أهالي المعتقلين في سورية «استقبلوا» المعلم باعتصام

طالبوا سليمان بـ«إدراج القضية في البيان الوزاري»

لبنانيات يحملن صور أبنائهن المفقودين والمرجح أنهم معتقلون في سورية وذلك خلال الاعتصام الذي نظم أمس على طريق القصر الجمهوري اللبناني (رويترز)
TT

سارع امس ذوو المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية، مع ممثلي عدد من هيئات المجتمع المدني، الى التجمّع عند الطريق المؤدية الى القصر الجمهوري في بعبدا، وذلك تزامنا مع وصول وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى لبنان لتوجيه دعوة رسمية الى الرئيس ميشال سليمان لزيارة سورية.

تجمعوا حاملين صور المعتقلين والمفقودين ولافتات كتب عليها «لا علاقات قبل ان يرجعوا» و«مش بس باسرائيل بسورية كمان» (ليس فقط في اسرائيل انما في سورية ايضا)، آملين في أن يكون الصوت عالياً بما فيه الكفاية لوضع قضيتهم في سلّم الأولويات. أرادوا الانطلاق بمسيرة نحو القصر لتسليم الرئيس سليمان مذكرة موقعة من 16 جمعية تطالب بحل القضية و«تحديد مصير المختفين والمفقودين». ولكن ما حدث لم يكن في الحسبان، اذ ان تدافعا حصل بين الاهالي والقوى الامنية المولجة حماية المنطقة، فكان ان تعرّض عدد منهم للضرب على ايدي عناصر من الجيش بعد تلاسن حصل بين الطرفين. واحتجز شقيق احد الموقوفين ايلي رومية، لكّنه أطلق في وقت لاحق.

وسلّم وفد من الاهالي مذكّرة الى العميد (اسعد) مكاري مدير مكتب الرئيس سليمان الذي وعد بان يحدد لهم موعدا مع الرئيس «خلال 48 ساعة»، كما قال رئيس جمعية «سوليد» غازي عاد لـ«الشرق الاوسط». وأضاف: «ما حصل ما كان يجب ان يحصل. الواقع ان الجيش اعتقد ان الاهالي ينوون قطع الطريق امام موكب الوزير السوري». ونفى ان يكون موكب المعلّم قد تعرّض بالضرب لأي من الاهالي.

وكان عاد اكّد خلال الاعتصام امتلاك «اثباتات وتأكيدات لوجود لبنانيين في السجون السورية. والأهالي الموجودون اليوم هنا عندهم الكثير من التأكيدات. ومعنا معتقلون سابقون يؤكدون وجود لبنانيين في السجون السورية». أما رئيس لجنة حقوق الانسان البرلمانية، النائب غسان مخيبر، فرأى في اتصال مع «الشرق الاوسط» انه «ما كان يجب ان تحصل اي مشكلة مع القوى الامنية. وما كان هناك اي داع للجوء الى العنف وضرب الكثير من الاهالي». وقال ان زيارة المعلّم تعتبر «اطارا عاما فيما المطلوب تعاون جاد من الجانب السوري لمعالجة قضية المعتقلين اللبنانيين في سجونه. هناك انكار مطلق». واشار الى انه شارك في وضع المذكّرة و«أؤيد مضمونها كليا. المطلوب تعاون سوري في حل القضية اولا عبر الاقرار بوجود المشكلة. وثانيا عبر بلورة ارادة سياسية». وكرّر ان «الاهالي موعودون بتحديد لقاء مع الرئيس سليمان ضمن حدود 48 ساعة».

بدوره، اعتبر الامين العام لـ«الاتحاد من اجل لبنان» مسعود الاشقر ان «ملف المعتقلين في السجون السورية أهم من ترسيم الحدود والعلاقات الدبلوماسية» داعيا الى ان يكون هذا الملف «اولوية لدى الدولة». وقال: «كما استعدنا الاسرى من اسرائيل، هناك عدد من اللبنانيين السجناء في سورية. وهناك عدد من المفقودين لدى أهلهم معلومات عنهم. وبعض الاهل زاروا أولادهم في السجون السورية. وهناك معلومات مؤكدة أن هناك عددا من اللبنانيين في السجون السورية يجب إعادتهم الى أهلهم لقفل هذا الملف». وقال سامي الجميل نجل الرئيس السابق امين الجميّل: «نحن نطالب باعتراف نهائي من سورية بلبنان وبإقامة علاقات دبلوماسية. ولكن نصر على عودة كل اللبنانيين من السجون السورية». وأضاف: «عندنا كل البراهين والاثباتات التي تؤكد وجود معتقلين لبنانيين في السجون السورية.

وقد طالبت المذكّرة المرفوعة الى الرئيس سليمان بوضع خطة عمل متكاملة «من أجل حل قضية الاختفاء القسري في لبنان التي لم تعد تحتمل التهميش والمماطلة والتأجيل وادراج قضية المخفيين قسرا في البيان الوزاري للحكومة وجعلها أولوية وطنية وتحريك النيابات العامة لإجراء التحقيقات واستقاء المعلومات وجمع الادلة وتلقي الافادات والشهادات والاطلاع على أرشيف أجهزة الامن الرسمية والميليشيات».