الدول الغربية تدرس وثيقة إيران الجديدة.. وعقوبات مشددة قد تفرض على بنوك وشركات إيرانية

أحمدي نجاد: لم أبعد عن الملف النووي ولا انقسامات داخلية

محافظ البنك المركزي الايراني خلال مؤتمر صحافي في طهران حول تأثير العقوبات ووضع الاقتصاد أمس (رويترز)
TT

قالت مصادر أميركية وأوروبية لـ«الشرق الأوسط»، إن الوثيقة التي عرضتها إيران على دول 5+1 خلال اجتماع جنيف تتم دراستها الآن، موضحة ان الوثيقة مثيرة للاهتمام كونها تضمنت، ربما لاول مرة، رؤية إيرانية مفصلة للمفاوضات. غير أنهم أوضحوا في الوقت ذاته ان «الحد الأدنى المتوقع» من إيران هو ان تقدم على خطوة «تجميد اليورانيوم» من اجل أن تظهر اهتمامها بالتفاوض. وأوضح مسؤول في الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» ان بعض افكار الوثيقة الإيرانية قابلة للتفاوض حولها، لكن على إيران أولا ان توافق على مبدأ «التجميد»، مشيرا الى ان كل هذه القضايا ستطرح للنقاش خلال الاجتماع المقبل بين طهران والغرب، الذي لم يتحدد له موعد او مكان بعد، بحسب المسؤول البريطاني.

يأتي ذلك فيما وجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد رسالتين، ناعمة وخشنة. ففيما وصف أحمدي نجاد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز، الذي شارك في مفاوضات جنيف بأنه «تحدث بطريقة محترمة واحترم الأمة الايرانية»، قال نجاد ملمحا الى تصريحات سابقة لعلي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى لإيران، انه لا صحة لما اشيع عن ابعاده عن الملف النووي. وتابع «قبل بضعة اسابيع ادلى احدهم بحديث (ولايتي) واعتقد الغربيون ان هناك انقسامات في صفوف الشعب الايراني، وبدأوا يبتهجون وأعتقدوا ان بإمكانهم ان يفرضوا وجهة نظرهم.. ان عيدكم سيتحول الى مأتم»، مشيرا الى اعتقاد الغرب ان تصريحات ولايتي تعتبر تغييرا في النهج النووي الإيراني، وانه (نجاد) لم يعد مسيطرا على الملف. وأثنى نجاد على المشاركة الاميركية في المحادثات التي جرت الاسبوع الحالي مع طهران بشأن برنامجها النووي المتنازع عليه، واصفا اياها بـ«الخطوة الايجابية»، وأشار الى أن الولايات المتحدة خصم ايران اللدود «أبدت احتراما». وتابع في كلمة أذاعها التلفزيون على الهواء مباشرة «أنصحكم (الاميركيين) بعدم افساد هذه الخطوة الايجابية.. باستخدام لغة أوقات الاستعمار والبلطجة». ولكن الرئيس الايراني الذي كان مجاملا بشكل غير معتاد في تصريحاته عن ممثل الولايات المتحدة، أوضح من جديد أن طهران لن توقف أنشطتها النووية. وقال أحمدي نجاد في مدينة يسوج الجنوبية «اذا تخيلتم أن بعض التهديدات والعقوبات والضغط، يمكنها جعل الامة الايرانية تتراجع فأنتم ترتكبون من جديد خطأ». وأدت تصريحات نجاد الى تساؤلات حول ما إذا كان بيرنز قد تحدث مع الوفد الإيراني، الا ان مسؤول في الخارجية الإميركية نفى ذلك، موضحا لـ«الشرق الأوسط» ان بيرنز لم يتلق او يتحدث مع وفد إيران بشكل فردي، موضحا ان بيرنز كان «مستمعا خلال المباحثات لا متحدثا». من جانب آخر، وفيما قال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو، إنه إذا رد الإيرانيون بطريقة سلبية على عرض الحوافز «فإن المجتمع الدولي متفق على ان عقوبات جديدة ستفرض»، قال مصدر مقرب من الملف الإيراني في الاتحاد الاوروبي لـ«الشرق الأوسط» ان الدول الاوروبية واميركا أعدت قوائم بالعقوبات الجديدة على إيران، بشكل منفرد وخارج مجلس الامن، تحسبا لاعاقة الصين او روسيا لأية عقوبات جديدة. وأوضح ان العقوبات تركز على البنوك والشركات الإيرانية.

يأتي ذلك فيما قالت اسرائيل، ان روسيا قررت ان تبيع إيران نظاما مضادا للصواريخ من طراز «س 300»، وذلك للتصدي لأي هجوم محتمل على منشآتها النووية.