كراديتش عاش مع امرأة ثانية أثناء اختبائه .. وكان من رواد «البيت المجنون»

صديقته ميلا قالت إنها كانت تؤمِّن له التنقل

TT

لم يكن زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراديتش منعزلا عن الناس ومختفياً عن الأنظار أو مختبئا في الغابات والجبال طوال الاعوام الـ13 التي اختفى فيها، بل كان متواريا خلف لحية بيضاء كثة وهوية مزيفة تحمل اسم دراغن دافيد دابيتش وامرأة أجمل من زوجته ليليانا، وأصغر سناً، عاش معها طوال هذه السنوات. وتبين أن زوجته ليليانا كانت على علم بذلك، مما حملها على توجيه نداء له للاستسلام عام 2005. كما كان كراديتش يعمل في وضح النهار ويلتقي بالناس، ويتواصل معهم عبر شبكة الانترنت حيث له موقع خاص. وفوجئ رواد مقهى «لودا كوتشا» ويعني «البيت المجنون» كيف أنهم عاشوا مع متهم بارتكاب جرائم حرب لمدة 13 سنة من دون أن يكتشفوا هويته الحقيقية. وقال ميروسلاف، أحد رواد المقهى، لـ«الشرق الأوسط» إن كراديتش كان «هادئا ويعلق على الأحداث بمنطق المطلع، وغالباً ما كان يعزف لرواد المقهى من دون أن يشك أحد في هويته الحقيقية. وحول عمله كطبيب لم يكن معه ما يثبت ذلك سوى خبرته. وكان يقول إن شهاداته بقيت مع زوجته في أميركا، وأنه مطلق. كما كان يذكر أن له ابنا وبنتا لكنه لم يكن يذكر اسميهما ولم يكن يحب الخوض في تفاصيل ذلك». صديقته التي عاش معها خلال اختفائه، تدعى ميلا، وهي في الثلاثينات من عمرها، جميلة ودائمة الابتسام. قالت إنها هي التي كانت تؤمِّن حركة تنقل كراديتش، وليس مليشيات أو قوات خاصة «كما كنت وسائل الاعلام تتحدث وتثرثر طيلة 13 سنة». وبعد أن كان محاطا بعشرات الآلاف من المقاتلين وعشرات الوزراء وموظفي البروتوكول والخدم، لم يبق حول كراديتش سوى امرأة. وفي ردها على سؤال حول أسباب تردد كراديتش على «لودا كوتشا» وليس أي مقهى آخر، قالت ميلا: «لأن صاحبها من عناصر المليشيات السابقة، ذهب من بلغراد إلى البوسنة للقتال في صفوف القوات الصربية، ويعلق صورة الجنرل ميلاديتش عند المدخل». وقال صاحب بقالة قريبة من منزل كراديتش لـ«الشرق الوسط» لم يرد أن يذكر اسمه: «لم يكن دراغن دافيد دبيتش (كراديتش بحسب اسمه المزور) يسرف في الشراء، بيد أنه يشتري يوميا 5 لترات من الماء وفواكه وبعض الخضار». وقال صاحب المقهى انه كلما سئل كراديتش عن سر اللحية والشعر الطويل كان يجيب: «إنها تعطيني قوة للاستمرار».