أبو حمزة يخسر آخر استئناف في بريطانيا لمنع تسليمه إلى أميركا

محاميته لـ«الشرق الاوسط» : المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الملاذ الأخير

TT

رفض امس الاستئناف الاخير الذي رفعه الامام المتشدد ابو حمزة المصري لنقض قرار الحكومة البريطانية الصادر في فبراير (شباط) بتسليمه الى الولايات المتحدة. وتتهم الولايات المتحدة ابو حمزة المصري باقامة علاقات مع القاعدة والمشاركة في مؤامرات ارهابية، سبق ان خسر استئنافا مماثلا في 20 يونيو (حزيران). ورفض القضاء البريطاني منحه فرصة رفع قضيته امام مجلس اللوردات، وهي هيئة الاستئناف الاعلى في البلاد. وما زال الامام البريطاني المصري الاصل (51 عاما) يستطيع اللجوء الى المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان، ما قد يكسبه بضعة اشهر.

وأكد محامو المصري امام المحكمة العليا عدم شرعية تسليم موكلهم لان التهم الموجهة اليه في الولايات المتحدة مستندة الى معلومات «انتزعت تحت التعذيب» من اشخاص آخرين. وقالت مدثر ارني محامية ابو حمزة المصري في اتصال هاتفي اجرته معها «الشرق الاوسط» انها ستتقدم باستئناف امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان لمنع ترحيل موكلها الى الولايات المتحدة لمحاكمته هناك، وذلك بعد ان خسر فرصة التقدم باستئناف امام محكمة مجلس اللوردات اعلى هيئة قضائية في بريطانيا، واوضحت ان المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان ستكون «ملاذنا الاخير». واضافت ارني «ان الكرة الان في ملعب وزير الداخلية البريطاني، واذا وافق على ترحيل موكلها في غضون اسابيع، فانها ستستأنف الحكم في المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان. كما وصف محاموه التسليم بانه «مجحف بشكل فادح» بسبب الوقت الذي انقضى منذ وقوع الاحداث التي اتهم بها وانتهاك حقوقه الانسانية، اذ أن التواريخ المرتبطة بالاتهامات تعود الى عامي 1999 و2000. ورفض ايجور دجادج أحد كبار القضاة في بريطانيا الطلب الذي تقدم به أبو حمزة المصري لكي يسمح له باستئناف طلب ترحيله أمام مجلس اللوردات.

وينفذ ابو حمزة المصري عقوبة السجن سبعة اعوام في سجن لندني يخضع لرقابة مشددة. وادين في فبراير 2006 بالتحريض على القتل والكراهية العرقية. وصدرت بحق المصري، الذي استبدل خطافا بيده التي فقدها، اتهامات من الولايات المتحدة بالمشاركة في خطف سياح غربيين في اليمن، وتسهيل انشاء معسكر لتدريب الارهابيين في الولايات المتحدة والمساعدة على تمويل سفر الراغبين في الجهاد الى الشرق الاوسط للتدرب على تنفيذ عمليات ارهابية. وهو يواجه 11 تهمة متعلقة بالارهاب. وفي حال تسليمه، سيحاكم ابو حمزة الامام السابق في الولايات المتحدة قبل العودة الى بريطانيا لاكمال عقوبته البريطانية. ثم ينقل الى الولايات المتحدة مجددا لتنفيذ عقوبة السجن التي قد يقررها القضاء الاميركي. وأبو حمزة معروف بخطبه المعادية لليهود والغرب. وتتهمه الولايات المتحدة بالارتباط بتنظيم القاعدة والمشاركة في مخططات ارهابية في الولايات المتحدة ودول غربية. ويشتبه خصوصا في انه شارك في خطف سياح اجانب في اليمن وسهل اقامة معسكر تدريبي ارهابي في الولايات المتحدة وساعد في تمويل اشخاص يرغبون في التوجه الى الشرق الاوسط للحصول على التدريب على اعمال ارهابية للمشاركة في الجهاد.

من جهتها كشفت مدثر الى ان موكلها سيخرج من سجن بيل مارش شديد الحراسة بحلول نهاية العام المقبل، بعد قضائه ثلثي مدة الحبس».

وقال الاسلامي المصري الدكتور هاني السباعي مدير مركز المقريزي بلندن لـالشرق الاوسط» ان نظر قضية ابو حمزة المصري امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان قد يستغرق سنوات، وقال ان الهدف من توقيت مثل هذا الحكم فرض الاقامة الجبرية عليه عند خروجه من السجن وتكميم فمه الى الابد، لأنه لن يكون مسموحا له التواصل مع انصاره او الخطابة او الخروج من السجن او استخدام الانترنت او الهاتف». وأوضح ان ترحيل ابو حمزة المصري الى السجون الاميركية سيكون نوعا من «الاذلال»، لأنه رجل معاق يعاني من عدة امراض وقد يعرض حياته لمزيد من المخاطر في السجن الاميركي. واضاف الاسلامي المصري ان الجدل الدائر في الدوائر القانونية البريطانية هو امكانية تعرض ابو حمزة الى التعذيب في السجون الاميركية. وبموجب قوانين تسليم جديدة استحدثت هذا العام يمكن تسليم المتهمين من بريطانيا إلى الولايات المتحدة خلال قضائهم عقوبة بالسجن.

وتتهم الولايات المتحدة أبو حمزة بمحاولة إقامة معسكر تدريب ارهابي في بلاي بولاية أوريغون في الفترة من عام 1999 حتى اوائل عام 2000، وأيضا تقديم الدعم للقاعدة وطالبان. كما يواجه أبو حمزة الذي أطرى على هجمات 11 سبتمبر (ايلول) عام 2001 في واشنطن ونيويورك، اتهاما بالتورط في التخطيط لخطف 16 رهينة غربية في اليمن عام 1998 وقتل أربعة من الرهائن هم ثلاثة بريطانيين واسترالي حين اقتحمت القوات اليمنية مخبأ الخاطفين في محاولة لتحرير الرهائن. وفي حالة الادانة يواجه أبو حمزة حكما بالسجن 100 عام. وعلى الرغم من عدم اتهامه في اي مخطط محدد قالت الشرطة إن مسجده في فينزبري بارك عمل كقاعدة للمتشددين.

وكان ابو حمزة المصري وصل الى بريطانيا في1980 واصفا اياها بانها «جنة يمكننا فيها القيام بما نريد. وتزوج من بريطانية في1984 وحصل بذلك على الجنسية البريطانية. ومارس في البداية حياة أبعد ما تكون عن الزهد والتشدد الذي تبناه لاحقا، غير انه تبنى إثر ذلك الطروحات الاصولية والتحق بالمجاهدين الذين حاربوا السوفيات في افغانستان. وفي ميدان المعركة في 1993 فقد احدى عينيه ويديه حين سار على لغم، بحسب اقواله. وعاد اثر ذلك الى بريطانيا واصبح إمام مسجد فينزبري بارك شمال لندن حيث كان يلقي خطبا مؤيدة لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ووصف اعتداءات11 ايلول 2001 في الولايات المتحدة بأنها تندرج في اطار الدفاع الشرعي عن النفس. وكثيرا ما وجهت الى المسجد الذي يلقي فيه المصري خطبه اثر اعتداءات 11 سبتمبر اصابع الاتهام بنشر افكار اصولية متطرفة. وكان من بين المترددين على هذا المسجد البريطاني ريتشارد ريد الذي حاول في ديسمبر (كانون الاول) 2001 تفجير طائرة بوينغ تابعة للخطوط الاميركية «اميركان ايرلاينز» بحذاء مفخخ. وينفي ابو حمزة باستمرار علاقته بالإرهاب.