عاملون مع الفقيد: الراحل كان أبا لنا.. ومعاملته كانت ترتكز على الرحمة

أزمة تنفس حادة نقلته إلى مستشفى باريسي.. ومياه في الصدر عجلت برحيله

TT

«كان لا يعاني من أية أزمات صحية، قبل أن يشعر بآلام في صدره، نقل على إثرها لمستشفى في باريس، لتجرى له عملية لسحب مياه تجمعت في الصدر، قبل أن يفارق الحياة متأثرا بأزمة تنفس حادة».. هذه كانت هي اللحظات الأخيرة في حياة الأمير فواز بن عبد العزيز، الذي وافاه الأجل المحتوم في العاصمة الفرنسية، صباح أمس وفقا لمقربين.

ووصفت مجموعة من العاملين مع الراحل الأمير فواز بن عبد العزيز، الذي عانى من ضيق في التنفس، نقل على إثره لأحد مستشفيات العاصمة باريس، العلاقة التي ربطتهم به، بالعلاقة الأبوية، طوال السنوات التي قضوها في العمل معه على مراحل حياته.

وقال سعيد بن علي بن سواد وهو ابن مدير مكتب الأمير الراحل وعمل مع الفقيد طوال 17 عاما، إن العلاقة التي ارتبطوا بها مع الأمير فواز، كانت أكثر وأكبر من علاقة عامل بمرؤوسيه، مشيراً إلى أن ما كان يلقاه العاملون مع الأمير الراحل، من معاملة كانت ترتكز على مبادئ الرحمة، والمساعدة، والقرب منهم بأي حال من الأحوال.

وأضاف بن سواد الذي عمل والده مع الأمير الراحل لأكثر من 56 عاما خلال اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس، أن الأمير فواز بن عبد العزيز (رحمه الله)، كان أباً للجميع، مُستشهداً بقصة أحد العاملين من الجنسية اليمنية مع الفقيد، والذي كان قد تكفل الأمير فواز بعلاج شقيقته على نفقته الخاصة بأحد مستشفيات جدة، وهو ما يدل على رأفة الأمير للعاملين معه، والذين يفوق عددهم 60 عاملاً بأسرهم، كانوا يلقون معاملة أبوية، ولم يشعر أي منهم بالنقص من حيث الأمور المادية والمعنوية على حد قوله.

وبين بن سواد أن الأمير الراحل لم يكن يُعاني من أية أعراض صحية، إلا أنه وفي الأيام القليلة الماضية، وأثناء تواجده في العاصمة الفرنسية باريس، وتحديدا حينما شعر أول من أمس بأزمة حادة في التنفس، استدعت نقله للمستشفى، الذي أكد بدوره وجود مياه في الصدر تستدعي إجراء عملية جراحية لسحب تلك المياه، انتقل في اليوم التالي (أمس) للرفيق الأعلى.

وعلى جانب آخر، أجرت «الشرق الأوسط» اتصالاً هاتفياً أمس بقصر الأمير فواز بن عبد العزيز بالعاصمة الفرنسية باريس، وروى العاملون مع الأمير الراحل قصصاً تدل على معاملة الراحل للعاملين معه بأبوية وكرم وطيب، حسب وصف أحد من عملوا معه منذُ أكثر من 24 عاما، حيث أكد يحيى خالد وهو المختص بشؤون تغذية الفقيد، أن الأمير فواز كان يُعامل الضعيف برأفة شديدة، تدعو أحياناً للغرابة، في حين لم يكن أي من العاملين معه، يتردد في طلب المساعدة منه (رحمه الله)، ولم يُبد اعتراضا على تقدم أي منهم بطلب المساعدة في أي مكان وزمان على حد وصفه.

ويُضيف يحيى الذي تحدث بحرقة وحزن، ولم يستطع إخفاء تأثره وحبس دموعه على الأمير الذي رافقه لأكثر من عقدين من الزمان قائلا: «الأمير فواز لم يكن لديه أبناء، إنما كان يتعامل مع جميع العاملين معه بطريقة الأبناء»، وكان يُشدد على أننا أبناؤه الذين لم يكتب له الله إنجابهم، فلا أحد يتردد في طلب المساعدة، سواءً كانت خاصة به أو خاصة بأسرته، أو من يعرف».

واسترسل «عودنا الراحل على إبلاغه بالحالات الإنسانية التي تحتاج لدعم ومساعدة أياً كان موقعها خارج أو داخل البلاد». ووصف تلقيهم نبأ وفاة والدهم الأمير فواز بالصاعقة، التي أدت إلى أن يُخيم الحزن على مكانٍ رافقوه فيه عشرات السنين.