وزير خارجية فرنسا «خائب» من رفض نجاد للتفاوض المشروط

باريس تعتبره يدخل في الصراع على القرار في طهران

TT

أعربت باريس عن خيبتها من تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أمس التي أكد فيها أن بلاده «لن تتراجع قيد أنملة» تحت ضغوط «قوى القهر» الغربية التي تريد من إيران وقف عملياتها النووية الحساسة وعلى رأسها تخصيب اليورانيوم. واستفاد وزير الخارجية برنار كوشنير من كلامه الى الصحافة عقب اجتماعه أمس بنظيره وزير خارجية الجبل الأسود ليقول: «إننا خائبون بأسى ولكننا لا نعتقد أن ما قاله الرئيس الإيراني هو الكلمة الأخيرة» لإيران. وأردف كوشنير، في إشارة الى ما تعتقده باريس من وجود خلافات داخل السلطة الإيرانية حول الخط الواجب التزامه في الملف النووي: «إن الإيرانيين الذين أرسلوا الينا (في إشارة الى سعيد جليلي، المفاوض الرسمي الإيراني والى علي أكبر ولايتي الذي جاء الى باريس الخريف الماضي) هم أكثر ليونة من الرئيس أحمدي نجاد». وخلص الوزير الفرنسي الى القول إن بلاده «لم تفقد الأمل» من الحصول على رد إيجابي من إيران على المقترحات التي قدمت اليها في شهر يوينو/حزيران الماضي والتي كررها الممثل الأعلى للسياسة الأوروبية خافيير سولانا لجليلي السبت الماضي في جنيف. وكالعادة ندد كوشنير بتهديدات أحمدي نجاد لإسرائيل التي وصفها بأنه «لا يمكن قبولها».

وترى باريس، وفق ما تقوله مصادرها، في تصريحات الرئيس الإيراني «محطة جديدة» من الصراع الدائر في طهران وردا على «معسكر الاعتدال» الذي يمثله ولايتي وجليلي بدرجة اقل. وبحسب المصادر الفرنسية فإن اجتماع جنيف «جاء بناء على طلب من جليلي الذي اتصل بسولانا مقترحا عليه الالتقاء في جنيف». وتشير المصادر الفرنسية الى «الغموض» و«انعدام الشفافية» في إيران حيث «التيارات والأجنحة تتصارع بينما مرشد الثورة آية الله خامئني يراقب المتصارعين ليقف بعدها الى جانب الجناح الأقوى».

وتعتبر فرنسا أن الاقتراح الذي قدمته الدول الست (الخمس الدائمة العضوية وألمانيا) لإيران والقاضي بتجميد طهران نشر طاردات مركزية جديدة للتخصيب (بحيث لا يطلب منها وقف التخصيب) وامتناع المجموعة الدولية عن فرض عقوبات جديدة لفترة ستة أسابيع «اقتراح جيد يمكن تسخيره للاتفاق على أشكال التفاوض في مرحلة التفاوض الرسمي». وتتساءل باريس عما إذا كانت إيران «سوف تقتنص الفرصة الجديدة المقدمة لها أم أنها ستختار درب العزلة والعقوبات الجديدة في مجلس الأمن». وفي هذا السياق، تتخوف فرنسا من أن استمرار إيران في تجاهل مطالب المجموعة الدولية قد يفضي الى اندلاع مواجهات وتعريض إيران لضربة عسكرية هدفها تدمير أو تأخير برنامجها النووي». وما زالت فرنسا تصر على أن برنامج إيران له جانب عسكري. وقالت الخارجية الفرنسية إن باريس تأمل ردا إيرانيا رسميا وواضحا حول رفض أو قبول العرض الدولي خلال الأسبوعين اللذين يتبعان اجتماع جنيف. غير أن هذه المصادر لا تبدو متفائلة بانصياع إيران للرد باعتبار أن أحد الأهداف التي تسعى اليها طهران هو «كسب الوقت والمماطلة».