ليبيا تتخذ إجراءات ضد شركتين سويسريتين وتعلق الرحلات إلى جنيف بعد اعتقال نجل القذافي

جنيف ترسل وفداً دبلوماسياً إلى طرابلس وتنصح مواطنيها بعدم الذهاب إليها

TT

أجرى وفد من وزارة الخارجية السويسرية وصل أمس إلى العاصمة الليبية محادثات عاجلة مع مسؤولين في الحكومة الليبية لإطلاعها على الملابسات الخاصة بحادث اعتقال هنيبعل، نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، مع زوجته بتهمة الاعتداء على خدمه قبل الإفراج عنه بكفالة.

وقالت وزارة الخارجية السويسرية في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن زيارة الوفد تستهدف منع اندلاع أزمة بين البلدين، مشيرة إلى أن الوفد سيقدم للسلطات الليبية معلومات مفصلة عن اعتقال نجل القذافي في 15 يوليو (تموز) الجاري في مدينة جنيف.

وبدا أمس أن تشدد «حركة اللجان الثورية» المعروفة بولائها المطلق للعقيد القذافي قد انتصر على وجهة نظر الخارجية الليبية التي كانت تسعى لحل هذه الأزمة عبر الحوار والوسائل الدبلوماسية. ورفعت عناصر الحركة وسط إجراءات أمنية مشددة صورا للقذافي وهتفت بحياته وهددت مصالح سويسرا في ليبيا. وقالت في بيان أمس، إنها ستوصي مؤتمر الشعب العام (البرلمان) بسحب الأموال المودعة في البنوك السويسرية وحظر مشاركة الشركات السويسرية في التنافس على عقود في ليبيا، إذا لم يتم تقديم اعتذار رسمي.

واستبقت «حركة اللجان الثورية» زيارة الوفد السويسري بتنظيم تظاهرة أمام مقر السفارة السويسرية في طرابلس دعت خلالها الحكومة السويسرية إلى الاعتذار الفوري للشعب الليبي على ما حدث لنجل القذافي. وسلم المتظاهرون السفير السويسري بيانا موقعا من حركة اللجان الثورية انذر سويسرا بـ «اجراءات حاسمة تجاهها وتجاه مصالحها وعلاقاتها مع الجماهيرية العظمى». ولكن المدير العام للاتحاد النفطي السويسري رولف هارتل اكد ان «ليبيا ستعاقب نفسها» في حال فرضت حظرا على الصادرات النفطية الى سويسرا. واضاف ان مصفاة كولومبيه، احدى المصفاتين السويسريتين، تملكها فعلا شركة «تامويل»، وهي شركة ليبية عامة تسيطر على نحو 320 محطة لتوزيع البنزين في سويسرا. وقال هارتل ايضا «لن يكون لهذا الامر اي معنى على الصعيد الاقتصادي». وتملك سويسرا من جهة اخرى مخزونا من البنزين والغاز اويل والمازوت يغطي حاجاتها لنحو اربعة اشهر ونصف الشهر، ومن الكيروسين ما يكفي لثلاثة اشهر فقط، أي ما يكفي لمواجهة اي قرار بوقف الواردات من اول مزود للبلاد. وقال اورس مولر مدير معهد الابحاث «بي ايه كي بازل ايكونوميكس» انه «سيكون من الممكن شراء الكميات الناقصة من السوق الحرة». وراى مولر ان الشح في الوقود «غير مرجح». واستدعت ليبيا سفيرها لدى سويسرا عبد الرحمن بن عمران، واتخذت على مدى اليومين الماضيين تدابير وصفته الخارجية السويسرية بأنها مثيرة للقلق. ونصحت سويسرا المواطنين السويسريين بعدم زيارة ليبيا حتى إشعار آخر. وتلقت الشركات السويسرية في ليبيا أوامر بالإغلاق فيما يتم تضييق الخناق على بعض مكاتب الشركات السويسرية الأخرى العاملة في ليبيا. وافادت وكالة الانباء الفرنسية ان مكاتب المجموعة السويسرية «نستله» والمجموعة السويسرية السويدية «ايه بي بي» اقفلت واودع المسؤولون عنهما قيد التوقيف الاحترازي. واقفل المكتب التمثيلي للمجموعة الغذائية السويسرية «نستله» في ليبيا واودع المسؤول عنه، وهو مصري، قيد التوقيف الاحترازي طيلة ساعات، بحسب وكالة الانباء السويسرية. اما المجموعة السويسرية السويدية «ايه بي بي» فاعلنت في بيان ايضا ان مقارها في طرابلس اقفلت وان السلطات الليبية احتجزت موظفا سويسريا.

وكانت السلطات السويسرية قد أفرجت يوم الخميس الماضي عن هنيبعل القذافي وزوجته الملاحقين بتهمة ضرب خادمين وذلك بعد تسديد كفالة قيمتها نصف مليون فرنك سويسري (312 ألفا و500 يورو) بحسب ما أعلن أحد المحامين عنهما. وجرى إيقاف هنيبعل وزوجته قبل 8 ايام في فندق «ويلسون» في جنيف إثر شكوى تقدم بها خادمان متهمين إياهما بالتعرض لهما بالضرب. وأوقفت السلطات الليبية إصدار تأشيرات دخول للرعايا السويسريين وخفضت عدد الرحلات الجوية بين ليبيا وسويسرا بينما اعتقلت اثنين من رعايا سويسرا بتهم مختلفة. وقلصت شركة الخطوط الجوية الأفريقية المملوكة لليبيا رحلاتها الثلاث إلى سويسرا إلى رحلة واحدة فقط في الأسبوع، بينما أعلنت شركة الخطوط الجوية السويسرية أنها قد أوقفت، بناء على طلب ليبيا، رحلاتها إلى طرابلس منذ يوم الأحد الماضي.

وقال جين كلود الناطق الى باسم الشركة لـ «الشرق الأوسط» عبر البريد الالكتروني، إنه لأسباب وصفها بـ «التقنية والعملية» فقد أوقفت الشركة رحلاتها المعتادة إلى مطار العاصمة الليبية طرابلس في الوقت الراهن. وأوضح أن الرحلات قد تتوقف حتى يوم الثلاثاء، فيما أكد مسؤولون في مطار جنيف الدولي أن بعض الرحلات المتجهة إلى ليبيا قد تعرضت للإلغاء في آخر لحظة من جانب السلطات هناك.