اتهامات بوجود «تنظيم خاص» تثير خلافات بين قيادات الإخوان بمصر

عضو مجلس شورى الجماعة: «الإخوان» ليست غابة * عاكف يرد: المليجي ليس منا

TT

في الوقت الذي اتهم فيه الدكتور عبد الستار المليجي عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين بمصر، عددا من قيادات الجماعة بتكوين ما يسمى «التنظيم الخاص» تحت إشراف الدكتور محمود عزت الأمين العام للجماعة، ومحمود غزلان، وصبري عرفة القياديين بالجماعة، رد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف على المليجي قائلاً «إن الدكتور عبد الستار المليجي ليس عضواً بالإخوان»، فيما بدا أن خلافاً شديداً داخل الجماعة في هذا الشأن، حيث نفى المليجي أن يكون ترك الجماعة، وقال في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «لن أترك الإخوان، فأنا منهم، ومن يريد أن يتركهم فليتركهم، وإذا أراد هو ـ يقصد عاكف ـ أن يترك الجماعة فليفعل، أما أنا فلن أترك جماعتي أبداً»، وتابع قائلاً «الجماعة ليست غابة يفعل فيها كل شخص ما يريده».

وأوضح مهدي عاكف في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «أن الإخوان لا يفصلون أحدا، لكن كل واحد هو الذي يفصل نفسه، والإخوان موجودون، ومن يجد أنهم يسيرون على خطأ، ينفصل عنهم لعله ينفع الإسلام، بأسلوبه الخاص، قد عمل معي الدكتور عبد الستار لمدة عشر سنين.. والفتنة لا تؤمن على حي، كما أن باب التوبة ليس بعيدا.. فجماعتنا جماعة مفتوحة والذي يثق فيها وفي منهجها، وفي رجالها، يعمل معها.. الباب مفتوح».

وعلق المليجي على تصريحات عاكف قائلاً «دعه يقول ما يريد فأنا عضو منتخب في مجلس شورى الجماعة منذ عام 1994، وهم للأسف الشديد يتصرفون كأن الإخوان وسية (لفظ وسية يعني في العامية المصرية أصحاب الإقطاعيات الكبيرة)، يملكها فلان، أو علان.. هذا كلام غير مقبول، وغير معقول..إذا تخالفنا في الرأي يقول أحدنا إن هذا من الإخوان وهذا ليس منهم». وعن مهامه في الجماعة كعضو مجلس شورى قال المليجي إنه طوال السنوات الماضية كان مسؤولاً عن مكاتب كثيرة، من بينها مكتب الطلبة، وآخر مسؤولياته كان مكتب المهنيين.

وحول المرات التي اجتمع فيها مجلس شورى الجماعة منذ تشكيله عام 1994 قال «لقد اجتمعنا مرة واحدة تم فيها اختيار مكتب الإرشاد»، ولم نجتمع مرة أخرى حتى الآن، كما أنه لم يتم انتخاب مجلس آخر، حيث تنتهي مدة المجلس كل ست سنوات.

وأضاف «أنا الذي استقبلت الشيخ مهدي عاكف حين عاد إلى مصر عام 1987 بعد أن قضى الفترة من عام 1975، حتى عودته في السعودية وعدد من البلدان».

وأوضح المليجي «أن هذا التنظيم يضم عددا من القيادات يعملون لحسابهم الخاص بعيداً عن الجماعة كـ«جماعة»، وأنهم يسيطرون على مقاليد العمل بها، ويوجهونها»، وحمل المليجي هذا «التنظيم الخاص» مسؤولية كافة المشاكل التي لحقت بالجماعة في السنوات الأخيرة، حيث ترتب على تلك المشاكل وقوع احتكاك بين الجماعة والدولة ـ كان آخر هذه المشاكل حبس قيادات الجماعة في قضية ميليشيات الأزهر ـ مشيراً إلى أنهم مسؤولون عن عرض الطلاب بجامعة الأزهر (العرض الذي قدمه الطلاب وتضمن استعراضا لألعاب العنف من خلال تشكيل أشبه بالتشكيلات القتالية لقوات حركة حماس في فلسطين، وقوات حزب الله بلبنان، وهو ما جر على الجماعة تداعيات قانونية انتهت بتقديم نحو 40 من قياداتها إلى المحاكمة العسكرية).

وشدد المليجي على أن جماعة الإخوان المسلمين كـ(جماعة) لا تقبل أن يكون بها تنظيم خاص، وليس لديها علم به، وأوضح «أن الإشكالية الآن أنهم (محمود عزت الأمين العام للجماعة، ومحمود غزلان، وصبري عرفة القياديان بها)، نجحوا في الوصول إلى مكتب الإرشاد ويتصرفون على أنهم مكتب الإرشاد باعتبار أن أمين المكتب من بينهم حيث يرسل برسائله للمحافظات من خلف مكتب الإرشاد، فتستقبلها كوادر الجماعة على أنها تعليمات مكتب الإرشاد».

وأضاف الدكتور المليجي «أن الأعداد الضخمة التي خاضت انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) عام 2005 ، كان من ترتيب تلك المجموعة أيضاً، مما جعل الجماعة كلها في موقف خطير». وأوضح «أنه بعث بالعديد من الرسائل إلى المرشد العام للجماعة محمد مهدي عاكف حول ما يقوم به أعضاء التنظيم الخاص، لكنه لم يحرك ساكناً»، وتابع المليجي معلقاً «إما أن يكون هو ـ أي عاكف ـ منهم أو رجل طيب يوافقهم».

وأشار إلى «أن آخر رسالة منه إلى عاكف أرسلها منذ شهرين طلب فيها العمل على إشهار جمعية خيرية معلنة وشفافة، أمام الأجهزة الرقابية الرسمية للخروج من الحصار الحالي للجماعة، لا سيما أنني استطلعت رأي الجهات السياسية.. وأفادت تلك الجهات بأنه يمكن الموافقة على شيء كهذا (جمعية خيرية معلنة خاضعة لرقابة الأجهزة الرسمية في الدولة)، وبعد ذلك يمكن التوافق مع الدولة في الجزء السياسي، لكن كان رد المجموعة التي تشكل تنظيماً خاصاً أن أرسلوا إلى المحافظات طالبين منهم عدم التعاون معي».