مفتي جبل لبنان: حررنا بعض الأسرى من إسرائيل مقابل أن يصبح الوطن أسيراً لحزب الله وإيران

TT

رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، في بيان اصدره امس، أن «اللبنانيين فرحوا باستقبال عميد الأسرى سمير القنطار ورفاقه وإن شاب المظاهرة السياسية الكثير من المبالغة والدعاية والإعلام لأهداف تتجاوز تحرير الأسرى إلى طلب الشهرة والاستفادة من الحدث لمصلحة ما يسعى إليه حزب الله من الظهور في صورة البطل والمحرر والمنقذ الذي حقق ما لم يحققه الآخرون».

وقال: «تحرير الأسرى شيء جميل، لكننا حررنا بعض الأسرى (من اسرائيل) مقابل أن يصبح الوطن كله أسيرا لحزب الله وسلاحه وإيران ونفوذها. لبنان كله اليوم أسير. بيروت وشوارعها وأحياؤها أسيرة السلاح المذهبي الأعمى. السلاح موجه إلى رأس الوطن. والمسدس موجه إلى عقله وضميره. إذا تحرك هذا أو ذاك لمصلحة الوطن ولم يوافق حزب الله، الجواب معروف والوطن كله سيدفع الثمن غاليا كما حدث في يوليو (تموز) 2006 ومايو (أيار) 2008». وسأل: «متى يتحرر لبنان من الأسر ومتى يتحرر الإنسان اللبناني من التهديد الذي يلاحقه فيشعر أنه في وطن غير آمن وأن حياته مرهونة بنزوة من هذا الرجل أو ذاك ممن يتزعمون المقاومة داخل لبنان؟ كرامة الإنسان اللبناني ليست متعلقة بالصمود الأسطوري أمام العدو الإسرائيلي على أرض الجنوب فقط، بل كرامة الإنسان متعلقة بإحساسه أنه يعيش في وطن آمن مطمئن ينتمي إليه قولا وعملا وليس غريبا على أرضه». واعتبر الجوزو أن «الدولة أسيرة السلاح الذي وجه إليها مرات عدة. والحكومة أسيرة السلاح الذي حاصرها عشرات المرات. والشعب كله أسير ويعاني الإحباط والتشاؤم وفقدان الثقة بالوعود التي يسمعها من هذا الخطيب أو ذاك».

وقال: «لا أريد أن أتشاءم أو أزرع أجواء التشاؤم في قلوب الناس. أريد لهذا الشعب أن يفرح، لكن التجارب السابقة جعلتنا غير قادرين على الفرح والاطمئنان لأن الغدر كان عنوان المراحل السابقة. لا أقول هذا الكلام لأنني أكره السلاح أو سلاح حزب الله بالذات، فلطالما كنت أعتز بالسلاح وأعتبره زينة الرجال ذلك عندما كان السلاح موجها إلى إسرائيل. أما الآن فأشعر أن السلاح موجه إلى أركان الدولة التي خضعت له في جميع أشكاله وأن هناك إذلالا للشعب ولزعمائه لأن الجميع يتحرك وهو يشعر أن السلاح موجه إلى رأسه».

وقال: «مع تقديرنا للشهداء واعتزازنا ببطولاتهم، إن كرامة الشهيد أن يدفن في المكان الذي استشهد فيه وخصوصا إذا كان هذا المكان هو أرض فلسطين التي بارك الله فيها وما حولها. هذه شريعتنا وهذه سنة الرسول الذي لم يعرف عنه أنه نقل رفات صحابي واحد من مكانه».