موغابي وزعيم المعارضة يوقعان مذكرة تفاهم تطلق المفاوضات على مستقبل زيمبابوي

اتفاق على تعديل الدستور من أجل نظام سياسي جديد في البلاد

موغابي يصافح زعيم المعارضة بعد توقيع مذكرة التفاهم (أ.ب)
TT

وقع رئيس زيمبابوي روبرت موغابي وزعيم المعارضة مورغان تسفانجيراي امس في هراري مذكرة تفاهم تضع اطار مفاوضات حول المستقبل السياسي للبلاد، مما ينهي ازمة حادة وطويلة الامد شغلت المجتمع الدولي ويلزم الطرفين المتنازعين انجاز عملية التفاوض بينهما.

ووقع موغابي وتسفانجيراي بالاحرف الاولى الوثيقة التي تحدد اطارا لبدء مفاوضات تشمل طريقة العمل وبرنامجه والفاعلين والجدول الزمني، بحضور رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي المكلف من قبل نظرائه في دول افريقيا الجنوبية وساطة في زيمبابوي.

والرجلان اللذان لم يلتقيا علنا منذ تأسيس تسفانجيراي حركة التغيير الديمقراطي في 1999، لم يتصافحا اثر التوقيع.

وقال مبيكي الذي جلس بين موغابي وتسفانجيراي «ان مذكرة التفاهم ستلزم الطرفين ببرنامج عمل مكثف لانهاء المفاوضات باسرع ما يمكن» حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان موغابي اعلن ان السلطة والمعارضة اتفقتا على تعديل الدستور «بطرق شتى» بهدف اقامة «نظام سياسي جديد».

وقال موغابي اثر حفل توقيع المذكرة التي تمهد لاجراء حوار بين السلطة والمعارضة تم الاتفاق بالامس بين حزب زانو ـ الجبهة الوطنية (حزب موغابي) وحركة التغيير الديمقراطي «على وجوب تعديل دستورنا بطرق شتى».

وكانت مصادر في الحكومة والمعارضة في زيمبابوي اعلنت في وقت سابق ان موغابي وزعيم المعارضة سيحضران في هراري توقيع اتفاق يضع اطارا لمفاوضات المستقبل السياسي للبلاد. وقال وزير العدل باتريك شيناماسا الذي هو ايضا ابرز مفاوض عن الاتحاد الوطني الافريقي لزيمبابوي ـ الجبهة الوطنية (الحاكم)، لوكالة الصحافة الفرنسية «سيكون الرئيس هنا من اجل حفل التوقيع». وقال مصدر في المعارضة ان رئيس حركة التغيير الديمقراطي سيحضر كذلك التوقيع في حضور رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي الذي يتولى الوساطة في الازمة الزيمبابوية. واوضح المتحدث باسم تسفانجيراي، جورج سيبوتشيوي ان الرجلين لم يلتقيا علنا منذ ان اسس تسفانجيراي حركته في 1999.

ويفترض ان يحدد البروتوكول اطار التفاوض وجدول الاعمال والقائمين به والجدول الزمني من اجل التوصل الى حل سياسي في زيمبابوي التي تشهد ازمة حادة منذ الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 27 يونيو التي خاضها موغابي بلا منافس.

وبرز امل بحصول حلحلة في الازمة السياسية في زيمبابوي في نهاية الاسبوع بعد الاعلان عن الاقتراب من توقيع هذا الاتفاق. وعزت حركة التغيير الديمقراطي هذا الامر الى توسيع «مجموعة الاتصال» التي باتت تضم الاتحاد الافريقي والامم المتحدة الى جانب الوساطة الجنوب افريقية. وتعاني زيمبابوي من ازمة سياسية تضاف الى الازمة الاقتصادية الحادة، منذ اعادة الانتخاب المثيرة للجدل لروبرت موغابي رئيسا في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، على خلفية من اعمال العنف. واعربت السلطة والمعارضة عن استعدادهما للحوار بشروط.

واعتبرت المعارضة والغرب ان الانتخابات «مزورة». وكان رئيس حركة التغيير الديمقراطي مورغان تسفانجيراي فاز في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية في 29 مارس بفارق كبير على موغابي، الا انه انسحب من السباق في الدورة الثانية بسبب اعمال العنف التي استهدفت انصاره.