال زيارته لرام الله والقدس الغربية، على ضرورة تنمية الاقتصاد الفلسطيني. وابلغ الطرفين بانه سيعمل على تنمية الاقتصاد الفلسطيني، الذي يؤمن انه مدخل لتحقيق الامن والسلام. وحاول رئيس الوزراء البريطاني ان يظهر بشكل متوازن، فزار برفقة زوجته سارة كنيسة المهد في بيت لحم ومؤسسة ياد فاشيم لتخليد ضحايا المحرقة النازية في اسرائيل، ورفض زيارة بلدة سديروت شمال شرقي غزة التي كانت عرضة للصواريخ الفلسطينية. ويفترض ان يلقي اليومَ خطاباً امام الكنيست الاسرائيلي كأول خطاب لرئيس وزراء بريطاني. كما زارت سارة براون مخيم عايدة للاجئين شمال بيت لحم، ووقفت تنظر الى الجدار الفاصل عن بعد امتار قليلة. وعقب لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) في قصر الرئاسة في بيت لحم، قال براون خلال مؤتمر صحافي مشترك «نحن ندعم إيجاد حل ضمن حدود عام 1967، وان تكون القدس عاصمة للشعبين». وأكد براون ان موقف الاتحاد الاوروبي واضح، وهو يريد «تجميد كافة أعمال الاستيطان ووقف العنف». وقال «حتى التوسع الاستيطاني الذي جعل العملية السلمية صعبة وزاد من المعاناة يجب ان يتوقف.. وتجميد الاستيطان جزء من اتفاقية السلام». وأضاف براون «عندما كنت طفلا عرفت عن مدينة بيت لحم أنها رمز السلام، ونحن نرى هنا الحاجة للعدالة، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته القابلة للحياة»"، داعيا الى انتهاز الفرصة الحالية لتحقيق سلام يفضي الى دولة فلسطينية، الى جانب دولة اسرائيلية. إلا انه قال ان الدعم يجب ألا يكون سياسيا فقط بل بالمال أيضاً مما يضمن تنمية الاقتصاد ودعم الفقراء وإيجاد وظائف ومشاريع صغيرة والتعامل مع الاحتياجات الصناعية ودعم الاسكانات، «ليشعر المواطن الفلسطيني بوجود تغيير إيجابي في حياته». وتابع القول «يجب ان نساعد الشعب الفلسطيني ليشعر بالارتياح وليس الفقر وبالتنمية الاقتصادية بدلا من خيبة الامل».

ووعد براون بتقديم 60 مليون دولار إضافية، للسلطة الوطنية منها 30 مليونا، لدعم موازنة السلطة، و30 مليونا لبناء وحدات سكنية وخلق حوالي 50 ألف فرصة عمل في الأراضي الفلسطينية، ليصبح مجموع ما قدمته بلاده لدعم الموازنة 175 مليون دولار. وأوضح براون انه أكد خلال لقائه مع ابو مازن، دعمه للسلطة الوطنية وجهودها في مختلف المجالات للتخفيف عن الشعب الفلسطيني، خاصة بالجوانب الاقتصادية، مؤكدا ان بلاده ستقدم الدعم والتدريب للقوى الامنية الفلسطينية من خلال المنسق البريطاني. ووصل براون الى بيت لحم قادماً من القدس الغربية مع حوالي 25 من رجال الاعمال البريطانيين. وقال «أحضرت معي مجموعة من رجال الاعمال والمستثمرين لبحث كيفية الاستثمار بفلسطين». واضاف «سررت بالمشاركة في مؤتمر الاستثمار في بيت لحم، وبودنا أن نستضيف مؤتمرا آخر في لندن».

اما الرئيس الفلسطيني، فأكد ان لندن ستستضيف مؤتمرا استثماريا، الخريف المقبل، متابعة لمؤتمر لندن الخاص بالدول المانحة، ومؤتمر بيت لحم الذي عقد في مايو (ايار) الماضي. ودعماً لتوجه السلطة نحو شراكة حقيقة مع محيطها. لكن ابو مازن اعتبر ان «التحدي الحقيقي يبقى في تأمين حرية الحركة للاشخاص والبضائع والتغلب على معوقات التنمية المتمثلة في الحواجز والاغلاقات المتكررة والاجتياحات المستمرة للمدن والقرى والمخيمات وآخرها بلعين ونعلين ونابلس». وفي الوقت الذي اكد فيه، التزام السلطة التام بتنفيذ استحقاقات عملية السلام، وتحديداً المتعلقة بخطة خريطة الطريق، بما يضمن الاصلاح الامني وانتظام القانون، عبر ابو مازن عن قلق السلطة العميق من عدم التزام اسرائيل باتفاق السلام، وقال «قلقنا عميق بسبب عدم الالتزام الاسرائيلي بمبادئ وروحية مؤتمر انابوليس، وتحديداً ما يتعلق بالاستيطان». واضاف ان «ما يجري من تغيير لمعالم القدس (المحتلة) لا يغضب الفلسطينيين وحدهم، بل يغضب العالم العربي والاسلامي والمسيحي». وذكر ابو مازن «المبادرة العربية لا زالت تنتظر الرد الاسرائيلي منذ 6 سنوات». وكان براون قد التقى في القدس الغربية الرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريس. ودعا الحكومة الإسرائيلية الى ابداء المزيد من المرونة في مسألة فتح المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، معتبراً ان خلق الفرص للازدهار الاقتصادي في المناطق الفلسطينية سيحد ما سماه «أعمال العنف المنطلقة منها». وقال «نعلم اهمية خلق اقتصاد في المنطقة».

ورد بيريس بقوله «إن الاخطار ليست قليلة»، متهما ايران بانها تريد السيطرة على الشرق الاوسط دينياً. وقال «هذا يهدد الاستقرار في المستقبل، واسرائيل ودولاً عربية تواجه المشروع الايراني، وايران لها فروع في المنطقة مثل حزب الله وحماس». وتابع «هذا يهدد السلطة ايضا».