غوانتانامو: سائق أسامة بن لادن يؤكد براءته عند بدء محاكمته

حمدان يواجه اتهامات بالتآمر وتوفير الدعم المادي للإرهاب

اليمني سالم حمدان سائق بن لادن في لقطة قبل اعتقاله (ا.ب)
TT

افادت وزارة الدفاع الاميركية بأن سليم احمد حمدان السائق السابق لابن لادن، نفى التهم الموجهة اليه، واكد براءته لدى بدء محاكمته صباح امس في قاعدة غوانتانامو الاميركية العسكرية، في اول محاكمة امام محكمة عسكرية استثنائية. وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الاميركية ان «المحاكمة بدأت وهو دفع ببراءته».

ومن المتوقع أن تستمر محاكمة حمدان، ما بين 3 الى 4 اسابيع، وسيدلي بشهادته في المحاكمة اكثر من 20 شخصا من محققي البنتاغون. وكان حمدان يرتدي امس بدلة كاكي عند مثوله امام المحكمة، وقال محاميه تشارلز سويفت ان ملابسه البيضاء وعمامته لم تكن جاهزة. ويلغي اعلان حمدان براءته اي إمكانية للتوصل الى اتفاق بين الاتهام والدفاع، ما كان سيؤدي لو حصل الى تعليق هذه المحاكمة الاولى من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية امام لجنة من خمسة قضاة جميعهم من العسكريين. ويبلغ حمدان الاربعين من العمر وهو يمني الجنسية والتهم الموجهة اليه هي «التآمر» و«تقديم الدعم المادي للارهاب». ويمكن ان يحكم عليه على اساس هذه التهم بالسجن مدى الحياة في ختام محاكمة في حالة إدانته من قبل هيئة محلفين مؤلفة من ضباط أميركيين. وكان الاسترالي ديفيد هيكس قد اعترف في مارس (آذار) 2007 بتقديم دعم مادي الى الارهاب فحصل بالمقابل على حكم مخفف بالسجن تسعة اشهر اضافة الى تذكرة سفر للعودة الى بلده استراليا. وجاء في عريضة الاتهام ضد حمدان البالغ من العمر نحو 40 عاما أنه التقى بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مدينة قندهار بأفغانستان عام 1996 و«أصبح في نهاية المطاف حارسا وسائقا شخصيا له». وكذلك، ورد في عريضة الاتهام أن حمدان تلقى تدريبا على استخدام البنادق والمسدسات والرشاشات في معسكر تابع لـ«القاعدة»، إضافة إلى «تسليمه أسلحة وذخيرة أو إمدادات أخرى إلى أعضاء في القاعدة أو عناصر مرتبطين بهم». وكان حمدان قد نقل عام 2002 إلى معتقل غوانتانامو حيث قضى معظم فترة احتجازه في الحبس الانفرادي. وجاء في الاتهام ايضا انه كان يحمل لدى اعتقاله في نهاية 2001 في افغانستان صاروخين أرض جو في صندوق سيارته. ويؤكد محاموه في المقابل انه، حتى ولو عمل سائقا لزعيم تنظيم القاعدة، فانه غير متورط في اعمال ارهابية. وهم ينوون ايضا خلال المحاكمة التنديد بالظروف التي رافقت استجواب موكلهم والتي ادت الى اتهامه. وكشفت جهة الادعاء وثائق أشارت الى ان حمدان حرم من النوم وكان حراسه يوقظونه كل ساعة لمدة خمسين يوما في 2003. وقد شكا حمدان خلال جلسة تمهيدية هذا الاسبوع من العزلة التامة التي يسجن فيها ومن تعرضه للاذلال على يد امرأة خلال استجوابه. وتكمن احدى المسائل الرئيسية في المحاكمة في معرفة ما اذا كانت معظم الادلة المقدمة مقبولة من المحكمة في ظل هذه الظروف. ودعا محاموه إلى تعليق محاكمته بعد قرار المحكمة العليا الاميركية السماح لنحو 260 نزيلا من نزلاء غوانتانامو بالطعن في احتجازهم أمام محاكم مدنية. لكن القاضي الفيدرالي الاميركي، جيمس روبرتسون، أمر الخميس الماضي بأن تبدأ محاكمة حمدان يوم امس لتكون اول محاكمة في إطار محاكمات جرائم الحرب الخاصة بمعتقلي غوانتانامو. وأعلن محامو حمدان أنهم سيستأنفون الحكم بمحاكمة موكلهم أمام محكمة عسكرية خاصة على أساس أنه رغم عمله سائقا لابن لادن فإنه لم يتورط في نشاطات إرهابية. وقال محاموه الأسبوع الماضي إن حمدان تعرض لسوء المعاملة مثل الحرمان من النوم. وبنيت قاعة جديدة في القاعدة البحرية الاميركية بكوبا، جلس فيها عدد كبير من المحامين والصحافيين في اول محاكمة امام محكمة عسكرية منذ الحرب العالمية الثانية. وكان الاسترالي ديفيد هيكس هو المعتقل الوحيد في غوانتانامو الذي مثل امام المحكمة في مارس (آذار) 2007 وأقر بأنه مذنب مقابل اصدار حكم مخفض عليه بالسجن لمدة تسعة اشهر وإعادته الى بلاده.

وينظر الى محاكمة حمدان على انها أول اختبار للمحاكم العسكرية منذ انشائها على يد بوش قبل سبعة أعوام. واتهمت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) 20 معتقلا ومن المتوقع أن يرتفع العدد الى 80 من اصل 275 معتقلا لا يزالون محتجزين في غوانتانامو. وتقول جماعات حقوقية إن تلك المحاكم لا توفر للمعتقلين الحقوق التي توفرها المحاكم المدنية الاميركية وان هذه المحاكم الهدف منها إصدار أحكام إدانة بحق المتهمين.

وقالت منظمة العفو الدولية يوم الجمعة الماضي: «إنها محاكمات من الدرجة الثانية لا يمكن أن تقدم الحكومة الاميركية مواطنيها إليها». ويرفض الجيش الاميركي هذا المنطق قائلا ان المحاكم العسكرية تعين محامين للدفاع عن المتهمين، كما أن من حقهم توكيل محامين عنهم. ويسمح لهم باستدعاء الشهود للادلاء بشهاداتهم لصالحهم وسؤال الشهود الذين يدلون بشهاداتهم ضدهم، كذلك يسمح لهم بمراجعة وتفنيد الأدلة المقدمة ضدهم.