أميركا تحذر أوروبا: صواريخ إيران يمكن أن تصلكم الآن.. وتصل واشنطن عام 2015

TT

حذر مدير وكالة الدفاع الصاروخي في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون)، اوروبا من أن إيران تستطيع على الارجح ضرب معظم أجزاء أوروبا بل حتى بريطانيا بصاروخ باليستي، وإن كانت لم تظهر هذه القدرة حتى الآن، موضحا في الوقت ذاته ان صواريخ إيران يمكن ان تصل اميركا بحلول 2015، غير أن وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي أكدوا في اجتماع لهم امس في بروكسل لبحث نتائج اجتماع جنيف مع طهران، أن اوروبا حريصة على حلٍّ سلمي للخلافات مع طهران، وأنها لا تؤيد الخيار العسكري. وأوضح ديفيد ميليباند، وزير الخارجية البريطاني، في بروكسل امس «بريطانيا وباقي المفاوضين المشاركين يركزون مائة في المائة على الحل الدبلوماسي». وحول رأي البنتاغون في قدرات الصواريخ الإيرانية، قال اللفتنانت جنرال هنري أوبرينج: «أعتقد شخصيا استنادا إلى ما رأيته أن إيران لديها القدرة في التو واللحظة على الوصول إلى معظم أجزاء أوروبا. وأن الامر ببساطة أنهم لم يظهروا تلك القدرة حتى الآن». ويرأس أوبرينج وكالة الدفاع الصاروخي في البنتاغون، والتي تتولى الآن إنشاء الدرع الصاروخية التي تريد إدارة الرئيس جورج بوش نشرها في بولندا والتشيك لمجابهة خطر الصواريخ الايرانية. وأضاف أنه بحسب تقديرات الاستخبارات الاميركية، فقد تملك إيران القدرة على ضرب الولايات المتحدة بحلول عام 2015 لكن تنامي المعرفة والخبرات التقنية لإيران يحتم على واشنطن التعجيل بإبرام اتفاقيات مع الدولتين الواقعتين شرق أوروبا لتسريع وتيرة حائط الصواريخ الدفاعي. وقال الجنرال الاميركي: «إن ذلك أحد الامور التي تبعث على قلقنا الشديد». يذكر أن جمهورية التشيك أبرمت اتفاقا مع الولايات المتحدة يقضي بإقامة حائط دفاع صاروخي. وينتظر هذا الاتفاق تصديق البرلمان في براغ عليه. من ناحية أخرى، تواصل واشنطن ووارسو محاولة إبرام اتفاق لنصب 10 صواريخ اعتراضية في بولندا. غير أن المفاوضات تسير ببطء بسبب المطالب البولندية بأن تستثمر الولايات المتحدة المزيدَ من الاموال في دعم الدفاع الجوي البولندي.

وتعارض روسيا بشدة نشر النظام المضاد للصواريخ. وهددت باستهداف المواقع الدفاعية الاميركية في التشيك وبولندا. وتقول الولايات المتحدة إن النظام سيكون صغيرا للغاية بدرجة لا يمكن معها أن يقوض قدرة موسكو على الردع الاستراتيجي. وذكرت وسائل الاعلام الروسية أول من أمس أن الجيش يدرس الان فكرة العودة إلى أحد اساليب الحرب الباردة، وهو استئناف الطلعات الجوية لقاذفات القنابل إلى كوبا، رداً على خطط الدفاع الصاروخي الاميركية في أوروبا. وردا على ذلك، قال أوبرينج في مقابلة مع وكالة الانباء الالمانية أمس إن التصريحات الروسية هي مثال آخر على استخدام الكرملين لتكتيكات بث الخوف على نمط الحرب الباردة في محاولة لإجهاض عملية إنشاء الدرع الصاروخية. واستطرد يقول: «سنظل نسمع تصريحات من هذا القبيل في محاولة لاثارة الخوف والتأثير على إجراءات التصديق على الاتفاقيات في أوروبا.. أظن أن هذا ما يهدفون (الروس) إليه وهذه الفكرة تتمثل في إثارة شبح الحرب الباردة».

يذكر أن إيران أجرت في وقت سابق من الشهر الحالي تجارب على صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى في يومين. ووصفت التجارب بأنها تحذير لاعدائها في ظل استمرار تصاعد الضغط على طهران لحملها على تعليق برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم. وهذه الصواريخ قادرة على الوصول إلى إسرائيل أو القواعد الاميركية في المنطقة. وأصدر مجلس الامن الدولي ثلاثة قرارات بفرض عقوبات محدودة على إيران لتقاعسها عن وقف تخصيب اليورانيوم، وهي العملية التي يمكن ان تستخدم في بناء أسلحة نووية لكن إيران تقول إنها تهدف فحسب إلى توليد الطاقة.

وعلى صعيد متصل، وصف وزير خارجية مصر، أحمد أبو الغيط، اجتماع (6+3+1) الذي عُقِدَ مساء أول من أمس في أبوظبي بأنه «مفيد وإيجابي» لكل الأطراف، وقال «إن هذه الاجتماعات وضعت الجميع في الصورة من كافة التطورات التي تجري بالمنطقة». وأضاف في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين أمس عقب تقديم تقرير للرئيس المصري حسني مبارك عن نتائج هذه الاجتماعات «أن المستجدات في العلاقة الغربية مع إيران احتلت موقعا متقدما في النقاش خلال الاجتماعات»، مشيرا إلى أنه قام بطرح وجهة النظر المصرية في هذا الموضوع، والتي ترتكز على أهمية استمرار السعي نحو التوصل إلى تسوية سياسية ودبلوماسية للأزمة الخاصة بالملف النووي الإيراني والابتعاد عن «التلويح بالخيارات العسكرية» التي لن تجلب إلى المنطقة سوى المزيد من عدم الاستقرار كما قد تكون لها تأثيرات اقتصادية مدمرة». وأشار أبو الغيط إلى أن وجهة النظر هذه مثلت القاسمَ المشتركَ للمواقف العربية التي تم التعبيرُ عنها خلال الاجتماعات، موضحاً أنه لا أحد يريد السماح بإضافة قوة نووية جديدة للمنطقة.