الطائف تبكي ابنها في أجواء احتشدت بالصمت والذهول

مسؤولون وأدباء: كان رجل دولة.. ومعاصروه يتحدثون عن ولعه بالصحافة

TT

ودعت الطائف كغيرها من المدن السعودية الابن الذي ولد فيها، مستلهمة عبق السنين وسجايا الأمير الراحل في أجواءٍ خيم عليها السكون والذهول لأميرٍ قضى جل عمره في خدمة قضايا وطنه، وتذكرت شرائح مختلفة في المحافظة التي تعتبر العاصمة الصيفية للبلاد مناقبه الجمة وفتشت في الإرث العظيم الذي خلفه معطراً بالحب والتقدير والاحترام.

يقول فهد بن عبد العزيز بن معمر محافظ الطائف إن «الطائف فقدت أبناً من أبنائها الأوفياء من أبناء الملك عبد العزيز، الذين بذلوا أنفسهم وساروا على نهج والدهم الملك عبد العزيز (يرحمه الله)، فالأمير فواز كان نائباً لأمير منطقة مكة المكرمة ثم أميراً لهذه المنطقة لسنوات سعى كما سعى إخوانه من قبله إلى تطوير منطقة هي قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم.

وأضاف بن معمر «وقد سطر في حياته أسطراً من ذهب في خدمة منطقة مكة المكرمة، وفي جميع المسؤوليات التي تقلدها (يرحمه الله)، وهو من أهل السمات الحسنة والأخلاق الحميدة، ونعزي أنفسنا ونعزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والأسرة الحاكمة وأن يلهم أهله الصبر والسلوان ويسكنه فسيح جناته».

من جانبه، بين الأديب حماد السالمي، وهو كاتب ومؤرخ مختص في تاريخ الطائف المعاصر، أنه تعرف إلى الأمير فواز بن عبد العزيز في فترة السبعينيات الميلادية من القرن الماضي خلال زياراته لمدينة الطائف في مواسم الصيف، مضيفاً «كان ينتقل للعمل بمكتبه بحي العزيزية في الطائف مع بداية كل صيف، وبأسلوبه المتواضع المشهود له، كان يستقبل كافة زواره، دون حواجزٍ أو موانع، فقد كان متواضعا وكريما، وتترافق ابتسامة وسماحة وجهه خلق رفيع».

ويتذكر السالمي أنه كان محباً للصحافيين ومتابعاً جيداً لما يكتب في الصحافة بشكلٍ جيد إبان تلك الفترة. وقال «في هذه اللحظة الأليمة لا أملك إلا أن أقول رحم الله الأمير فواز بن عبد العزيز، وأسكنه فسيح جناته وعزاؤنا لخادم الحرمين الشريفين ولكافة الأسرة المالكة لأميرٍ كان محبوباً من الجميع ومحباً للجميع».

أحد عشر عاماً كانت الأجمل في تاريخ الطائف المعاصر، تحولت في عروس المصائف إلى عاصمةٍ صيفية للأسرة السعودية تنبض بالحيوية وتعج بالسفارات، حيث كان الأمير فواز الصورة المثالية للإمارة وشموخ المسؤولية، كلل ليالي الطائف الصيفية بالعطر واختار من فاكهتها عناوين الحب والوفاء حتى كانت دور ضيافته منزلا لكل مواطن ودار عدالة لكل ضعيف.

من جانبه، يوضح اللواء يحيى الزايدي مدير شرطة مكة المكرمة سابقاً، والذي كان برتبة مقدم خلال تولي الفقيد إمارة مكة المكرمة، أن الأمير فواز بن عبد العزيز كان إدارياً من الطراز الرفيع ورجل دولة جسور.

ويضيف «مانفك يستقبل الناس بوجهٍ بشوشٍ كعادته أحب الناس وأحب مجالستها فأحبوه بصدقٍ كبير لأنه كان يحمل في داخله سمات الخلق العظيم الذي تلمسناه في كل جوانب حياته في ذلك الوقت».

ويقول «نعزي قادتنا ونعزي أنفسنا قبل كل شيء لرجلٍ كان حريصاً على الأمن وقضاء مصالح الناس، ورجل كان شخصيا يتلمس معاناة الناس ويحرص على إنهائها، عطوفاً على الناس، مشاركاً لهم مناسباتهم».