الجزائر: انتحاري بدراجة نارية مفخخة يهاجم شاحنة جنود

19 مصابا من عساكر الجيش وشكوك في مسؤولية «القاعدة»

TT

أفاد شهود من منطقة الاخضرية (80 كلم شرق العاصمة الجزائرية)، بأن شاحنة تقل جنودا على ظهرها، تعرضت أمس لهجوم انتحاري بواسطة متفجرات، خلف 19 جريحا، أحدهم يوجد في حالة خطيرة. وتحمل العملية الارهابية بصمات «القاعدة».

وقال مصدر أمني لـ«الشرق الاوسط» إن شابا كان يقود دراجة نارية بسرعة جنونية، اصطدم بشاحنة عسكرية كان على متنها حوالي 20 جنديا، فأحدث انفجارا قويا أيقظ السكان القرويين بالاخضرية وما جاورها من نومهم، حيث كانت الساعة وقتها السادسة والنصف صباحا. وأفاد المصدر الأمني أن الدراجة النارية كانت من الحجم الكبير، ومعبأة بشحنة كبيرة من المتفجرات. وقد خلف الانفجار حسبه، 13 جريحا في صفوف الجنود. وسارعت سيارات الاسعاف إلى مكان الانفجار ونقلتهم إلى مستشفى برج منايل بولاية بومرداس (70 كلم شرق العاصمة). ونقل المصدر عن مصدر استشفائي بأن حالة أحدهم حرجة. وأصيب الجنود بشظايا الدراجة التي تحولت إلى قطع صغيرة من الحديد. أما الانتحاري الذي تجهل هويته، فقد تحول إلى أشلاء، فيما أصيبت الشاحنة بأضرار بليغة.

وسارعت قوات الأمن إلى مكان التفجير وطوقت المنطقة تحسبا لوقوع تفجير آخر، وقامت بغلق كل المنافذ التي تقود إلى الاخضرية. وقال شهود إن التفجير وقع بعد دقائق قليلة من خروج الشاحنة من ثكنة المشاة العسكرية بمرتفعات الاخضرية. وكانت نفس الثكنة هدفا لتفجير انتحاري بواسطة سيارة مفخخة يوم 11 يوليو (تموز) من العام الماضي أسفر عن مقتل ثمانية في صفوف الجنود. وتبنى تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» تلك العملية، ويرى مختصون في الوضع الأمني أن التفجير الانتحاري الذي وقع أمس يحمل بصمات نفس التنظيم حتى قبل أن تعلن أية جهة مسؤوليتها عنه. وشرع أفراد الشرطة بعد العملية في جمع أشلاء الانتحاري، بهدف التعرف على هويته بالحمض النووي. وترجح مصادر مطلعة أن يكون أحد الملاحقين قضائيا من الذين انخرطوا في الجماعات الارهابية. ويضع مراقبون تجدد العمليات الانتحارية في سياق مسعى الارهابيين إلى تكريس انطباع مفاده، أنهم يملكون القدرة على إلحاق الضرر بأهدافهم.

واللافت أنها المرة الاولى التي تنفذ فيها القاعدة (الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا)، عملية انتحارية بواسطة دراجة نارية منذ أن بدأت تنتهج أسلوب العمل الانتحاري في ربيع العام الماضي. وكانت أغلب العمليات الانتحارية (حوالي 13 في مجملها) تمت بواسطة شاحنات تجارية صغيرة وسيارات، وعمليتين بواسطة حزام ناسف، أحدهما استهدف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شرق البلاد في 6 سبتمبر/ أيلول 2007.

يأتي التفجير بعد أقل من أسبوع من تصريحات أطلقها مدير عام الأمن الوطني العقيد علي تونسي، جاء فيها أن السلطات «تغلبت على الارهاب». وأشرف تونسي مطلع الاسبوع الجاري على إنشاء مراكز أمنية داخل أحياء الصفيح التي يتحدر منها بعض من نفذوا عمليات انتحارية، من بينها تفجير قصر الحكومة في 11 أبريل (نيسان) 2007.