مفاوضون سوريون في محادثات إسرائيل يزورون واشنطن.. ولقاءات مع مسؤولين أميركيين

الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: الوفد غير حكومي ونرحب بالاتصالات الشعبية

TT

قالت مصادر سورية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد السوري الذي توجه الى واشنطن اول من امس، ويضم رئيس مركز الشرق للدراسات الإستراتيجية، الدكتور سمير التقي، إضافة للاستشاري والباحث الاقتصادي سمير سعيفان والأكاديمي والدكتور سامي مبيض يمثل مجموعة من الاكاديميين والخبراء، وهو في اطار التبادل الثقافي المدني، وليس وفداً رسمياً من وزارة الخارجية السورية او غيرها من الجهات. وقالت المصادر، التي لا تريد الكشف عن هويتها، إن الدكتور رياض الداودي المستشار القانوني في وزارة الخارجية السورية وعضو الوفد المفاوض مع إسرائيل في مفاوضات السلام غير المباشرة لم يتوجه الى واشنطن على رأس الوفد، كما ذكرت وكالة الأنباء الالمانية ووسائل اعلام اميركية. ويأتي ذلك فيما قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الاميركية إن «مبعوث الخارجية الأميركية إلى الشرق الأوسط (ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية) ديفيد وولش سيجتمع هذا الأسبوع مع وفد الأكاديميين والمحامين السوريين؛ من ضمنهم مستشارون قانونيون كبار في الحكومة السورية ممن شاركوا في المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل عبر الوساطة التركية. وقالت مصادر اميركية إن السوريين يريدون تأييدا مباشرا من واشنطن للمفاوضات مع اسرائيل عن طريق تركيا، ويستكشفون امكانات فتح الأبواب. لكن المصادر السورية قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد السوري الذي توجه لواشنطن هو مجموعة من الخبراء والباحثين المستقلين، ويزورون واشنطن تلبية لدعوة من مؤسسة «البحث عن أرضية مشتركة» الأميركية التي تنظم برنامج الزيارة بالتعاون مع «مجموعة الأزمات الدولية». وأضافت المصادر السورية ان الزيارة تأتي في اطار متابعة الحوار الذي بدأ في دمشق في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بين مؤسسة «البحث عن أرضية مشتركة» ومجموعة من الباحثين والخبراء السوريين المستقلين، بهدف بحث العلاقات السورية ـ الأميركية. ومع أنه لا صفة رسمية لكلا الطرفين، إلا أن المصادر السورية رأت في هذا النشاط «جهداً بناءً ومفيداً من جهة إتاحة الفرصة لمجموعة من الباحثين والخبراء السوريين لشرح وجهات نظرهم حول بلدهم، في دوائر البحث والدراسات الأميركية». وسبق أن عقدت مؤسسة «البحث عن أرضية مشتركة» لقاءين؛ الأول كان في نوفمبر الماضي في دمشق، والثاني في مارس (آذار) الماضي في مدينة حلب. واللقاء الثالث هو الجاري بواشنطن. وقالت المصادر السورية ان هناك أفكاراً حول تنظيم برنامج لقاءات للوفد السوري مع مسؤولين أميركيين. وحول سبب عدم مشاركة الدكتور رياض الداودي في لقاءات واشنطن، علما أنه كان أحد المشاركين في اللقاءات الماضية، قالت المصادر إن «الداودي كان يشارك بصفته العلمية، ولم يشارك في هذا اللقاء لانشغاله في دمشق».

من ناحيتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية لـ«الشرق الاوسط» ان وفداً سورياً وصل الى واشنطن من غير دعوة من الحكومة الاميركية، موضحة ان الخارجية الاميركية ستعلن في وقت لاحق ما اذا كان هناك مسؤول فيها سيقابل الوفد. وقالت ان «البحث عن ارضية مشتركة» او «كومن غراوند» هي التي دعت الوفد السوري لا الحكومة الاميركية، موضحة ان المنظمة هي التي اتصلت بالخارجية الاميركية لترتيب لقاءات للوفد مع كبار المسؤولين في الوزارة. وأضافت ان ديفيد وولش مستعد لمقابلة الوفد، لكن على اساس ان الوفد غير رسمي. كما قالت ان الخارجية الاميركية «ترحب بزيارة وفود غير رسمية من سورية لانها حريصة على اقامة علاقات طيبة مع الشعب السوري. وانها، في هذا، تفرق بين الحكومة السورية والشعب السوري». ومنظمة «البحث عن أرضية مشتركة» كما تعرف نفسها هي «منظمة عالمية غير حكومية مقرها واشنطن وبروكسل في بلجيكا، وهي مكرسة لتغيير الأسلوب الذي يتعامل فيه العالم مع النزاع، بعيداً عن التوجهات العدائية نحو حلول تعاونية». وفي وقت لاحق، خلال المؤتمر الصحافي اليومي له، اكد المتحدث باسم الخارجية الاميركية، زيارة الوفد السوري. وعندما سئل عن وظيفة رياض الداودي كمستشار قانوني لوزارة الخارجية السورية، كرر المتحدث ان الخارجية الاميركية «تعتبر الوفد غير حكومي. واذا قابل مسؤول في الخارجية الوفدَ، فسيكون ذلك على اعتبار انه وفد خاص». وركز المتحدث على ان الوفد يتكون من اساتذة جامعات وخبراء سوريين. وان الداودي خبير قانوني في دمشق، بدون ان يشير الى دوره في المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل في تركيا، ولا الى وظيفته كمستشار قانوني للخارجية السورية. ولم تذكر وسائل الإعلام السورية الرسمية، وحتى الخاصة، نبأ توجه وفد سوري إلى واشنطن، ما عدا الموقع الالكتروني «شام برس» الذي نقل الخبر عن صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن أن «مبعوث الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط (ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية ) ديفيد وولش سيجتمع هذا الأسبوع مع وفد الأكاديميين والمحامين السوريين. ويتوقع ان يلتقى الوفد، المقرر ان تستمر زيارته 10 ايام، مع بعض قادة الكونغرس المهتمين بشؤون الشرق الاوسط. وان يجرى اتصالات مع مراكز الابحاث وصناع القرار في العاصمة الاميركية. لكن لا يُعرف بعد ما إذا كان سيلتقي مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس. وقال عماد مصطفى، سفير سورية في واشنطن، حول وصول الوفد السوري، إن قبول اميركا زيارة الوفد بعد فترة قطيعة استمرت سنوات كثيرة يعتبر «خطوة جديدة ونتيجة طبيعية لما يجرى في المنطقة». وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد قالت ان زيارة الوفد السوري تأتي في وقت «تتساهل فيه علاقات ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش مع دول ضمن قائمة الارهاب». واشارت الصحيفة الى اشتراك وليام بيرنز، مساعد وزيرة الخارجية، في مفاوضات جنيف مع إيران حول برنامجها النووي. وقالت الصحيفة إن السوريين يريدون تأييداً مباشراً من واشنطن للمفاوضات مع اسرائيل عن طريق تركيا. وكانت واشنطن قد كررت انها لا تعارض المفاوضات بين اسرائيل وسورية، لكنها تفضل التركيز على المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين.