شولت لـ«الشرق الاوسط»: عرض الحوافز بداية تطبيع العلاقات.. إذا وافقت طهران

مندوب واشنطن للوكالة الدولية للطاقة الذرية لفت إلى «دروس من التجربة الليبية»

غريغوري شولت («الشرق الاوسط»)
TT

شدد السفير الاميركي للوكالة الدولية للطاقة الذرية غريغوري شولت على اهمية الحوافز المقدمة لإيران وجدية الولايات المتحدة في عرضها الحوار بناء على تجميد طهران نشاطها النووي. وقال شولت في لقاء مع «الشرق الاوسط»: «هناك دروس يمكن تعلمها من التجربة الليبية لأن جزءا من الاسباب التي ادت الى تخلي الليبيين عن قابليتها النووية لانهم كشفوا وفرضت عقوبات عليهم وعزلوا سياسياََ واقتصادياً لفترة طويلة وقرروا الخروج من ذلك»، مضيفاً: «ليبيا اعطيت فرصة لبدء تطبيع علاقاتها مع باقي العالم وكانت الولايات المتحدة مستعدة للمشاركة مع اخرين في الحديث مع الليبيين». وتابع: «كل هذه العوامل تنطبق على ايران ولكن بالطبع العقوبات فرضت على ليبيا لوقت طويل واحتاج الامر الى عملية مستدامة لتحقيق ما حقق». ولكنه اردف قائلاً ان هناك فوارق اخرى في ما يخص ايران، موضحاً: «تدخلهم في العراق ولبنان وجهودهم لمنع عملية السلام في الشرق الاوسط، يجعل من الاصعب عرض مسار لتطبيع العلاقات لايران ولكن العرض من الدول الست (لايران) بداية لهذا المسار اذا كانت ايران مستعدة لاتخاذ خطوات على الجانب الايراني». وتعتمد احتمالات تطبيع العلاقات مع ايران على ملفها النووي، الذي كان لقاء جنيف الاسبوع الماضي بين منسق العلاقات الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وممثلي الدول الست الكبرى والمفاوض الايراني للملف النووي سعيد جليلي يبحثه. وكرر شولت موقف بلاده ازاء احباطها من اللقاء، قائلاً: «بصراحة احبطنا من اللقاء، كنا نأمل ان يأتي الدكتور جليلي باجابة جدية» على سلة الحوافز المعروضة على ايران مقابل تجميد وقف التخصيب. واضاف: «على العكس، جاء بنقاش حول تاريخ ايران وثقافتها ولم يقترح اتخاذ اية خطوات تدخلنا في المفاوضات حيث يمكن لهم معالجة القلق الجدي لدى العالم حول طبيعة برنامجهم النووي». وتابع: «الدكتور سولانا منح ايران اسبوعين للعودة برد جدي، وهو ما نأمل به». وشدد شولت على ان مشاركة وكيل وزير الخارجية الاميركي ويليام بيرنز في الاجتماع كان مهماً، قائلاً: «ارسلنا اشارة مهمة بمشاركة وكيل وزير الخارجية بيرنز في الاجتماع، (الهدف من) حضوره كان ليوضح لايران بأننا مستعدون لخوض المفاوضات في حال علقوا (الايرانيون) نشاطهم لتخصيب اليورانيوم». واضاف انه في حال حصل ذلك: «سيحضر هو، وحتى وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس عرضت حضورها في بداية المفاوضات اذا علقوا» التخصيب. وتابع: «وجوده شدد على هذه الرسالة ولكن ايضاً عززت وحدة الدول (الدائمة العضوية في مجلس الامن) الخمسة زائد واحد»، أي المانيا. وأكد شولت على ان مشاركة بيرنز كانت صائبة في الاجتماع لانها دعمت هذه الرسالة، قائلاً: «كانت خطوة صائبة... ولكن هذه اشارة لمرة واحدة، لن يعود» لطاولة المفاوضات مع ايران. واضاف: «كنا هناك لاستلام الرد الاولي، ولكنه لم يكن جديا فالآن على الدكتور سولانا اللقاء معهم». يذكر ان بيرنز كان مساعد وزير الخارجية الاميركي وفاوض الليبيين على التخلي عن ملفها النووي، مما قد يساعده في التعامل مع الملف الايراني. وقال شولت: «نحاول اقناع ايران مثلما اقتنع (الزعيم الليبي) معمر القذافي في النهاية ان التعاون والانفتاح افضل من التعنت والعزلة». وحول تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة لتحديد موعد زمني للرد الايراني، اكتفى شولت بالقول: «لقد عبر سولانا باجتماعات مغلقة وعلناً ان لدى الايرانيين اسبوعين للرد».

وأضاف: «في حال رفض الايرانيين فعل شيء، ستبقى العقوبات الحالية ومع الزمن ستزيد»، موضحاً: «على ايران ان تفهم ان المسارين جاريان، عرض المفاوضات ولكن لا يمكن استخدام ذلك للمماطلة، فمسار العقوبات سيبقى اذا لم يعلقوا» التخصيب. ورداً على تصريح نائب الرئيس الايراني رضا اغا زاده ايضا عن الهيئة النووية الايرانية اثر لقاء في فيينا مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بأن بلاده تعتبر ان الحديث حول برنامج ايران النووي اغلق، قال شولت: «هذا امر يثير قلقاً جدياً... ومازالت الوكالة الدولية تضغط على ايران للتعاطي مع تساؤلاتها حول هذا الملف».