الجماعة الإسلامية في مصر تتهم الإخوان بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر

أنصار أيمن نور تظاهروا لعدم صدور عفو عنه في ذكرى ثورة يوليو

TT

في وقت فجّرت فيه الذكرى 56 لثورة 23 يوليو (تموز) عام 1952، بمصر الخلافات بين الجماعة الإسلامية، التي تخلت عن العنف ضد الدولة منذ نحو 10 سنوات، وجماعة الإخوان المسلمين المنخرطة في العمل السياسي، تظاهر أنصار المعارض المصري المسجون، أيمن نور، بعد أن خاب أملهم في إصدار عفو عنه في ذكرى الثورة، ضمن قرار ضم 2000 سجين.

واتهمت الجماعة، الإخوان بالضلوع في محاولة لاغتيال الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، ومحاولة الانقلاب المسلح عليه. وبينما قال مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف، إنه ليس مشغولاً بهذا الوضع، اعتبر النائب في كتلة الإخوان بالبرلمان، محسن راضي، ما أعلنته «الجماعة الإسلامية»، «آراء من خصوم للإخوان لا تمت لحقائق التاريخ».

وقال القيادي في الجماعة الإسلامية، ناجح إبراهيم، في مقال بثه موقعها على الانترنت أمس إن الإخوان أخطأوا برفضهم التعاون مع عبد الناصر، وأخطأوا كذلك بمحاولة قتله عام 1954 أو الانقلاب المسلح عليه عام 1956، مشيراً إلى أن «حادث المنشية هو محاولة حقيقية لقتل عبد الناصر.. وأن التنظيم الخاص وهو الجناح العسكري للإخوان قام بذلك فعلا، ولكنه لم يستأذن في ذلك المرشد المستشار الهضيبي الأب رحمه الله، الذي كان يكره العنف، وكان على خلاف مستحكم مع أجنحة كثيرة في النظام الخاص (للإخوان)». وعلق عاكف رداً على أسئلة «الشرق الأوسط» بقوله: «نحن الآن بصدد أعمال كبيرة وأحداث ضخمة واستعباد واستبداد وقتل وتشتيت في أفغانستان والعراق وفلسطين والسودان ونيجي نتكلم عن عبد الناصر»، في موضوع نفاه رجال الثورة أنفسهم. من جانبه أوضح النائب راضي قائلاً إن «هذه وجهة نظر خاصة بناجح إبراهيم، والتاريخ لا يعرف وجهات النظر.. التاريخ لا يعرف الرأي الظني»، و«ما قاله ناجح إبراهيم هذا كلام غير صحيح.. أعتبر أن كثيرا من خصوم جماعة الإخوان حاولوا أكثر من مرة إلصاق تهم الاغتيالات السياسية وهذا غير صحيح».

وأضاف: «نحن الجيل الثالث (في جماعة الإخوان التي تأسست بمصر عام 1928)، عانينا كثيراً من أننا كلما مررنا بسلم، وقف لنا كثير من الخصوم وألصقوا بنا تهم الاغتيالات السياسي، الأخ ناجح إبراهيم يختلف في منهج واستراتيجية وفهم الدين والإسلام عن الإخوان المسلمين.. وهو يمثل فكر الجهاد والجماعات الإسلامية.. أما الإخوان المسلمون ففكرهم قائم على الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالحسنى والنضال السياسي. (ناجح) ليس من الإخوان ونحن لسنا منه». على صعيد ذي صلة تظاهر العشرات من أنصار المعارض نور أمام مبنى دار القضاء العالي بوسط القاهرة، وأوقفت الشرطة البعض منهم ثم تركتهم في منطقة مدينة نصر شرق العاصمة بعد نحو ساعة، بحسب أمير سالم، محامي نور.

يأتي ذلك في الوقت الذي وجه فيه نور، الذي أسس حزب الغد في عام 2004 قبل إدانته بتزوير توكيلات تأسيس الحزب، رسالة للرئيس مبارك ضمّنها مقاله في صحيفة «الدستور» أمس وكانت بعنوان «من الوصيف إلى الرئيس»، وذلك في إشارة لاحتلاله المركز الثاني بفارق كبير في انتخابات الرئاسة المصرية الأخيرة التي اجريت عام 2005.

وقال نور في رسالته «ماذا يعني عفوك عن المحكوم عليهم في 60 جريمة، من بينها التجسس والقتل والتعذيب والمساس بالأديان وتحريف الكتب السماوية ورفع الأسعار وشهادة الزور وغيرها، واستثناء التزوير للحيلولة دون حقي في المساواة بعد اغتيال حقي في العدل». ووصف نور رسالته لمبارك بأنها الأولى والأخيرة منذ 10 سنوات كاملة، وبرر تخطيه قاعدة السرية المفترض اتباعها عند إرسال خطاب لرئيس الجمهورية بقوله «ماذا أفعل وقد انقطعت بي السبل والأسباب ولم يعد أمامي سوى أن أعلن صوتي الذي يسعى البعض لإسكاته للأبد».