وزير الدفاع الإسرائيلي يمتدح حماس ورئيس مخابراته يدعو لتصفيتها

على خلفية الجدل حول شليط

TT

في إطار الجدل الدائر حول الخطوات اللازمة لإحداث التقدم في صفقة تبادل أسرى مع حركة «حماس»، امتدح وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، الحركة على التزامها بالتهدئة، وفي الوقت نفسه، هاجم رئيس جهاز المخابرات العامة (الشاباك)، يوفال ديسكين، «حماس» واتهمها ببناء شبكة ألغام في أراضي وأحياء قطاع غزة وقاعدة إيرانية متقدمة لمحاصرة إسرائيل من الجنوب.

وجاءت تصريحات باراك خلال جولة تفقدية في شمال الضفة الغربية المحتلة. وقال ان التهدئة بدأت تؤتي ثمارها الايجابية وتوفر الأجواء للتقدم في المفاوضات لاطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الأسير في قطاع غزة، جلعاد شليط. وامتدح الجهود التي تبذلها حكومة «حماس» في القطاع، حيث انها «نجحت في الأيام الأخيرة في وقف اطلاق الصواريخ والقذائف باتجاه البلدات الاسرائيلية في الجنوب بشكل تام وتمكنت من السيطرة على التنظيمات الصغيرة التي كانت تخرق اتفاق التهدئة». وعندما سئل عن تأثير هذه المدائح على الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض، أجاب: «نحن نتعامل مع الحكومة الشرعية برئاسة فياض ونشجع نشاطها الدؤوب للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في الضفة الغربية، ولكننا نرفض مطلبها في أخذ زمام الأمور الأمنية، فمكافحة الارهاب هو مهمة اسرائيل وحدها ولن نعتمد على أحد غيرنا في توفير الأمن لسكاننا».

وفي الوقت الذي كان فيه باراك يطلق هذه التصريحات، كان رئيس الشاباك، ديسكين، يطرح مواقف مغايرة، بل مناقضة. ففي لقائه مع أعضاء لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أبدى ديسكين معارضة شديدة لما نشر في اسرائيل من أخبار تقول ان رئيس الوزراء، ايهود أولمرت ينوي الموافقة على طلب «حماس» اطلاق سراح مروان البرغوثي، امين سر اللجنة الحركية العليا لحركة «فتح» في الضفة الغربية وعضو المجلس التشريعي ومجموعة من أمثاله من القادة الفلسطينيين المعتقلين لفترات طويلة، وقال ان تحرير البرغوثي سيلحق الضرر باسرائيل وكذلك بالرئيس الفلسطيني.

وألمح ديسكين الى انه يعارض ابرام صفقة تبادل أسرى مع «حماس»، حتى لو كانت نتيجتها اطلاق سراح شليط، إذا قال ان «حماس» تجني الأرباح يوميا من جراء التطورات في السنتين الأخيرتين، حيث انها نجحت في فك الحصار عن قطاع غزة منذ التوصل الى اتفاق التهدئة. وتقوم باستغلال التهدئة لتعزيز قوتها العسكرية والاستعداد للمعركة القادمة مع اسرائيل، «فهي تصر على محاربتنا ولم تغير شيئا في موقفها الاستراتيجي منا، بل انها صارت تنسجم مع المخطط الايراني وتبني قاعدة عسكرية تحاصر اسرائيل من الجنوب». وأضاف ديسكين ان «حماس» زرعت حقول الألغام على امتداد مساحات واسعة من الأراضي في قطاع غزة وفخخت عشرات المباني في مدن فلسطينية في القطاع، بهدف تفجيرها في حال وصول قوات اسرائيلية اليها. وانها تطور أسلحتها باستمرار وأصبحت لديها صواريخ قادرة على قصف مدن اسرائيلية بعيدة مثل أسدود و«كريات جات» ولديها كوادر مدربة على القتال كما لو انها جيش.

ودعا رئيس المخابرات الاسرائيلية الى عملية اجتياح واحتلال مقاطع واسعة من غزة، مثلما حصل في عملية الاجتياح للضفة الغربية (التي أطلق عليها اسم حملة «السور الواقي» وتمت خلالها محاصرة الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، حتى آخر يوم في عمره). وقال مبررا هذا المطلب انه منذ الاجتياح للضفة الغربية ونتيجة للوجود الدائم لقوات الجيش والمخابرات الاسرائيلية هناك، انخفضت الى الحد الأدنى عمليات التفجير الفلسطينية في اسرائيل و«انحسر النشاط الارهابي الى حد كبير».

ورحب نواب اليمين الاسرائيلي من أعضاء اللجنة بهذه التصريحات، وقال النائب يسرائيل كاتس، انه يؤيد ديسكين في كل ما قاله ويدعو رئيس الحكومة الى الإصغاء اليه. وقالت النائبة ليمور لفنات، ان «حكومة لا تصغي لرئيس مخابراتها يجب ان تزول فورا». وحتى النائب من حزب «كديما» الحاكم، يوحنان بلسنر، تعاطف مع ديسكين لكنه تذمر من التناقض في المواقف لدى قادة أجهزة الأمن وطلب أن يجلسوا معا حتى يجدوا صيغة مشتركة من «حماس» ومن كل القضايا الأمنية. جدير بالذكر ان رفاق شليط في الوحدة العسكرية الذين انهوا خدمتهم الاجبارية امس بعد ثلاث سنوات، أطلقوا حملة شعبية لممارسة الضغط على الحكومة من أجل التقدم في المفاوضات مع «حماس» حول صفقة تبادل الأسرى واعادة رفيقهم شليط الى عائلته.