الصومال: انقسام تحالف المعارضة بين شريف وأويس

القيادي في المحاكم الإسلامية يشبه نفسه بمانديلا عندما كان «متهما بالإرهاب»

الشيخ حسن أويس (ا ف ب)
TT

أعلن في أسمرا عن إقالة الشيخ شريف أحمد رئيس تحالف المعارضة الصومالية «التحالف من أجل تحرير الصومال» من منصبه وتعيين الإسلامي البارز الشيخ حسن طاهر أويس، الرجل الثاني في المحاكم الإسلامية، محله كرئيس جديد. ويأتي انقسام تحالف المعارضة الصومالية عشية عقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة لبحث الوضع في الصومال يشارك فيها ممثلون عن الحكومة وتحالف المعارضة.

وجاء انقسام تحالف المعارضة على خلفية انقسام داخلي للتحالف حول اتفاقة جيبوتي للسلام التي وقعت بين الحكومة والمعارضة الشهر الماضي برعاية الأمم المتحدة. ففي الوقت الذي بارك فيه الشيخ شريف أحمد زعيم تحالف المعارضة ورئيس اتحاد المحاكم الإسلامية هذه الاتفاقية، فإن أويس وقادة آخرين من المعارضة رفضوا هذه الاتفاقية بحجة أنها تمت خارج الأطر التنظيمية لتحالف المعارضة الصومالية الذي يتخذ من أسمرا مقرا له. وقد فشلت اللقاءات التي عقدها قادة المحاكم الإسلامية (المكون الرئيسي لتحالف المعارضة) في صنعاء على مدى الأسبوعين الماضيين في احتواء الخلاف بين قادة المعارضة الصومالية. وبعد ان صادقت اللجنة المركزية للتحالف (الجناح المؤيد للشيخ شريف) على اتفاقية جيبوتي، رد جناح أسمرا من أعضاء التحالف بالإعلان عن إقالة كل من الشيخ شريف أحمد (رئيس تحالف المعارضة) والشريف حسن شيخ آدم (رئيس اللجنة المركزية للتحالف) من منصبيهما ليحل أويس محله، فيما تم تعيين صالح محمد علي (برلماني ووزير سابق) في منصب الرئيس الجديد للجنة المركزية. ووقع ما كان يسمى في أوساط الإسلاميين الصوماليين بأنه «المحظور السياسي» حيث انقسموا بين مؤيدين للشيخ شريف ومؤيدين للشيخ أويس. وكانت الظروف التي تمت بها هذه التطورات مثيرة أيضا، فالعدد الموجود في أسمرا من أعضاء اللجنة المركزية قليل، حوالي 40، بالمقارنة مع العدد الموجود في جيبوتي، حوالي107. ووصف الشيخ شريف قرار إقالته بأنه باطل وغير ذي قيمة وأنها لن تؤثر في الأمر شيئاً. وأضاف الشيخ شريف «أن ما حدث في أسمرا هو فعل إريتري بامتياز لشق صف المعارضة الصومالية». ومن جهة اخرى، صرح اويس، الذي تبحث عنه واشنطن للاشتباه بارتباطه بتنظيم القاعدة، امس بان «هناك أوجه شبه بينه وبين الزعيم السابق لجنوب افريقيا نلسون مانديلا، مشيرا الى ان هذا الاخير كان هو ايضا «متهما بالارهاب». واضاف اويس الموجود في اسمرة، في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية من جيبوتي، ان مانديلا كان «مدرجاً على لائحة الاشخاص الذين تتهمهم الولايات المتحدة بالارهاب، لكن الغرب يعتبره حاليا شخصا عظيما ووطنيا وحالتي لا تختلف كثيرا عنه». وتابع: «على الاميركيين اللجوء الى الحكمة وعدم اتهام كل من يقاتل من اجل الحرية بانه ارهابي». وأكد أويس: «انني لا اشكل تهديدا للمصالح الاميركية والغربية، لكنني لن اضع حدا لمعركتي من اجل الصومال كي اكون مرغوبا من الغرب». وأشار الى «جهود تبذل من اجل عودة السلام الى الصومال لكنها ستكون عبثا طالما ان الاثيوبيين يحتلون الصومال». كما شدد اويس على ضرورة وضع حد للاغتيالات وعمليات خطف العاملين في المجال الانساني في الصومال، في حين ان الملايين مهددون بالجوع في هذا البلد. واضاف: «لا بد من وقف الاغتيالات والامتناع عن خطف العاملين في المجال الانساني (...) هناك صوماليون يتعرضون عن طريق الخطأ الى الوكالات الانسانية ولا بد من وضع حد فورا لهذه الاعمال». واوضح ان «الشعب الصومالي يحتاج الى مساعدات انسانية واغذية وادوية وهو لا يستطيع تأمينها».

ورفض اويس، المعارض لأي شكل من اشكال الوجود الاجنبي في بلاده، اتفاق وقف النار الذي وقعته الفصائل الاخرى في التحالف وحكومة مقديشو في التاسع من يونيو (حزيران) الماضي متذرعا بان هذا الاتفاق لا ينص على جدول زمني لانسحاب القوات الإثيوبية. وكانت القوات الاثيوبية طردت بطلب من الحكومة الصومالية مطلع العام 2007 الاسلاميين الذين كانوا يسيطرون على الجزء الاكبر من وسط الصومال وجنوبها ومقديشو.