صورة بوتين لا تزال مرفوعة في الكرملين.. والروس حائرون

المسؤولون الروس يرفعون صورا تجمع الرئيس السابق بميدفيديف

TT

خلال السنوات الثماني التي تولى فيها رئاسة روسيا، كانت صورة فلاديمير بوتين تعلق في مكاتب معظم المسؤولين الحكوميين، بدءا من الكرملين إلى أصغر مكتب في المدينة. فالرئيس هو الرئيس في كل مكان. والولاء يتطلب تعليق صورة الرجل الأول في كل مكان فوق أكتاف المسؤولين الذين يجلسون على المكاتب الفخمة. وعندما انتقل بوتين الى الكرملين في عام 2000، أزيلت صور سلفه بوريس يلتسين بسرعة. ولذلك فقد كان من المتوقع أن يحدث الأمر نفسه، عندما تولى ديمتري ميدفيدف الرئاسة. ولكن مع وجود بوتين في منصب رئاسة الوزراء ووقوف ميدفيدف في الموقع الخلفي من السلطة، فقد ظلت صورة بوتين في مكانها، وهو أمر لم يحدث من قبل أن يتم وضع صورة رئيس الوزراء، بدلا من صورة الرئيس. ولكن من يجرؤ على إزالة صورة بوتين؟

أوردت صحيفة فيدموستي اليومية في روسيا تقريرا جاء فيه: «هناك نحو 1.5 مليون مسؤول روسي يشعرون بالحيرة. وقد تساءل البعض عما إذا كان يجب عليهم وضع صورتين؟ وكيف سيكون وضع الصورتين؟ هل يتم وضعهما جنبا إلى جنب؟ ومن يكون إلى اليمين ومن يكون إلى اليسار؟ وهل يتم وضعهما في وضع أفقي؟ وإذا كان كذلك، فمن توضع صورته فوق صورة الآخر؟».

لكن بوتين لم يستطع مساعدة هؤلاء المسؤولين الحائرين. ففي مؤتمر صحافي قبل الانتخابات الرئاسية، سئل بوتين عما إذا كان ينوي تعليق صورة الرئيس ميدفيدف في مكتبه، لكن بوتين رفض الإجابة عن السؤال بصورة مباشرة، وقال: «لكي أبني علاقة مع ديمتري ميدفيدف إذا انتخب رئيسا، فإنني لن أحتاج إلى تعليق صورته. فهناك وسائل أخرى لبناء العلاقات وإنجاحها».

وقال ديمتري بيسكوف، وهو المتحدث الرسمي باسم بوتين، في مقابلة صحافية معه بأن رئيس الوزراء الجديد، لا يضع صورة للرئيس، لكنه أشار إلى أن «المكتب الدائم لرئيس الوزراء، ما زال تحت الإنشاء في البيت الأبيض الروسي، وهو يعمل الآن من خلال مكتب مؤقت».

وقد انتهت صحيفة «إيزفستيا» بعد مراجعة الأمر مع المسؤولين في أماكن مختلفة من البلاد، إلى أن العديد من المسؤولين قد وضع صورة تجمع بين الرئيس ورئيس الوزراء، أو وضع صورتين لهما بحجم واحد. وقالت الصحيفة بأنه «من الأهمية بمكان المحافظة على حجم واحد للصورتين»، وقد جاء على لسان أحد مديري المصانع قوله: «ليس من المناسب زيادة أو تقليل حجم أي من الصورتين في مثل هذا الوقت المبكر جدا».

وبحسب ما تقول ماريا فاليف، التي تعمل في محل للصور في وسط موسكو، فإن الروس العاديين يعلقون الصور أيضا. وتقول: «يقبل الناس على شراء الصور لوضعها في مكاتبهم أو كهدايا أو للاحتفاظ بها لأنفسهم. وقد كان هناك زوجان اشتريا صورة لميدفيدف وبوتين معا وقالت الزوجة: «سوف نضعها في غرفة النوم» وقد شجعت هذه الظاهرة مراسلا ومصورا في صحيفة «كوميرسانت» لعمل معرض لصور لبوتين وميدفيدف معا. وقد انتهى المعرض في هذا الشهر، وكان يسمى معرض «تناسخ الهوية» وكان يضم 106 صورة للاثنين معا. وقد قدم مراسل صحيفة «كوميرسانت»، أندريا كولسينيكوف بعض النصائح للمسؤولين الحكوميين من خلال مقابلة على شاشة قناة «إن.تي.في» التلفزيونية، جاء فيها: «إن الناس يتساءلون: نضع صورة من؟ صورة بوتين أم ميدفيدف؟ صورة ميدفيدف أم بوتين؟ ولذلك فإنني أنصح بتعليق صورة تجمع بين الاثنين».

ويشعر بعض الروس بالحرج، عندما تسأل أحدهم عن الصورة التي يضعها على الحائط.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)