أولمرت يتعهد بإعادة شليط.. وباراك يدعو لفرض تعتيم إعلامي

إسرائيل تدفع باتجاه استئناف المفاوضات في مصر.. وحماس تربط بين رفع الحصار عن القطاع واستئناف التفاوض

TT

كرر رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود اولمرت، تصميم حكومته على استعادة الجندي الاسرائيلي الاسير في قطاع غزة، غلعاد شليط. وقال في جلسة للحكومة الاسرائيلية امس، «التزمنا امام عائلة شليط ببذل كل ما في وسعنا لاستعادة غلعاد في اسرع وقت، وهذا هو التزامنا الاخلاقي». واضاف انه ملتزم باعادة الجنود، وليس فقط ان يرسلهم الى المعركة. واشار اولمرت الى انه هاتف عائلة شليط بعد اعادة الجنديين المخطوفين من لبنان وتعهد لها ببذل كل جهد مستطاع لإعادة ابنها بأسرع وقت ممكن، مؤكدا ان الحكومة لن يهدأ لها بال الى أن يعود شليط الى أهله. وجاءت اقوال اولمرت بعد اقل من اسبوع على عملية تبادل للاسرى بين اسرائيل وحزب الله. واجرى اولمرت امس، جلسة مشاورات خاصة مع وزير الدفاع ايهود باراك وضباط كبار في الاجهزة الامنية والجيش، لبحث سبل استئناف المفاوضات في مصر للافراج عن شليط.

وقال اولمرت إن القيم الاخلاقية التي تعمل بمقتضاها دولة اسرائيل تختلف تماماً عن قيم اعدائها، مؤكدا ان ما يعتبره البعض نقطة ضعف هو بالفعل القوة الاخلاقية وأساس التضامن الداخلي للمجتمع الاسرائيلي. ودعا باراك الى فرض تعتيم إعلامي كامل على الاتصالات والمفاوضات الجارية بشأن اطلاق سراح شليط بغية زيادة الاحتمالات لانجاحها، وذلك بعد يومين من اعلان حماس التزام الصمت تجاه القضية. وتستعد مصر لاستضافة جولة ثالثة من المفاوضات نهاية الاسبوع. ونفت حماس انها تريد سحب الملف من مصر، وان كانت مصادر رفيعة في حماس قالت لـ«الشرق الاوسط» ان هناك مطالبات حقيقية بذلك داخل الحركة.

وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية، إنه من المقرر استئناف المفاوضات بوساطة مصرية لإطلاق شليط، وذلك بعد مماطلات استمرت شهرا. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين القول إن إسرائيل تنتظر الضوءَ الأخضرَ من مصر بشأن استئناف المحادثات التي توقفت قبل بدء تنفيذ التهدئة بين إسرائيل وحماس في حزيران (يونيو) الماضي. وقال احد المسؤولين الإسرائيليين «إن المفاوضات تعتمد على المصريين»، مضيفا ان هناك قلقا في إسرائيل من رفع حماس لسقف مطالبها في أعقاب إكمال عملية التبادل مع حزب الله. لكن احمد يوسف، مستشار رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية، قال إن حركته لم ترفع من سقف مطالبها.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» امس أن اولمرت سيجري مشاورات عاجلة مع قادة الأجهزة الامنية لدراسة السبل لاستئناف المفاوضات لاطلاق سراح شليط. واضافت أن اولمرت سيتوجه الى الرئيس المصري حسني مبارك لتكثيف الجهود المصرية من أجل حث المفاوضات على الصفقة. واشارت الصحيفة الى أن عوفر ديكل، المكلف متابعة ملف الاسرى، سيتوجه هذا الاسبوع للقاهرة لإجراء محادثات مع وزير المخابرات عمر سليمان، وسيشدد أمامه على أن اسرائيل تتوقع من القاهرة أن تفي بتعهدها حث المفاوضات. واوضحت الصحيفة أن ديكل سيطلب من سليمان ادارة مفاوضات غير مباشرة بين اسرائيل وحماس لبلورة قائمة سجناء تكون مقبولة من اسرائيل ايضا. واشارت الصحيفة الى أن الحكومة المصرية تقترح بالمقابل اجراء محادثات حسب «النموذج التركي»، بحيث يجلس وفدا اسرائيل وحماس في طابقين منفصلين في ذات الفندق، وكبار رجالات المخابرات المصريين يتنقلون بين الطابقين. الى ذلك، قال مصدر في حماس انه لم يحدث أيُّ تطور على صعيد الاتصالات الجارية للتوصل لصفقة تبادل الاسرى. وتعقيباً على تصريحات اولمرت التي اكد فيها أن شليط سيعود سليماً الى أهله، قال المصدر إن هذا يتوقف على مدى استعداد اسرائيل للتجاوب مع مطالب الحركة. واضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه في تصريحات لـ «الشرق الاوسط» أنه لا جديد في ملف شليط، حيث أنه لم يحدث أي تغيير في موقف الحركة الذي يربط بين رفع الحصار عن القطاع واستئناف التفاوض على ملف شليط. وشدد المصدر على أنه ليس مقبولاً على حركته بالمطلق الموقف الاسرائيلي الذي يربط بين إعادة فتح معبر رفح والمعابر التجارية بين غزة والقطاع بانهاء ملف شليط. وانتقد المصدر بشدة الحكومة المصرية لعدم تدخلها لالزام اسرائيل بتطبيق اتفاق التهدئة باعادة فتح المعابر، مشيرا الى أنه مضت عشرة ايام لم يقم الفلسطينيون بإطلاق ولو رصاصة واحدة على اسرائيل، ومع ذلك فان اسرائيل لم تسمح بدخول المواد والبضائع كما التزمت به.