مقتل قائد كبير في حركة طالبان واستسلام الملا رحيم للسلطات الباكستانية

مقتل جندي بريطاني تابع للناتو في جنوب أفغانستان

TT

أبلغ مسؤولو امن باكستانيون ومسؤولون بقوات التحالف في افغانستان رويترز ان قوات الامن الباكستانية اعتقلت قائدا كبيرا لحركة طالبان الافغانية بالقرب من مدينة كويتا الجنوبية الغربية يوم السبت. وجاء في بيان أصدرته القوات البريطانية في أفغانستان مساء اول من امس ان الملا رحيم قائد العمليات بقوات طالبان في هلمند قد استسلم للسلطات في باكستان.

وقال بيان وزارة الدفاع البريطانية إن عبد الرزاق، المعروف باسم الملا شيخ، قتل مع ثلاثة مقاتلين آخرين إثر إصابتهم بصاروخ على بعد 15 كلم شمال موسى قلعة بعيد منتصف ليلة 21 من يوليو (تموز)، موضحا أن الملا شيخ كان مسؤولا منذ ديسمبر (كانون الأول) 2007 عن عمليات طالبان في ولاية هلمند جنوب أفغانستان.

وأفادت وزارة الدفاع أن الملا شيخ هو ثالث مسؤول كبير في طالبان تقتله القوات البريطانية في أفغانستان في أقل من ثلاثة أسابيع. وأوضح بيان الوزارة أن مقتل الملا شيخ حدث بعد ساعات قليلة فقط على قيام الملا رحيم أكبر مسؤول لحركة طالبان في هلمند بتسليم نفسه إلى السلطات الباكستانية.

وكان مسؤولون غربيون قد انتابتهم الشكوك في الماضي بأن أجهزة الامن الباكستانية تغض الطرف عن وجود زعماء طالبان في كويتا عاصمة بلوشستان. غير ان مسؤولا غربيا قال ان الاعتقالات التي جرت في كويتا في الاونة الاخيرة ولم يعلن عنها أثارت الآمال بحدوث تغير في باكستان.

وقال مسؤول في اسلام اباد في وقت سابق هذا الاسبوع: «رأينا علامات تغيير، واعتقالات». وفيما لم تؤكد باكستان اعتقال رحيم الا ان مسؤولي امن باكستانيين طلبوا عدم نشر اسمائهم أبلغوا رويترز يوم الاثنين بأنه القي القبض على شخص يشتبه في انه قائد طالبان في هلمند في مطلع الاسبوع. وقالوا ان الرجل اعتقل اثناء مداهمة منزل في منطقة خروت اباد في كويتا. وقال مسؤول رفيع بالمخابرات: «قمنا بمداهمة منذ ثلاثة ايام استنادا الى معلومات يعتد بها بأن بعض الاشخاص المهمين في طالبان يختبئون مع اسرة افغانية هناك». ووضع بعض الحلفاء الغربيين الذين تعرضوا لخسائر متزايدة في صفوف جنودهم في افغانستان ضغوطا على باكستان لتتحرك ضد عناصر طالبان التي تختبئ في اراضيها. وأدت كثافة الضغوط والهجمات المستمرة بصواريخ تطلقها طائرات اميركية بدون طيار على اهداف للمتشددين في المناطق القبلية الباكستانية الى تكهنات محمومة في وسائل الاعلام الباكستانية بأن القوات الغربية في افغانستان قد تشن قريبا هجوما من جانب واحد. وأثار نشر مزيد من قوات حلف شمال الاطلسي قرب الحدود الباكستانية مخاوف من انه قد تصدر اوامر لهم بعبور الحدود والقيام بمهام سرية للقضاء على اهداف لها قيمة عالية.

وتعارض باكستان أي عمل مماثل ينتهك سيادتها ويخاطر بتصعيد الصراع في اراضي البشتون المترامية الاطراف على الحدود. من جهة اخرى في لندن اعلنت وزارة الدفاع البريطانية امس (الاربعاء) في بيان ان احد جنود القوة الدولية المساعدة على ارساء الامن (ايساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي قتل اول من امس متأثرا بجروح اصيب بها في هجوم في جنوب افغانستان. وافاد البيان ان «الوزارة يؤسفها ان تؤكد مقتل جندي بريطاني مساء امس اول من امس وجرح اثنين اخرين». وكانت «ايساف» قد اعلنت في وقت سابق مقتل احد جنودها من دون تحديد جنسيته. واوضحت وزارة الدفاع البريطانية ان دورية من الجنود البريطانيين سقطت في كمين نصبه متمردون في منطقة كاجاكي في ولاية هلمند الجنوبية.

واضافت ان جنديا بريطانيا جرح في انفجار لغم عندما كان يطلق النار. وجرح اثنان آخران اثر انفجار عبوة اخرى في سيارتهما بعيد ذلك. والجريحان ليسا في حال الخطر.

وولاية هلمند في جنوب افغانستان تشكل معقلا رئيسيا لتمرد حركة طالبان والمركز الرئيسي لإنتاج الافيون. وبذلك يرتفع الى 111 عدد الجنود البريطانيين القتلى في افغانستان حيث ينتشر 7700 جندي على ان يرتفع عددهم الى 8030 مطلع السنة المقبلة. وقتل 139 جنديا اجنبيا في افغانستان منذ مطلع السنة الحالية وفق تعداد وضعته وكالة الصحافة الفرنسية استنادا الى بيانات عسكرية. وقتل معظمهم في انفجار قنابل يدوية الصنع. وصعدت حركة طالبان تمردها منذ طردها من السلطة نهاية العام 2001 على يد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة. وزادت حدة اعمال العنف منذ سنتين تقريبا رغم انتشار نحو 70 الف جندي اجنبي ضمن قوتين متعددتي الجنسيات احداهما تابعة لحلف شمال الاطلسي والثانية بقيادة الولايات المتحدة.