بن كيران يخلف العثماني على رأس «العدالة والتنمية» الإسلامي المغربي

أستاذ فيزياء متقاعد.. ومهندس عملية إدماج الإسلاميين في المشهد السياسي

عبد الإله بن كيران، الأمين العام المنتخب لحزب العدالة والتنمية المغربي المعارض، يتوسط سعد الدين العثماني، الأمين السابق (يمين) ولحسن الداودي، نائبه السابق (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

خلق عبد الاله بن كيران، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي، ذي المرجعية الإسلامية (معارضة)، مفاجأة كبرى، إذ تمكن في ظرف ساعة ونصف الساعة، قبل موعد الاقتراع الفردي السري، في المؤتمر السادس للحزب بالرباط، من استقطاب عدد كبير من الأصوات، أهلته لمنصب الأمين العام الجديد للحزب.

وحصل بن كيران، وهو استاذ فيزياء متقاعد، ومهندس عملية إدماج الإسلاميين في المشهد السياسي المغربي في عقد التسعينيات من القرن الماضي، على 684 صوتا، بينما حصل سعد الدين العثماني، الطبيب النفساني، والمختص في الشريعة الاسلامية، والامين العام السابق على 495 صوتا، فيما حصل عبد الله باها على 14 صوتا فقط.

وجاءت هذه النتيجة غير المتوقعة، ليس بالنظر الى أن العثماني له حق مواصلة عمله كأمين عام لولاية ثانية مدتها أربعة اعوام، ولكن بالنظر الى المرتبة التي احتلها العثماني اثناء انتخاب المجلس الوطني، لثلاثة أعضاء كمرشحين لمنصب الامانة العامة، إذ حصل العثماني على 165 صوتا، وهو ما يعادل نسبة 74.66 في المائة من الاصوات المعبر عنها، وتبعه بن كيران بـ120 صوتا، فعبد الله باها 39 صوتا، أي بنسبة 17.65 في المائة، فيما فضل لحسن الداودي، نائب الامين العام السابق عدم التسابق على ذات المنصب، مثله مثل مصطفى الرميد، رئيس فريق الحزب بمجلس النواب (الغرفة الاولى بالبرلمان)، وعبد العزيز الرباح، أمين عام شبيبة الحزب.

وبدا العثماني وحيدا في مواجهة الانتقادات التي كيلت له من قبل منتسبي الحزب، حيث لم يجد سندا إلا من بعض أعضاء الأمانة العامة، من قبيل لحسن الداودي، ومحمد يتيم، وسليمان العمراني. وبالمقابل، وجد بن كيران نفسه محاطا بدعم مطلق من قبل غالبية أعضاء الامانة العامة، وكوادر الحزب، ويأتي على رأسهم عبد العزيز الرباح، ومصطفى الخلفي، رئيس تحرير صحيفة «التجديد»، الناطقة باسم حركة التوحيد والاصلاح، التي تطعم الحزب بالكوادر، وهي الصحيفة التي يديرها بن كيران، إذ لعب الرباح والخلفي، دور التعبئة لفائدة بن كيران.

وقالت مصادر متطابقة لـ«الشرق الأوسط»، قبل الإعلان الرسمي عن اسم الامين العام الجديد، إن المرحلة الحالية التي يمر منها المغرب، جعلت منتسبي الحزب يغيرون رأيهم في اتجاه عدم تجديد الثقة في العثماني، وانتخاب بن كيران، بدلا عنه، وذلك لمواجهة ما وصفوه «تبخيس الدولة للعمل الحزبي»، وتركيزها المطلق على دعم رجال التقنوقراط، من قبيل إحداث جمعية «الحركة من أجل كل الديمقراطيين» بزعامة النائب فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب السابق في الداخلية.

من جهة أخرى، قال مؤتمرون لـ«الشرق الأوسط»، ضمنهم قياديون، فضلوا عدم ذكر أسمائهم، إنهم أرادوا توجيه رسائل مشفرة الى مسؤولي الدولة، بينها أن بن كيران، سبق له وأن أدلى بتصريحات صحافية، تفيد استعداد حزبه المشاركة في الحكومة، على أساس حد أدنى من البرامج المتفق حولها، وكان قاب قوسين أو أدنى من المشاركة في حكومة عباس الفاسي، مما يدل على أن الحزب ذي المرجعية الاسلامية، يؤمن بالتعامل مع جميع الاحزاب السياسية، مهما كانت مشاربها الايديولوجية، لتسيير دفة الحكومة، وفي نفس الوقت، القول إن حزب العدالة والتنمية، الوحيد في المغرب، الذي يطبق الديمقراطية الداخلية، عبر صناديق الاقتراع، وليس من خلال إجراء توافقات في الكواليس كما دأبت على ذلك اغلب الاحزاب السياسية، بما فيها التي تحمل شعار «الدفاع عن الديمقراطية والحداثة».

وقال بن كيران «أما وقدر الله الذي قدر، ويسر الذي يسر، فإني أحمده واثني عليه جميل الثناء، واسأله أن يكون لي ولكم خير معين، من اجل مواصلة تحقيق المزيد من المكاسب التي حققها الحزب بفضل تحمل كل واحد من منتسبي الحزب مسؤوليته».