رئيس الوفد السوري في «بروكينغز»: تحالفنا مع إيران بسبب ظروف المنطقة.. ومصر والسعودية مشغولتان

أميركا تلغي بشكل مفاجئ اجتماعا مع السوريين

TT

قال رئيس الوفد السوري الذي توجه الى واشنطن مطلع الأسبوع، الدكتور سمير تقي، إن الوفد السوري يريد خلال جولته الاميركية والتي تستمر 10 أيام ان يقدم تصورات دمشق للمنطقة الى واشنطن. وأوضح تقي في كلمة امام معهد «بروكينغز» للأبحاث في واشنطن «إننا باحثون مستقلون لا علاقة رسمية لنا بالحكومة السورية. جئنا للوصول لقراءة افضل للرأى الاميركي، ولنضع على الطاولة تصور وتفكير دمشق تجاه المنطقة». وأوضح تقي خلال الندوة التي حضرتها «الشرق الأوسط» أنه منذ عام 2001 عرف السوريون ان الحكومة الاميركية تسير نحو سياسة تقود المنطقة الى طامة كبرى وذلك بسبب التحالف بين الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك أرييل شارون.

وتابع «اتضح أنهم (الأميركيون والإسرائيليون) يريدون إنهاء مشاكل الشرق الاوسط بالمواجهة والحزم لا بالعملية الدبلوماسية». وشدد تقي على ان سورية لا تستطيع ان تتجاهل الوجود الاسرائيلي «لأنه إذا صعد الى سطح العمارة التي بها مكتبه يقدر رؤية القوات الإسرائيلية». وتابع:«إن سورية أيضا لا تستطيع تجاهل اميركا بعد العراق لان اميركا صارت جارة لسورية»، موضحا أنه بعد مرور سنوات على غزو العراق اتضح أنها (أميركا) فقدت السيطرة على المنطقة، ولا تقدر على الخروج من المشاكل التي ادخلت نفسها والمنطقة فيها، وصار الحل الاميركي نفسه مشكلة». وحول المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل، قال تقي انها تسير بصورة حسنة وهناك احتمال ان تتحول من غير مباشرة الى مباشرة، بدون ان يعطي موعدا زمنيا. وتحدث تقي عن التحالف السوري الإيراني، موضحا انه جاء في سياق الظروف الاقليمية، موضحا ان تغير الظروف في المنطقة «هي التي دفعت سورية للتحالف مع ايران وانه ليس تحالفا عسكريا، لكنه لخدمة مصالح سورية وذلك لأن مصر صارت مهتمة بشؤونها الداخلية واهتمت السعودية والاردن بالمشاكل التي تشغلهما. لهذا نهتم بالتوتر في العلاقات بين إيران وأميركا». وفيما قال جون سوليفان، المتحدث باسم قسم الشرق الادني في الخارجية الأميركية، لـ «الشرق الأوسط» ان الخارجية الأميركية, ألغت خططا للاجتماع مع الوفد السوري، ولم تعط تعليلا مفصلا لهذا الإلغاء المفاجئ. وقال جونزالو جاليجوس المتحدث باسم الخارجية الاميركية للصحافيين، ان «ممثلين عن الخارجية الاميركية، لن يجتمعوا مع هذه المجموعة من سورية. وأنه لدى مراجعة برنامجهم والتغيير في مواعيدهم، تبين أن الأمر غير ممكن». وكان جاليجوس قد قال يوم الاثنين، ان مساعد وزيرة الخارجية ديفيد وولش كبير المستشارين الاميركيين لشؤون الشرق الاوسط، مستعد للاجتماع مع السوريين الذين جاؤوا للولايات المتحدة بدعوة من جماعة البحث عن أرضية مشتركة، وهي منظمة غير حكومية تدعو لحل الصراعات. وقال مسؤول أميركي، طلب عدم الافصاح عن اسمه أمس، ان وولش لن يكون في واشنطن لحضور الاجتماع المتوقع عقده يوم الجمعة. وأضاف أن دبلوماسيا أميركيا آخر سيحل محله.

ورغم الإلحاح على المتحدث لكي يفصح عن أسباب الالغاء المفاجئ للاجتماع، لم يقدم مزيدا من التعليل لذلك. وأوضحت الخارجية الأميركية أن الاجتماع المزمع، لا يشير الى تحسن في العلاقات أو مزيد من الاهتمام الاميركي بمحادثات السلام بين اسرائيل وسورية. وهي محادثات تتوسط فيها تركيا. وأبدى مسؤولون اميركيون فتورا نحو المحادثات بين اسرائيل وسورية، منذ ان كشف النقاب عنها في بادئ الامر في مايو (ايار)، قائلين انهم سيرحبون باتفاق سلام بين البلدين، لكنهم يرون المسار الاسرائيلي ـ الفلسطيني مبشرا بدرجة أكبر. وتتهم الولايات المتحدة سورية برعاية الإرهاب والسماح للمقاتلين الأجانب بالتسلل الى العراق، وللاسلحة بالدخول الى لبنان، واستضافة جماعات فلسطينية متشددة وبانتهاك حقوق الانسان. واستدعي السفير الأميركي في سورية الى بلاده في فبراير (شباط) 2005، عقب اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري.