بن كيران: استقلت من المكتب التنفيذيلـ «التوحيد والإصلاح» تجنبا للخلط بين الدعوة والسياسة

زعيم «العدالة والتنمية المغربي» قال إن حزبه لا يمانع في التحالف مع الاشتراكي أو تزعم امرأة للحزب

TT

أعرب عبد الاله بن كيران أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي المعارض، ذي المرجعية الإسلامية، عن سعادته بتلقيه مكالمة هاتفية رقيقة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، هنأه فيها على انتخابه ونجاح المؤتمر الحزب.

وأكد بن كيران، الذي كان يتحدث أمس، في مؤتمر صحافي بالرباط، أنه تلا رسالة الملك أمام أنظار أعضاء الأمانة العامة للحزب المنتخبة، ولقيت ترحيبا من لدنهم، باعتبارها رسالة إيجابية، تتضمن توجيهات سياسية منيرة.

ونفى بن كيران أن تكون رسالة الملك محمد السادس الموجهة لحزبه، خارطة طريق، كما جاء في بعض وسائل الإعلام المحلية، مشيرا إلى أن الأجهزة المسيرة للحزب، هي من تتخذ القرار النهائي في أي موضوع معروض عليها، مجددا التأكيد أن مضمون الرسالة جد إيجابي.

وكشف بن كيران، عن عروض اقترحت على حزبه في مناسبتين قصد المشاركة في الحكومة، الأول في عام 1998، على عهد حكومة عبد الرحمن اليوسفي، رغم أن حزبه لم يحقق آنذاك نتائج مهمة في الانتخابات، إذ حصل على 9 مقاعد، بينما في المرة الثانية وقع الاتصال بحزبه، من طرف مسؤول فضل عدم الكشف عن اسمه، وذلك قبل تنصيب حكومة إدريس جطو، عام 2002، مذكرا أن حزبه حصل آنذاك على 42 مقعدا، لكن تغيرت المعادلة السياسية بتفجيرات 16 مايو (ايار) 2003، ولم يعد أي مسؤول يتصل من أجل تقديم عرض للمشاركة في الحكومة، على حد قوله.

وأوضح بن كيران أنه كان شخصيا من دعاة المشاركة في الحكومة، للقطع مع الأفكار المسبقة، التي يتصورها البعض عن الحركة الإسلامية، وقصد إنهاء التوجس من الإسلاميين، مضيفا أن الحركة الإسلامية دخلت المعترك السياسي، وولجت البرلمان، ولم يبق لها سوى الحكومة، لتبرهن أن الهدف ليس سوى خدمة مصالح الشعب المغربي التواق إلى التنمية المستدامة، وليس حرمانه من حريته الشخصية.

وعبر بن كيران، عن عدم رضاه من النتيجة الأخيرة التي حققها حزبه، إذ كان يتوقع الفوز بـ90 مقعدا في الانتخابات التشريعية لعام 2007، وفي الحد الأدنى على 70 مقعدا، بينما كانت النتيجة 46 مقعدا، معتبرا أن تدخلات حصلت للحد من فوز حزبه، حتى لا يحتل المرتبة الأولى، مشيرا إلى أن الذين يضبطون إيقاع الانتخابات في المغرب، دون أن يسميهم، لا ينزعون منك كل شيء، كما لا يسمحون لك بالفوز بكل شيء. وقال بن كيران إن أي سياسي مهما كان، لا يرفض عرضا وزاريا، والطموح الشخصي يبقى دائما حاضرا، لكن الاختلاف هو في كيفية تصريفه، وماذا ستقدم من خدمات لفائدة البلد؟ وليس ماذا ستحصل عليه من امتيازات، مؤكدا أنه لو فرض على الحزب البقاء في المعارضة مدة 40 عاما، حتى ولو تبوأ المراتب الأولى في الانتخابات، فإنه مستعد للدفاع عن الوطن من ذات الموقع، وبنفس الحماس، لأنه أيسر موقع، وأسهل في مجال التنافس السياسي. وأعلن بن كيران، في معرض جوابه عن سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن تقديم استقالته من المكتب التنفيذي لـ«حركة التوحيد والإصلاح» الإسلامية، التي تعد أهم رافد يزود الحزب بالكوادر، حتى يترسخ السلوك السائد داخل الحزب والمبني على الفصل بين النشاطين الدعوي الذي تقوم به الحركة، والسياسي الذي يمارسه حزب العدالة والتنمية السياسي.

وقال بن كيران «رغم أنني لا أخلط بين الأمرين، ولكن أميز بينهما، كون الدعوي يخدم الدين في المجتمع، فإنني اتخذت قرارا صعبا على نفسي، بالاستقالة من المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والاصلاح»، مضيفا أن حزبه ليس من دعاة من يحسب عدد السنتمترات التي يجب أن تتوفر في القميص، الذي ترتديه المرأة حتى يقال إنه لباس محتشم.

وأكد بن كيران، أن «العدالة والتنمية» لا يعد حزبا دينيا بل سياسيا، فهو يرشد الناس إلى شؤون دينهم، ولا يفرض عليهم الذهاب إلى المسجد، وهو نفس السلوك التي تقوم به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب، إذ تعمل على بناء المساجد، وتدعو الناس من خلال خطب الأئمة إلى أداء الصلاة. وأرجع بن كيران، تصويت المغاربة لصالح حزبه، لكونه يتوفر على كفاءات نزيهة قادرة على بذل المزيد من المجهودات، للمساهمة في حل المشاكل العويصة التي تتخبط فيها البلاد، ومن اجل الدفاع عن المصالح الحيوية للمغرب في جميع المنتديات الدولية، وليس لأنه يرفع لواء المرجعية الإسلامية. وقال في هذا الخصوص «والله سأصوت على امرأة تتنافس مع الآخرين، على منصب الأمين العام لحزبنا، ولا مانع عندي أن تصبح امرأة أمينا عاما للحزب، شريطة أن تتوفر فيها شروط الكفاءة في التسيير، والقدرة على التدبير».

وبشأن موقف حزبه من عقد تحالفات مع أحزاب أخرى، ورأيه في جمعية «الحركة من أجل كل الديمقراطيين»، التي يتزعمها النائب فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب السابق في الداخلية، أجاب بن كيران، بأنه ليس لدى حزبه مانع من عقد تحالف مع الأحزاب الديمقراطية، التي يعرف جميع المواطنين أنها ضحت بالغالي والنفيس، من اجل تطوير بالبلاد سياسيا واقتصاديا، بما فيها غريمه حزب الاتحاد الاشتراكي، رغم اختلاف المواقع السياسية والفكرية القائمة بين الحزبين.