سعيد صيام يتهم أبو مازن بعدم الجدية في الحوار ويدعوه لتحقيق المصالحة قبل انتهاء ولايته في يناير

قال في لقاء مع صحافيين إن وزارة فياض تمارس الفساد المالي برعاية أوروبية

TT

اتهم سعيد صيام، وزير الداخلية في حكومة اسماعيل هنية المقالة، الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) بعدم الجدية في الحوار، ودافع عن قرار حركته بالتوصل لاتفاق التهدئة مع اسرائيل.

وفي حديث مع الصحافيين في منزله الليلة قبل الماضية، قال صيام إن ابو مازن غير جدي في اطلاق قطار الحوار، في الوقت الذي أبدت فيه حماس مرونة مع كافة دعوات الحوار، مستدركاً أن حركته لا تلهث ـ على حد تعبيره ـ وراء الحوار. ودعا صيام ابو مازن الى الشروع في حوار وطني وانهاء ملف المصالحة الوطنية قبل انتهاء ولايته في يناير (كانون الثاني) المقبل، مشيراً الى أن «ملف المصالحة لم يتقدم خطوة واحدة، وان المبادرة اليمنية واعلان صنعاء دفنا عندما اندلع السجال الإعلامي بين رئيس وفد حركة فتح عزام الأحمد ومستشاري الرئيس على شاشات الفضائيات». واعتبر صيام أن محادثات السنغال تصلح مثالاً للتدليل على انعدام جدية ابو مازن، مشيرا الى أنه في الوقت الذي أرسلت حماس وفداً رفيعاً بمستوى اعضاء المكتب السياسي ارسلت فتح ممثلين بمستوى اقل. وأشار الى ان وفد فتح الذي ارسله ابو مازن لغزة هو الذي طلب لقاء مع حماس لكنه تنصل من ذلك، مشدداً في الوقت ذاته على أن حركته استجابت لكل دعوات الحوار. ونفى صيام أن تكون حركته تعيش أزمة بسبب غياب حوار، قائلاً «يظن البعض أننا نلهث وراء الحوار ونستجديه لكننا ننطلق في ذلك من واقع قناعاتنا وأخلاقياتنا، وبالعكس ها نحن نمضي وأمورنا الحمد لله سالكة، وبإمكاننا أن نقول ما داموا (فتح) متعنتين لا نريد حوارا.. لكن هذا الكلام ليس واردا مطلقاً رغم الإساءات». وأضاف صيام أن حركته حصلت على محضر الاجتماع الذي عقدته اللجنة التي شكلها أبو مازن لمتابعة الحوار، مشيرا الى أن مداخلات المشاركين في اللجنة تدعو الى عدم استعجال الحوار مع حماس. وأضاف أن تشكيلة اللجنة في حد ذاتها توحي بعدم الجدية وتعتبر وصفة لإجهاض المبادرة نفسها. واشار صيام الى أن ابو مازن قال لممثلي الفصائل إنه «وضع ورقة الحوار الفلسطيني وديعة عند المصريين». وذكر أن قطر رحبت بدعوة الرئيس اليمني لها بمحاولة جمع فتح حماس حول طاولة الحوار، مؤكداً أن الرئيس المصري حسني مبارك بارك قبل الدعوة وقال إنه يمكن أن يبعث وزير المخابرات عمر سليمان للمشاركة إذا تم اللقاء في الدوحة، الى جانب مباركة السعودية، مستدركاً أن أبو مازن ليست له رغبة في هذا الحوار. واتهم رئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض بممارسة الفساد المالي برعاية الدول الأوروبية، معتبراً أن أوضح أشكال الفساد التي تقوم بها هذه الحكومة سياسة قطع الرواتب عن الموظفين العاملين، في الوقت الذي تدفع رواتب الموظفين المستنكفين عن العمل. وشدد على أن حركته تنطلق من قناعة مفادها أنه بدون استعادة الوحدة الجغرافية والسياسية الفلسطينية فإن الموقف الفلسطيني سيظل ضعيفاً، الأمر الذي يلقي بظلاله السلبية على كل تحرك عربي وإسلامي لصالح القضية.

من ناحية ثانية دافع صيام عن توصل حركته للتهدئة مع إسرائيل، موضحا أنها «المرة الاولى التي يعترف بها الاحتلال بالمقاومة، الى جانب تسليمه بعدم قبول الشروط التي كان يضعها للتهدئة». وقال «التهدئة تأتي في سياق فن إدارة الصراع مع الاحتلال لكسر ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ليلتقط أنفاسه». واكد أن اتفاق التهدئة نص بشكل واضح على إعادة الأمور الى ما كانت عليه قبل فرض الحصار والسماح بدخول كل المواد باستثناء المواد التي تدعي اسرائيل انها تدخل في صناعة القذائف الصاروخية. وشدد على أن الاحتلال يتملص من التزاماته، مشيراً الى أن حركته تجري اتصالات مع الراعي المصري، وتتشاور مع الفصائل الفلسطينية الاخرى في ذلك. واعتبر أنه «من المؤلم» أن يبقى معبر رفح مغلقاً، مستطردا «وعدنا المصريون أن يجمعوا الأطراف ذات العلاقة، الأوروبيين والرئاسة وحماس في قطاع غزة، ولكن بعد ذلك شعرنا بأن هذا الملف ليس فيه حراك، ومن هنا كان مطلبنا ان يفتح الإخوة المصريون المعبر أسبوعياً للحالات المرضية والحالات الإنسانية إلى أن يتم الاتفاق (على المعبر) الذي قد يأخذ بعض الوقت».