أميركا تطلق في بغداد برنامج منح التأشيرات للعاملين والمتعاونين معها

وزير الداخلية الألماني يتراجع عن مقترحه بتسهيل لجوء مسيحيي العراق

TT

أطلقت السفارة الأميركية ببغداد امس برنامج منح تأشيرات هجرة خاصة للموظفين العراقيين، الذين تعرضوا للتهديد نتيجة عملهم مع أو نيابة عن حكومة الولايات المتحدة في العراق. وهذا البرنامج الذي تم تشريعه في يونيو (حزيران) 2008 تحت عنوان «صفة مهاجر خاصة لعراقيين معينين» يوفر 5000 تأشيرة كل سنة وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة.

وقال رايان كروكر، السفير الاميركي في بغداد، انه «مع إطلاق برنامج منح تأشيرات الهجرة الخاصة، نكون قد خطونا خطوة مهمة باتجاه الايفاء بالتزاماتنا بتوفير ملاذ آمن للعراقيين الشجعان، الذين خاطروا بحياتهم لخدمة الولايات المتحدة والعراق الحر». وأوضح البيان ان «المتقدمين الأساسيين لهذا البرنامج يجب أن يكونوا من حاملي الجنسية العراقية، وأن يكونوا موظفين لدى حكومة الولايات المتحدة، وذوي سجل خدمة جيد، أو أن يكونوا عاملين نيابة عن حكومة الولايات المتحدة ولمدة لا تقل عن سنة منذ 20 مارس (آذار) 2003، وأن يكونوا قد واجهوا أو لا يزالون يواجهون تهديدا خطراً نتيجة عملهم مع حكومة الولايات المتحدة». واكدت السفارة ان «التشريع الذي أصدر هذا البرنامج قام بإقرار مخصصات إعادة توطين للحاصلين على التأشيرات، مشابهة لما يتسلمه اللاجئون، وهذه المخصصات تشمل مخصصات النقل (حيث يوقع المتسلم على تعهد بإعادة دفع أجور الرحلة الجوية في ما بعد) الى الولايات المتحدة، مخصصات سكن، مخصصات علاج، إضافة الى الإدراج ضمن برامج أخرى لفترة أقصاها ثمانية أشهر لمساعدة المهاجر الجديد على الاستقرار في الولايات المتحدة». وحول الزوجات والأزواج والأطفال للمتقدم الأساسي قال البيان ان «بإمكانهم الحصول على تأشيرة الهجرة، من دون أن تحتسب من الـ5000 تأشيرة المخصصة للسنة الواحدة. والعراقيون الذين عملوا مع المتعاقدين الخاصين لصالح حكومة الولايات المتحدة بإمكانهم أيضاً التقديم لهذا البرنامج». من ناحية ثانية، ذكر وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبلة أنه سيطرح على زملائه الأوروبيين، في اجتماع وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي، تأجيل بحث التسهيلات التي اقترحها لقبول لجوء المسيحيين العراقيين في بلدان الاتحاد. وقال الوزير أمس، إنه يتراجع عن مقترحه السابق استجابة لطلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وأكد شويبلة أنه سيراقب تطورات الأمور على الساحة العراقية عن كثب، وفق تقارير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأنه سينظر في القرار مجددا قبل الاجتماع القادم لوزراء داخلية دول الاتحاد في سبتمبر (ايلول) القادم في العاصمة البلجيكية بروكسل.

وكان المالكي قد عبر الثلاثاء الماضي عن أمله في أن تحدد ألمانيا قبول اللاجئين العراقيين، وألا تفتح أبواب اللجوء أمام المسيحيين. وقال المالكي لصحيفة «زود دويتشة»، إن مسيحيي العراق، بثقافتهم وتحصيلهم العلمي وتاريخهم، مهمون جدا في عملية المصالحة وإعادة اعمار العراق. كما كان موضوع اللاجئين العراقيين، ومقترح الوزير وشويبلة حول مسيحيي العراق، على طاولة البحث مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أثناء زيارة المالكي لبرلين الثلاثاء الماضي.

وعلى صعيد ذي صلة نفى النائب يونادم كنة استهداف المسيحيين فقط في المناوشات الطائفية في العراق، ونفى النائب العراقي المسيحي لتلفزيون «في دي ار» الألماني وجود تصفية عرقية في العراق تهدد المسيحيين. وإذ شكر كنه السياسيين الألمان على موقفهم من مسيحيي العراق، فإنه انتقد مقترح فتح ابواب أوروبا للمسيحيين، وقال إن أوروبا علمانية وينبغي ألا تعير انتباها لهوية الناس الدينية.