أبو مازن في القاهرة للاتفاق على موعد توزيع الدعوات للحوار

يصل إلى مصر مساء غد في طريقه إلى تونس لحضور مؤتمر الحزب الحاكم هناك

TT

قال مصدر فلسطيني مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) للقاهرة مساء غد تستهدف تحديد موعد ارسال الدعوات لجلسات الحوار الوطني. وأشار المصدر الى أن مصر قررت الدخول بثقلها من اجل تحقيق انطلاقة في هذا الملف عقب تأكدها من أن بقاء حالة الانقسام تؤثر سلباً على الأمن القومي المصري. ومن القاهرة، ينطلق ابو مازن الى تونس لحضور مؤتمر الحزب الحاكم هناك. واوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن زيارة ابو مازن تأتي بعد نجاح جهود لجنة الحوار والمصالحة التي تشكلت من قيادات وشخصيات فلسطينية، في تقليص فجوة الخلافات بين فتح وحماس بشأن أجندة الحوار، وطابعه. وأبدى المصدر تفاؤله إزاء فرص التئام الحوار الوطني قريباً، مشيرا الى أن ابو مازن بات «أقل إصراراً» على مواقفه السابقة. يذكر أن ابو مازن كان يصر على أن يتناول الحوارُ سبل تطبيق بنود ما جاء في المبادرة اليمنية، وليس التفاوض حول هذه البنود، الى جانب اصراره على الطابع الشمولي للحوار، وليس الثنائي الذي ينحصر بين فتح وحماس. من ناحية ثانية، تشكلت في الضفة الغربية لجنة من شخصيات سياسية لدفع الحوار الوطني قدماً. وعلمت «الشرق الاوسط» أن من بين اعضاء اللجنة وزراء سابقين من امثال عزمي الشعيبي وغسان الخطيب، وناصر الدين الشاعر، وممدوح العكر القيادي في فتح. وستعمل اللجنة الجديدة بالتنسيق مع لجنة الحوار التي تواصل عملها في غزة. وأكد أحد اعضاء لجنة الحوار الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الاوسط» أن الهدف الرئيسي للجنتين هو اقناع فتح وحماس بالموافقة على تشكيل هيئة وطنية من نواب بالتشريعي وممثلي الفصائل وشخصيات مستقلة لتحديد أجندة الحوار وأولوياته وآلياته ومرجعياته. واكد أن اعضاء اللجنتين متفقون على ضرورة أن ينصب الحوار في البداية على تشكيل حكومة توافق وطني، على اعتبار أن الاتفاق على هذه القضية سيسمح بإزالة الكثير من العقبات التي قد تعيق الاتفاق على القضايا الخلافية الأخرى. واشار الى أن من ضمن المقترحات المتبلورة تشكيل لجان فرعية تبحث قضايا الحوار، مثل اعادة بناء منظمة التحرير واعادة صياغة الأجهزة الامنية. من جانبه، دعا غازي حمد، المسؤول عن العلاقات مع الفصائل الفلسطينية بديوان رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية، إلى أن أي حوار لن يكتب له النجاح في حال ركز على قضية عارضة بحد ذاتها، معتبراً أن حوارات الماضي كانت «عض اصابع تنقصها الرغبة والجدية والنية الصادقة». وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط» قال حمد إن أيَّ حوار يجب ان يجري على أساس بناء الثقة بين الجانبين، واعادة النظر في التربية الحزبية وتصحيح الخطاب الاعلامي ونشر ثقافة وطنية تقوم على التعايش والتسامح وتكامل البرامج. وشدد على اهمية اعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة المشاركة وتحقيق المصالح الوطنية بحيث تكون هناك سلطة قوية وقادرة وتعمل ضمن النظام والقانون.

وفي القاهرة، قال نبيل عمرو، السفير الفلسطيني، «إن الرئيس عباس سيبحث مع الرئيس (حسني) مبارك آخر ما وصلت إليه المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية حول القضايا الست الخاصة بالمرحلة النهائية لعملية السلام لتنسيق المواقف، خاصة قبيل الاجتماع الثلاثى (الأميركي ـ الإسرائيلي ـ الفلسطيني) الذي سيُعقد بواشنطن في 30 يوليو (تموز) الحالي». وأضاف عمرو أن أبو مازن سيطلع مبارك أيضا على نتائج اجتماعاته الأخيرة مع الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس وتونى بلير، مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام فى الشرق الأوسط، والمرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما. وأشار إلى أن أبو مازن سيبحث مع مبارك جهود مصر لفك الحصار وتثبيت التهدئة في قطاع غزة ومساعيها لتوحيد الصف الفلسطيني والتفاصيل الدقيقة للحوار الوطني الفلسطيني الذي سترعاه وتستضيفه مصر قريباً من أجل إنهاء حالة الانقسام السياسي والجغرافي التي تشهدها الاراضي الفلسطينية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية.