البشير يجول في دارفور ويصف اتهامات أوكامبو بالكاذبة

تعهد برفع الظلم والأذى عن كل متضرر

الرئيس السوداني عمر البشير يحيى مؤيديه خلال جولة في الفاشر أمس (أ. ف. ب)
TT

بدا الرئيس السوداني عمر البشير زيارة لمدة يومين الى اقليم دارفور امس بوداع «الف اسرة من النازحين الذين شردتهم الحرب في رحلة عودة الى ديارهم في مناطق مختلفة من ولاية شمال دارفور»، وتعهد البشير بانه «سيكون معهم الى ان يتم حل مشكلة دارفور، كما تعهد برفع الظلم والاذى عن كل متضرر». وحسب التقارير الدولية فان اكثر من مليون نازح لاجئ خلفتهم الحرب في دارفور، فيما تكذب الحكومة تلك الارقام.

وفيما، قلل الرئيس السوداني في خطاب امام الالاف من جماهير مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور من المذكرة التي رفعها المدعي العام للمحكمة الجنائية في لاهاي بالطلب بتوقيفه بتهمة ارتكاب جرائم انسانية في الاقليم، قال ان ادعاءات اوكامبو لن تثني الحكومة عن السير قدما في مجالات التنمية والخدمات ومبادرات حل قضية دارفور، واضاف: «لن يشغلنا اوكامبو عن عملنا لتحقيق السلام والتنمية في دارفور»، ووصف الدعاوى بارتكاب جرائم حرب في دارفور بانها «كاذبة»، اننا نعلم القوى المحركة لاوكامبو والتي تقف من ورائه والتي تسعى لارجاع السودان للوراء كلما تقدم للامام. وتعتبر زيارة البشير الى دارفور، التي تستغرق يومين وتشمل ولايتي شمال دارفور وجنوب دارفور، الاولى من نوعها، بعد اعلان مذكرة جنائية مثيرة للخلاف والجدل. كما تعهد البشير بحل مشكلة دارفور عبر مبادرة اطلقها في خطاب القاه في احتفال بمناسبة ذكرى استقلال البلاد، وقال: «لقد جمعنا القوى السياسية وهناك لجان تعمل لتبلور رؤية واضحة لحل قضية دارفور بكل جوانبها سواء الامن والاستقرار والسلام وعودة النازحين واللاجئين وتوفير الخدمات، المياه والكهرباء والاتصالات والتعليم والصحة، وتنمية الطرق والتعدين والبترول والمعادن والكهرباء والمشاريع الزراعية وتنمية الثروة الحيوانية وتوفير المياه لكل اهل دارفور»، وتعهد بمواصلة تنفيذ اتفاق ابوجا الهش لسلام دارفور بين الحكومة وحركة تحرير السودان المسلحة بزعامة مني اركو مناوي وأيدته فصائل اخرى.

وشن هجوما عنيفا على من اسماهم قوى تريد ان تعود بالسودان الى المربع الاول، حسب تعبيره، وقال ان هؤلاء «كلما نمشي خطوة للامام ونحقق انجازا وتظهر بوادر سلام حقيقي «الجماعة ديل يجوا يحاولوا يسوطوها يرجعونا للمربع الاول يحاولوا يشغلونا بقضايا جانبية وهامشية وبدعاوى كاذبة». وشكر البشير الذين وقفوا مع السودان من الدول العربية والافريقية ودول عدم الانحياز وكل الاحرار في العالم الذين عرفوا ان هذه الادعاءات مؤامرة واستهداف للسودان واستهداف لخيراته. وقال «ان اعداء السودان قصدوا تخويفنا وارهابنا ولانخاف الا من الله ولن نخضع ولن نركع الا لله رب العالمين وان الله يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء». وقال ان «السودان موعود بخير كثير يكفي حاجة السودان وجيرانه وسد النقص في الغذاء». الى ذلك اتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان الجيش السوداني بممارسة التخريب في مدينة ابيي الغنية بالنفط المتنازع عليها بين الطرفين، وهددت عبر ذراعها العسكري الجيش الشعبي بانسلاخ قواته من القوات المشتركة الموجودة في أبيي، في حال استمرار «التخريب»، ولكن الجيش نفى ذلك جملة وتفصيلا. وقال وزير رئاسة حكومة الجنوب والقيادي في الحركة الشعبية لوكا بيونق في تصريحات صحافية ان القوات المسلحة حتى الآن لم تنسحب بكاملها من أبيي حسب خارطة الطريق، وان قوة تقارب الكتيبتين ما زالت ترابط في أبيي، واتهم لوكا بعض عناصر القوات المسلحة بانتهاك كنيسة البلدة ونهبها، الى جانب نهب وتخريب المباني الثابتة في أبيي، وقافلة الاغاثة التي وصلت أخيرا، وحذر من ان يؤدي ذلك لتعطيل عودة النازحين الى المنطقة. وقال «لا يمكن ان تكون عناصره موجودة ضمن القوات المشتركة بأبيي في ظل استمرار انتهاكات القوات المسلحة.. ان الحل يكمن في انسلاخ الجيش الشعبي من القوات المشتركة حتى لا يكون جزءا من تلك الانتهاكات».

لكن مكتب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة نفى قيام الجيش بالاعتداء على كنيسة ابيي، وقال ان القوات المسلحة في تاريخها العريض ظلت تحمي دور العبادة من دون تمييز، ووصف اتهامات الحركة الشعبية بانها جزافية وغير منطقية، وأكد تشكيل لجان لمتابعة تنفيذ الترتيبات الامنية في خارطة طريق ابيي بحسب الخطة الموضوعة.وكشف بيونق أن محكمة لاهاي سلمت وفد اللجنة قائمة بأسماء المحكمين ليعين كل من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية اثنين منهم، وقال ان المقترح هو ان يتم الاختيار خلال اسبوع، وأوضح بأن كل طرف سيعكف على حدة لاختيار المحكمين، واكد ان القائمة تحوي اربعة سودانيين.