صرح مسؤولون أمنيون لرويترز امس بأن الشرطة الباكستانية ألقت القبض على ستة أفغان وضبطت 450 كيلوجراما من المتفجرات وما يزيد على عشرة أجهزة تفجير خلال مداهمة في مدينة كويتا في جنوب غرب البلاد. وقال محمد أكبر أرين قائد الشرطة في كويتا عاصمة اقليم بلوشستان كانت لديهم سيارة مجهزة مملوءة بالمتفجرات لتفجيرها في المدينة. وأضاف مشيرا لافغانستان: «لا أستطيع اعطاءكم تفاصيل محددة ولكن يمكنني أن القول إن قائدهم ليس هنا وانما يقيم في الجانب الاخر من الحدود. ويشتد التوتر في العلاقات بين باكستان وأفغانستان حليفتي الولايات المتحدة في حربها على الارهاب بعدما اتهم الرئيس الافغاني حامد كرزاي المخابرات الباكستانية بالضلوع في تفجير انتحاري لسيارة ملغومة أدى الى مقتل 58 شخصا خارج السفارة الهندية في كابل في وقت سابق هذا الشهر. وقالت الحكومة الافغانية في الماضي ان زعيم طالبان الملا محمد عمر وقادة اخرين يوجهون التمرد في أفغانستان من كويتا. ونفت كل من باكستان وطالبان هذا الاتهام قائلتين ان عمر موجود مع مقاتلي طالبان في أفغانستان. وقبضت قوات الامن قبل أيام قليلة على رجل يشتبه بأنه من كبار قادة حركة طالبان في بيت على مشارف كويتا. وصرح مسؤولون مشترطين عدم الكشف عن اسمائهم بأن الرجل ما زال قيد التحقيق ولم تتأكد هويته بعد.
وأضاف مسؤول رفيع في المخابرات في كويتا طلب عدم نشر اسمه في تصريح لرويترز: «قمنا بمداهمة قبل ثلاثة أيام بناء على معلومات موثوق بها وصلتنا بأن شخصيات مهمة من طالبان تختبئ مع أسرة أفغانية هناك». وأضاف: «نشتبه في أنه من قادة طالبان. ولم تعتقل باكستان سوى القليل من الشخصيات المهمة في طالبان ويشتبه المسؤولون الغربيون منذ أمد طويل في أن جهاز الامن الباكستاني يتغاضى عن وجودهم على الرغم من أن هناك علامات على التغيير تتمثل في بعض الاعتقالات في الاونة الاخيرة».
من جهة اخرى قتل امس اكثر من 36 شخصا في اشتباكات بين قوات الأمن ومتشددين في جزء من جنوب غربي باكستان ينشط فيه المتمردون القوميون. وقال مسؤولون إن 28 متشددا وستة من قوات الامن قتلوا منذ اندلاع الاشتباكات في ساعة متأخرة من مساء السبت الماضي في منطقة ديرا بوجتي في بلوشستان عقب تفجير خط لأنابيب الغاز.
وقتل مدنيان امس حين اصابت قنابل تم تفجيرها عن بعد مركبتين لقوات الامن في هجومين منفصلين في ديرا بوجتي. وقال مسؤول امني رفض نشر اسمه: «العمليات مستمرة ضد المتشددين الذين شاركوا في مهاجمة منشآت الغاز في منطقة اوتشا، دمرنا معسكرين للمتشددين».
وأوردت صحيفة «نيوز» الباكستانية سقوط عدد اكبر من القتلى بلغ 43 في الاشتباكات التي دارت في مطلع الاسبوع. واصيب خمسة من المدنيين وسبعة جنود في تفجيري اليوم في ديرا بوجتي.
ويشن مقاتلون من البلوش حربا منذ عقود للضغط لتلبية مطالبهم بمزيد من الحكم الذاتي والحصول على نصيب اكبر من موارد المنطقة الطبيعية وفي مقدمتها النفط والغاز.
ويتهم القوميون في بلوشستان البنجاب، أكبر اقاليم باكستان من حيث تعداد السكان، باستغلال مواردهم الطبيعية. واستهدف المتشددون منشآت حكومية وأفرادا من قوات الامن وخطوطا لنقل الغاز وخطوطا للسكك الحديدية واعمدة كهرباء.