فترة الأمير فواز في الإمارة تزامنت مع إنجاز ثلثي الشكل الحالي لبيت الله الحرام

تزامن تعيينه أميرا للمنطقة مع بداية أعمال المرحلة الثالثة للتوسعة

شهد الحرم المكي توسعات أعمال المرحلتين الثالثة والرابعة خلال تولي الفقيد إمارة مكة المكرمة («الشرق الأوسط») وفي الاطار الأمير الراحل فواز بن عبد العزيز
TT

شهدت فترة تولي الأمير فواز بن عبد العزيز إمارة منطقة مكة المكرمة بدء أعمال المرحلتين الثالثة والرابعة من مراحل التوسعة في الحرم المكي الشريف، ومثلت تلك الحقبة التاريخية إحدى العلامات المضيئة في سيرة الراحل الذي كان يولي جل اهتمامه لخدمة بيت الله الحرام. وكانت مشيئة القدر للأمير الراحل أن يتزامن تاريخ تعيينه أميرا لمنطقة مكة المكرمة مع بداية أعمال المرحلة الثالثة للتوسعة خلال الفترة من 1969 حتى 1972، والتي تمثلت في بناء المكبرية، وشق الطرق، وإنشاء الميادين حول الحرم. كما عايش أعمال المرحلة الرابعة خلال العام 1973 حتى 1976 من القرن الماضي، والمتضمنة تجديد الحرم القديم، وتجديد أركانه الأربعة لإنشاء البوابات الثلاث الرئيسية.

وبشكل عام شهد الحرم المكي توسعة كبيرة في عهده، كبناء القسم الثاني من الرواق الجنوبي الغربي، وإكمال الطابق السفلي في هذا الجانب، إضافة إلى بناء الرواق الشمالي في الرقعة الممتدة من باب العمرة إلى باب السلام، كما اكتمل بناء الطابق السفلي الذي أقيم تحت جميع أبنية الحرم عدا المسعى.

وساهمت تلك الأعمال التي كان يوليها الأمير فواز بن عبد العزيز اهتماما ومتابعة دقيقة، حاله كحال كافة الأمراء المتعاقبين على العاصمة المقدسة، بإعادة صياغة المنطقة المحيطة بالحرم المكي الشريف، واحتوائه على ميادين وشوارع فسيحة تسهل حركة الحجاج والمعتمرين لبيت الله.

ومن أبرز خصائص التوسعة في عهده، أن الحلية التي تكسو التوسعة هي جزء من عملية البناء، تتم معه في وقت واحد، ففي الجدران توضع قطع المرمر والحجر الصناعي في مواضعها من الشبكة الحديدية التي تتكون منها هياكل البناء، فتشد القطع إليها بمشابك حديدية، وتصب الخرسانة فوق الشبكة وراء القطع، فتتماسك معها، ويكون الجميع جدارا قوي البناء جميل المنظر.

وفي السقوف وزع الحجر الصناعي في مواضع بين طبقات الأخشاب التي يمتد فوقها السقف والشبكة الحديدية، ومن ثم كان يشبك الحجر بأسياخ الحديد، وتصب فوقها الخرسانة، فيصبح عقدًا متكاملاً ببقية البناء.

وبعد الانتهاء من المرحلتين الثالثة والرابعة من أعمال التوسعة، أصبح لبيت الله الحرام 64 بابا موزعة في مختلف جهاته، أكبرها باب الملك عبد العزيز ويقع في الجهة الجنوبية للمسجد في اتجاه أجياد، وباب العمرة ويقع في الجهة الغربية من المسجد الحرام، وباب السلام ويوجد في الجهة الشمالية من المسجد الحرام.

كما أنشئت في هذه التوسعة سبع منارات، ارتفاع كل منها 89 مترا، وتبرز المنارات السبع أبعاد المسجد الحرام، وترتفع شامخة بطرازها الفريد، والمنارات السبع موزعة على أبواب الصفا، وباب الملك عبد العزيز، وباب العمرة، وباب السلام.

وعلى الرغم من أن هذه الأعمال تجير لكافة أفراد الحكومة السعودية التي تولي الحرمين الشريفين الاهتمام والعناية من أعلى شخصية في سدة الحكم، بيد أن التاريخ لا ينسى أن يسجل للأمير فواز بن عبد العزيز أنه كان أميرا لمكة المكرمة خلال تلك الفترة الهامة، مما يعني أنه المتابع الأول لكل ما تم.