أوباما في كابل: محادثات مع كرزاي ركزت على إعادة الإعمار ومحاربة الفساد

اعتبر الوضع في أفغانستان «ملحا» ودعا الى زيادة عدد القوات الأميركية «الآن»

المرشح الديمقراطي يلتقي مجندة خلال زيارة لقاعدة أميركية في كابل تناول فيها الفطور (أ.ب.إ)
TT

التقى المرشح الديمقراطي الى الانتخابات الرئاسية الاميركية باراك اوباما امس في كابل الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي كان اوباما قد انتقده اخيرا بسبب بطء عملية اعادة الاعمار في افغانستان، وذلك في اول محطة من جولته الخارجية التي تهدف الى مواجهة الانتقادات القائلة بعدم خبرته في مجال السياسة الخارجية.

ووصف مرشح الحزب الديمقراطي الوضع في أفغانستان بأنه «مقلقل وملح»، قائلا انه يتعين أن تكون أفغانستان نقطة تركيز في الحرب على الارهاب. وأضاف في مقابلة مع محطة تلفزيون «سي.بي.اس» انه «يتعين علينا أن نتفهم أن الوضع مقلقل وملح وأعتقد أنه يتعين أن تكون هذه نقطة محورية.. الجبهة المركزية في الحرب على الارهاب».

ودعا اوباما الى زيادة القوات الاميركية في افغانستان «الان» معتبرا ان التأخير في ذلك «خطأ».

واجرى اوباما برفقة عضوين من مجلس الشيوخ جولتين من المحادثات مع كرزاي في القصر الرئاسي في كابل. وقال متحدث باسم السفارة الاميركية، مارك سترو، ان اوباما والوفد بحثوا عملية اعادة البناء الصعبة للحكومة ولاقتصاد البلاد فضلا عن الوضع الامني والفساد، خلال لقائهم كرزاي، حسب ما نقلت وكالة اسوشيتد برس. وقالت الرئاسة الافغانية ان الرسالة التي وجهها اوباما كانت ايجابية. وقال المتحدث الرئاسي الافغاني هومايون حميد زاده «السيناتور اوباما قال انه ملتزم دعم افغانستان ومواصلة الحرب ضد الارهاب بقوة». واضاف «الديمقراطيون والجمهوريون اصدقاء لافغانستان ومن غير المهم مَنْ سيفوز بالانتخابات الاميركية، اذ ان افغانستان سيكون لديها دوم شريك قوي جدا في الولايات المتحدة».

ولم يدل اوباما بأي تعليق بعد انتهاء الاجتماع الذي تلاه غداء تقليدي مع كرزاي. وانتقد اخيرا الرئيس الافغاني، قائلا في حديث الى شبكة «سي ان ان» ان «حكومة كرزاي لم تخرج بعد من الملاجئ المحصنة للمساعدة على اعادة تنظيم افغانستان والحكومة والقضاء وقوات الشرطة بشكل يعيد الثقة الى الناس»، إلا انه قال اخيراً إن جولته الخارجية لا تهدف الى إصدار رسائل قوية بل للاستماع الى الآخرين. وكانت تعليقاته قد تسببت له بانتقادات اوساط الحزب الجمهوري التي اتهمته بالتعرض لحليف اساسي للولايات المتحدة في «حربها على الارهاب». وكان اوباما سئل قبل استهلال جولته الخارجية ما اذا كان سيوجه رسالة قاسية الى كرزاي والى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، فأجاب «أنا مهتم بالاستماع أكثر من الإكثار من الكلام»، مضيفاً «من المهم جداً الإقرار انني ازور البلدين بصفتي سيناتوراً اميركياً، لدينا الآن رئيس واحد لاميركا، ومن مهمة الرئيس وحده ان يوجه رسائل من هذا النوع». وأظهرت الصور التلفزيونية اوباما مرتاحا، وهو يتحدث الى كرزاي محاطا بعضوين في مجلس الشيوخ يرافقانه في رحلته، ووزراء افغان في القصر الرئاسي الافغاني المحاط باجراءات امنية مشددة. واعلن القصر الرئاسي الافغاني في بيان نقلته وكالة رويترز ان «الجانبين تحدثا في اللقاء عن الوضع في افغانستان والمنطقة والحملة الشاملة ضد الارهاب والمخدرات وعن تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وافغانستان». وكان اوباما في وقت سابق قد تناول طعام الفطور مع جنود اميركيين في معسكر «ايجيرز» في كابل حيث يتم تجهيز وتدريب جنود وشرطة افغان، وتحادث معهم حول تجربتهم في هذا البلد الذي يشهد ارتفاعا ملحوظا في اعمال العنف بحسب ما افاد اللفتنانت كولونيل دايف جونسون لوكالة الصحافة الفرنسية. واشاد اوباما بشجاعة الجنود الأميركيين قائلا «ان رؤية شبان مثلكم يقومون بعمل رائع، وبهذا القدر من العطاء أمرٌ يجعلنا نشعر ان البلاد على ما يرام». وأضاف «اريد ان أتاكد ان الجميع في وطننا يتفهم مقدار الفخر الذي يستشعر به الأفراد من عملهم هنا وقدر التضحيات التي يقدمونها، انه امر رائع» في شريط فيديو عسكري حصلت عليه اسوشيتد برس. ولم تعط السلطات الاميركية تفاصيل عن زيارة المرشح الديمقراطي، وغالبا ما تحاط زيارات المسؤولين الاميركيين الكبار الى افغانستان بالسرية لاسباب امنية. وكان اوباما وعضوا مجلس الشيوخ تشاك هاغل وجاك ريد قد التقوا اول من امس ضباطا اميركيين في قاعدة باغرام شمال كابل، وعرضوا لهم الاستراتيجية التي تتبعها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان. وكان أوباما قد استمع الى شرح موجز من قائد القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي شرق البلاد حيث شهدت اغلب القوات الاميركية تصاعدا بنسبة 40 في المائة في هجمات طالبان هذا العام.

وانطلق اوباما بعد ذلك مع مرافقيه الى مدينة جلال اباد شرق افغانستان حيث التقوا مع الحاكم الاقليمي جول اغا شيرازي، وهو زعيم ميليشيا سابق ضد طالبان حقق بعض النجاح في احلال النظام نسبيا بالإقليم.