تقارير إعلامية في بلغراد: الاستخبارات أمنت الحماية لكراديتش طوال 13 عاما

الزعيم الصربي المعتقل يريد ان يدافع عن نفسه شخصيا في لاهاي

كراديتش وقد تخفى بلحية بيضاء طويلة وقبعة بيضاء يعيش حياته الاجتماعية بصورة طبيعية قبل اعتقاله (أ.ف.ب)
TT

ذكرت تقارير إعلامية في بلغراد أمس بأن جهاز الاستخبارات في صربيا وفر الحماية لزعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراديتش الذي اعتقل قبل يومين بعد 13 عاما من الاختباء، ومن المتوقع ان ينقل الى لاهاي ليسلم الى محكمة العدل الدولية حيث يخضع لمحاكمة في اتهامات ارتكابه جرائم حرب.

ونقلت صحف يومية في العاصمة الصربية بلغراد عن وزير الداخلية الصربي إيفيتشا داشيتش قوله إن «جهاز الاستخبارات السرية وفر له الحماية والآن قام بتسليمه». وذكرت التقارير أن الشرطة لم تتورط في قضية كراديتش، وأشارت إلى أن داشيتش عارض اعتقال كراديتش وقال إنه سيوافق على اتخاذ إجراءات قانونية ضده فقط إذا ما سلم نفسه طواعية.

وتساءل الصحافي دراغن بويوجوفيتش: «هل يا ترى ستسامح الحكومة الصربية عناصر الاستخبارات الذين ألقوا القبض على كراديتش، وهم من أخفوه طيلة الفترة الماضية؟». وتوقع بويوجوفيتش أن تحصل تغييرات في هيكل الاستخبارات الصربية بعد اعتقال كراديتش للاسراع في عملية القبض على الجنرالين الفارين راتكو ملاديتش وغوران هاجيتش.

وفي انتظار ترحيله الى لاهاي حيث تبدأ محاكمته، أعلن محامي كراديتش أمس أن الزعيم السابق المعتقل سيتولى شخصيا الدفاع عن نفسه أمام المحكمة مستعينا بفريق كبير من المحامين، وهو ما يعني تكرار سيناريو محاكمة الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش الذي رفض تعيين محام للدفاع عنه وتوفي في السجن خلال محاكمته.

وقال المحامي سفيتوزار فوياسيتش «ان كراديتش سيكون لديه فريق من خبراء القانون في صربيا سيساعده في دفاعه لكنه سيدافع عن نفسه بنفسه امام محكمة الجزاء الدولية كما يفعل حاليا بصورة ممتازة فويسلاف سيسيلي».

واعلن محاميه انه سيقدم بعد غد الجمعة، اليوم الاخير من المهلة القانونية، طعنا ضد نقل كراديتش الى محكمة الجزاء الدولية في لاهاي بغية تأخيره الى اقصى حد ممكن. وبعد تقديم الطعن سيكون امام قضاة محكمة بلغراد المتخصصين بجرائم الحرب بموجب القانون ثلاثة ايام لاصدار قرارهم.

واعلن برونو فكاريتش المتحدث باسم المدعي العام الصربي لجرائم الحرب ان نقل كراديتش الى لاهاي قد يتم خلال عطلة نهاية الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل. وقال فيكاريتش في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» انه «لا يمكن تحديد وقت معين لتسليم المتهم، لأننا لا نعلم الوقت الذي ستستغرقه العملية القانونية في بلغراد والنظر في الاعتراض الذي تقدم به محامي المتهم». وأشار إلى أن وزيري الداخلية والعدل وقعا على مذكرة التسليم، واستبعد أن يكون ذلك قبل يوم الإثنين أو الثلاثاء المقبلين. وبدا كراديتش متمسكا برؤية زوجته الاولى وابنته سونيا وابنه ساسا الذين لم يتصل بهما خلال سنوات تخفيه، وشدد على حقه في رؤيتهم قبل مثوله في لاهاي امام محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة التي اتهمته قبل 13 عاما بجرائم ابادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب.

وكان شقيقه لوكا قد طلب من الممثل الدولي الاعلى في البوسنة ميروسلاف لياتشك تمكين اسرة كراديتش التي صودرت منها جوازات سفرها في يناير (كانون الثاني) الماضي من التوجه الى بلغراد. من جهة أخرى، نفى مسؤول العلاقات مع محكمة لاهاي في الحكومة لصربية راسم لياييتش ان يكون كراديتش قد اعتقل يوم الجمعة الماضي كما قال محاميه وأكد انه جرى اعتقاله يوم الاثنين الماضي. وكشف عن صعوبة التعاون مع محكمة لاهاي في الفترة الماضية لوجود شركاء في الحكم يرفضون ذلك، وقال: «سلمنا محكمة لاهاي حتى الآن 44 متهما وبقي راتكو ملاديتش وغوران هاجيتش». الى ذلك، اشتبك القوميون الصرب الذين احتجوا على اعتقال كاراديتش، مع الشرطة، مساء أول من أمس وسط العاصمة بلغراد. واعتقل ثلاثة شبان بينما لم تفد تقارير بوقوع إصابات. وبدأ المتظاهرون الذين رددوا أغنيات وطنية وارتدوا قمصانا عليها صورة كراديتش، في التفرق بعد كلمة ألقاها ألكساندر فوسيتش الأمين العام للحزب الراديكالي القومي المتشدد. وقال فوسيتش إن القوميين المتشددين سينظمون احتجاجات واسعة في الأيام القليلة المقبلة.

والحزب الراديكالي هو الحزب الصربي الوحيد الذي لم يرحب باعتقال كراديتش، بل اعتبر ذلك بمثابة قتل لصربيا، بينما رحبت السلطات الصربية وحكومات دول الاتحاد الأوروبي بهذا الاعتقال ووصفته بأنه خطوة على طريق انضمام صربيا للاتحاد.