لجنة الصليب الأحمر الدولية: نتوقع زيارة السجون تحت الإدارة العراقية قريبا

هشام حسن الناطق باسمها لـ«الشرق الأوسط»: وسعنا عملنا بعد استقرار نسبي

هشام حسن (تصوير: حاتم عويضة)
TT

أكدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولية أنها وسعت عملها في العراق مع استقرار امني نسبي في البلاد، لكنها لم تقرر بعد اعادة مقرها الى بغداد من عمان بسبب «عدم انتظام التحسن». وأكد الناطق الرسمي باسم بعثة العراق لـ«اللجنة الدولية للصليب الاحمر» هشام حسن أن توسيع هذا النشاط يشمل زيارة السجون العراقية، معبراً عن أمله في زيارة كافة سجون السلطات العراقية قريباً. وقال «الظروف الأمنية تحسنت في بعض الاماكن لا شك، ولكن هذا التحسن في الكثير من المناطق غير منتظم... مازالت هناك مناطق رمادية كثيرة». واعتبر حسن في حديث لـ«الشرق الاوسط» أنه من المبكر تحديد موعد عودة البعثة بأكملها الى بغداد، موضحاً «العزيمة السياسة موجودة ورغبتنا في عودة المقر الى العراق موجودة والمؤشر الوحيد الذي يعنينا الآن هو الوضع الامني». وصرح حسن بأنه «لا شك ان في بعض المناطق التحسن يساعد العمل الانساني ككل على الوجود بشكل أوسع، ولكن قرار اللجنة الدولية للصليب الاحمر منفصل الى حد ما عن الوضع الأمني». وأشار الى ان البعثة الدولية للصليب الاحمر لم تنقطع عن العراق منذ 1980، حيث قامت بمهامها أثناء الحروب العراقية ـ الإيرانية وتحرير الكويت وإسقاط نظام صدام حسين وحتى اليوم. وأضاف: «اذا لم يكن وجودنا اليوم بنفس مستوى قبل عام 2003، فعلى الأقل انه على أعلى مستوى ممكن». ويذكر ان مع التحسن الامني النسبي، تعيد المنظمة الدولية استخدام شارتها من جديد، بعد ان أبطلت ذلك خوفاً من استهداف المسلحين لها خلال السنوات الاخيرة الماضية في العراق. وتابع حسن: «اتخذنا قرار عودة عدد أكبر من الموظفين الاجانب الى العراق وتوسيع العمل هناك بشكل عام لعام 2008». ولدى بعثة لجنة الصليب الاحمر للعراق 15 موظفاً أجنبياً، يعملون من عمان، و115 موظفاً عراقياً. وشدد حسن على ان الموظفين الأجانب يزورون العراق بشكل منتظم مرات عدة بالشهر.

وأوضح حسن أن أولويات اللجنة الدولية للصليب الاحمر في العراق اليوم هي «وصول المواطنين العراقيين لمياه شرب نظيفة وتوفير خدمات صحية ضرورية، بالاضافة الى ما نسميه حماية المجتمع المدني والتي تشمل زيارة السجون». وخصصت اللجنة الدولية 125 مليون دولار للعراق عام 2008، اذ كانت اكبر عملية مالية للجنة الدولية العام الماضي. وحتى نهاية عام 2007، كان موظفو الصليب الاحمر يزورون فقط السجون التي تديرها القوات المتعددة الجنسية وليست السجون التي هي تحت ادارة عراقية. ولكن بسماحها زيارة موظفين للصليب الاحمر لسجن سوسا في السليمانية، اظهرت السلطات العراقية امكانية السماح بزيارة سجون أخرى. وقال حسن: «بدأنا بزيارة سجن سوسا التابع لوزارة العدل العراقية وحالياً نبحث ونتوقع امكانية زيارة السجون التابعة للسلطات العراقية ككل وعندنا امل كبير بذلك». ورفض حسن الخوض في تفاصيل رفض السلطات العراقية حتى الآن السماح بزيارة سجونها، مكتفياً بالقول: «نحن نصر على هذه الزيارة لأننا لا نميز بين معتقلين في سجون القوات المتعددة الجنسية او العراقية، فمثلما نرى السجناء في سجون الاولى يجب ان نزور السجون الاخرى». وأضاف: «الخدمات التي نوفرها مثل الروابط العائلية ورسائل الصليب الاحمر والمساهمة في تغطية تكلفة زيارة العائلات لسجناء معتقل بوكا في البصرة من كافة ارجاء البلاد وحتى خارجه». وتابع: «نريد ان نوفر الحق الاقل لعائلات السجناء وهو حق التقابل مع ذويهم». وفي ما يخص المعتقلين من مسؤولي النظام العراقي السابق، قال حسن: «نزور هؤلاء السجناء بشكل مستمر». وأكد حسن أن عائلات المعتقلين لديها القابلية على ارسال رسائل وأدوية وسجائر وطعام الى المعتقلين، ولكنه رفض الخوض في تفاصيل وضع السجناء. ورداً على سؤال حول وضع وزير الخارجية العراقي السابق طارق عزيز، قال: «العناية الصحية موفرة له ولكن لا يمكنني الحديث عن وضعه الصحي فهذا ليس من حقنا، ولكن عائلة طارق عزيز على تواصل مستمر معه ونحن على تواصل معهم». ولفت الى ان التشديد على ضرورة زيارة السجون تحت الادارة العراقية هدفها التأكد من الضمانات القضائية للمعتقلين الذين سينتقلون الى السلطات العراقية. واضاف: «حتى ان نقلوا (المعتقلين من النظام السابق) للسلطات العراقية، هذا سبب اكبر لنزور نحن المعتقلات التابعة للسلطات العراقية، بغض النظر عن المجريات القضائية»، موضحاً: «هدفنا هو التواصل مع السجين». وفي ما يخص القضية الحالية ضد رئيس الهلال الاحمر العراقية، قال حسن: «نحن جزء من حركة واعدة وندعم الفروع المحلية في كل مكان ولكن نحن نتعاون مع مؤسسة انسانية حول موضوع محدد ونتعاون مع المؤسسة، لا مع شخص معين». وأضاف «انه لا توجد لدى المنظمة الدولية معلومات خاصة عن هذه القضية، ما نعلمه هو من وسائل الاعلام». ومن جهة أخرى، ركز حسن في حديثه على ضرورة توفير الخدمات الصحية والمياه الصالحة للشرب للمواطنين العراقيين. وقال: «يجب ألا ننسى أن الوضع يأتي من سنوات شهدت 3 حروب وصار هناك نوع من تكدس ومن تعطل الخدمات الصحية وغيرها، بالإضافة الى عدم صيانتها». ولفت الى ان المشاكل المتعلقة بالصحة ليست فقط بتوفير الادوية وبناء المستشفيات، موضحاً: «كل مستشفى أو مرفأ صحي لا يمكن ان يعمل من دون كهرباء، فكيف يمكن تخزين الأدوية من دون كهرباء لثلاجة تحميها؟». وأضاف: «منذ عام 2003، هجرة الادمغة والخبرات التي تركت العراق اثرت على البلاد، على الرغم ان بعضها ولو كان قليلا عاد». وفي اطار هذه الاحتياجات، تركز اللجنة الدولية للصليب الاحمر على «المشاريع التي تفيد المجتمع لا الفرد». ومن بين هذه المشاريع، استطاع الصليب الاحمر إعادة ترميم كلي لمركز صحة أولي في البصرة. وقال حسن إن هذا المركز: «يفيد 60 ألف شخص ويمكنه مساعدة حوالي 350 مواطنا يومياً، لديه كل المرافق اللازمة، عيادة أسنان وصيدلية مدعومة أسعار أدويتها».