الخارجية الأميركية: سنلتقي الوفد السوري وننقل إليه طلباتنا بوقف المتسللين إلى العراق وعدم التدخل في شؤون لبنان

خبير: دمشق تركز على المسار الإسرائيلي.. وواشنطن على اللبناني

TT

أكد غونزالو غاليغوز، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أن مسؤولا في وزارة الخارجية سيقابل الوفد السوري الزائر حاليا الى واشنطن قبل يوم الجمعة، لكنه ليس متأكدا مما إذا سيكون هذا المسؤول هو ديفيد وولش، مساعد وزيرة الخارجية للشرق الأدنى. وكرر بأن المسؤول سيقابل الوفد على اعتبار أنه وفد خاص، وليس رسميا، وسيستمع الى الوفد، وينقل له الموقف الأميركي، والذي يتخلص في طلب الآتي من سورية: وقف دعم الإرهاب، ومنع المتسللين من دخول العراق، ووقف إرسال الأسلحة الى لبنان والتدخل في شؤونه، وطرد الإرهابيين الفلسطينيين، وحماية حقوق الإنسان. غير أنه قال إن الوفد السوري «فيه مهنيون يقدرون على فهمنا، وسنوضح لهم رأينا. ونعم، سيكون اجتماعنا معهم هاما لهذا السبب». والمعروف أن الوفد يضم عددا من المفاوضين السوريين في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل والتي تجري بوساطة تركية. ووصف المتحدث سياسة سورية بأنها تهدد الاستقرار في المنطقة، وكرر الموقف الأميركي تجاه سورية بالتركيز على المسار اللبناني أكثر من المسار الإسرائيلي. وأضاف: «نعم هناك قضايا أخرى كثيرة مهمة يمكن أن نتحدث عنها».

وقال إن منظمة «سيرش فور كومون غراوند» هي التي دعت الوفد، وهي التي اتصلت بالخارجية لترتيب اللقاء، وإن وفودا من دول كثيرة تفعل نفس الشيء، سواء كانوا طلابا أو أطباء او صحافيين».

وفي نفس الوقت، أعلن معهد بروكنغز في واشنطن أن الوفد السوري سيتحدث هناك اليوم الأربعاء.

وقال لـ«الشرق الأوسط» ديفيد شنكار، مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن للشرق الأدنى، وكان مستشارا لوزير الدفاع لشؤون الشرق الأدني، إنه حتى إذا تم اللقاء بصورة غير رسمية، «يبدو واضحا أن أعضاء الوفد قريبون من النظام السوري. وجاءوا الى واشنطن بموافقة النظام، ويعمل بعضهم مع النظام».

وأضاف «يضع السوريون اعتبارا كبيرا لأي لقاء لوفدهم في واشنطن، مع وولش، أو مع اي مسؤول أميركي آخر. يرون ذلك فتحا لأبواب واشنطن أمام سورية، وهي التي ظلت تواجه عزلة أميركية لسنوات كثيرة».

وأضاف أنه ليس متأكدا من أن أي اجتماع للوفد السوري مع أي مسؤول أميركي سيركز على المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل والتي كانت قد عقدت في تركيا.

وقال إنه في الوقت الذي تريد فيه إسرائيل من واشنطن الاهتمام أكثر بهذه المفاوضات، تفضل واشنطن التركيز على المسار السوري ـ اللبناني، لحرصها على رفع الضغط السوري على لبنان، والاستمرار في التحقيقات الدولية في اغتيال رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان السابق.

وقال، لهذا، إنه لا يتوقع تحسنا ملموسا في العلاقات بين سورية وأميركا حتى إذا قابل مسؤولون أميركيون الوفد السوري. وأضاف: «لن يذوب هذا الاجتماع الجليد».

وأضاف أن السوريين يعتقدون أن تركيزهم على المسار الإسرائيلي سيساعدهم في الخروج من عزلتهم، وربما سيجد لهم مخرجا من احتمال مثولهم أمام محكمة دولية حول اغتيال الحريري. وقال «يعتقد السوريون أنهم لن يدانوا لأنهم شركاء سلام في مفاوضات مع إسرائيل. لكن، ليست هذه هي الزاوية التي تنظر منها واشنطن الى هذا الموضوع».