نائب رئيس الوزراء السوري يعلن من باريس: لا رابط بين المسألة اللبنانية وتطوير تعاون دمشق مع فرنسا

في ختام زيارة رسمية خصصت لتفعيل اتفاقية الشراكة مع أوروبا

TT

أنهى نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية، عبد الله الدردري، زيارة رسمية من يومين إلى فرنسا خصصت «لإعطاء مضمون للشراكة الاستراتيجية» التي تسعى اليها فرنسا وسورية والتي نص عليها البيان المشترك الصادر بمناسبة زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى باريس ما بين 12 و14 الشهر الحالي.

وجاءت زيارة الدردري التي التقى خلالها وزيري الاقتصاد والمال والشؤون الأوروبية، وكذلك أمين عام قصر الإليزيه ومهندس التقارب الفرنسي ـ السوري كلود غيان، ومسؤولين اقتصاديين من القطاع الخاص، استكمالا لزيارة الأسد وتحضيرا للزيارة التي ينوي الرئيس الفرنسي القيام بها إلى دمشق في منتصف شهر سبتمبر (أيلول) المقبل. غير أنها جاءت أيضا لتؤكد على المسار «التطبيعي» الجديد لعلاقات البلدين التي عانت في السنوات الأخيرة، من الانقطاع والتوتر بسبب الملف اللبناني. وقال الدردري عقب لقاء صحافي عقده صباح أمس في المركز الثقافي السوري في العاصمة الفرنسية، إنه «كلما ترسخت العلاقات الاقتصادية بين بلدين، أصبح تدهور علاقاتهما السياسية أصعب»، مضيفا أن الهدف الذي يسعى إليه كأحد المسؤولين الاقتصاديين هو «تحقيق الشراكة الاستراتيجية اقتصاديا عبر إنجازات ملموسة وميدانية تؤسس لعلاقة بعيدة المدى».

وتركزت مباحثات واتصالات الدردري على ثلاثة محاور؛ الأول: النظر في كيفية تفعيل اتفاقية الشراكة السورية ـ الأوروبية التي وقعت بالأحرف الأولى عام 2004 لكنها «جمدت» منذ ذلك الحين بسبب ضغوط سياسية ودبلوماسية فرنسية على شركاء باريس الأوروبيين. أما المحور الثاني فتركز على إعادة الدفء للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين والعودة إلى الاستفادة من المساعدة المالية والتقنية والإدارية الفرنسية لسورية وأخيرا السعي إلى تحفيز القطاع الخاص الفرنسي للاستثمار في سورية. وأبرز ما تحقق على هذا الصعيد الوصول إلى اتفاق لإرسال فريق من الوكالة الفرنسية للتنمية الى دمشق في أغسطس(آب) المقبل لدرس الاحتياجات السورية وتطوير المنظمة التشريعية السورية والاتفاق على تطوير التعاون في قطاع تأهيل الكوادر الإدارية السورية وتوسيع التعاون مع المدرسة العليا للإدارة، التي تعمل بإشراف فرنسي، وإعادة العلاقة مع شركة توتال النفطية عبر إقامة شركة مختلطة تعمل في سورية وخارجها. وأخيرا بحث الدردري مع شركات «إيرباص» و«ألستوم» و«لافارج» و«فانسي» وشركات أخرى احتياجات سورية والفرص المتاحة والعقود التي يمكن تحضيرها لتوقع خلال زيارة ساركوزي الى دمشق.

وقال الدردري إن «القاعدة الاقتصادية للعلاقة الاستراتيجية أصبحت جاهزة» وإن الأرضية أصبحت متوافرة لنجاح زيارة الرئيس الفرنسي، سياسيا واقتصاديا»، مضيفا أن التعاون الثنائي السوري ـ الفرنسي «سيخدم مسألة الاستقرار والسلام والازدهار الاقتصادي» في المنطقة.

وأفاد نائب رئيس الوزراء السوري بأنه في المجال الاقتصادي «لم يسمع» بوجود رابط ما بين تطوير العلاقات الاقتصادية السورية ـ الفرنسية وبين المسائل الإقليمية مثل الموضوع اللبناني. غير أنه استطرد قائلا إن هذا «لا يعني أنه في المسائل السياسية لا تؤخذ المواضيع الإقليمية بعين الاعتبار»، مضيفا أن فرنسا وسورية «تلعب كل منهما دورا مهما كل في منطقته وفي العالم».

وقال مصدر سوري إن الاجتماع بين الدردري وغيان «تم في أجواء جيدة» وأن غيان «متحمس» للعلاقة الجديدة بين باريس ودمشق. ويعد غيان أحد ابرز المشجعين على الانفتاح على سورية التي يعرف مسؤوليها الأمنيين منذ أن كان مديرا لمكتب ساركوزي أيام كان الأخير وزيرا للداخلية. وبحسب هذا المصدر، فإنه «إذا كانت فرنسا تبحث عن شريك قوي في المنطقة فليس أمامها سوى سورية».