المليجي: عاكف يوزع صكوك الغفران.. والجماعة ليس فيها رهبان

الحديث عن عودة «التنظيم الخاص» بالإخوان يثير جدلا حادا داخل الجماعة وحبيب ينفي

TT

فجر الحديث عن عودة «التنظيم الخاص» بجماعة الإخوان المسلمين بمصر، جدلاً حاداً وأظهر وجود خلاف بين قيادات الجماعة وبعضهم البعض، وبين العديد من الباحثين والمهتمين بشأن تطورات حركة الجماعة المحظورة قانوناً في البلاد، التي تستحوذ في ذات الوقت على 86 مقعداً بمجلس الشعب.

وأكد الدكتور عبد الستار المليجي عضو مجلس شورى الجماعة، عودة ذلك التنظيم عن طريق بعض القيادات يتزعمهم محمود عزت الأمين العام الحالي للجماعة، ومحمود غزلان، وصبري عرفة القياديين بالجماعة.

وبينما نفت قيادات عديدة بالجماعة عودة «التنظيم الخاص»، قالت في تصريحات لها «إن الجماعة تعمل بشفافية تامة ولها جمهورها الذي مكنها من الاستحواذ على 88 مقعداً بمجلس الشعب قبل أن يصبحوا 86 إثر فصل أحدهم، وإبطال عضوية آخر»، لكن المليجي في المقابل جدد اتهامه للمجموعة ذاتها (عزت وغزلان وعرفة) بتكوين التنظيم الخاص، شارحاً لـ «الشرق الأوسط» وضع ما قال إنه «التنظيم الخاص» بجماعة الإخوان المسلمين، وقال «إن هذا التنظيم يصر على الذهاب بالجماعة إلى صدام مع السلطة، والأمن». وتعقيباً على ما قاله لنا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف من «أن المليجي ليس منا وأنه فصل نفسه من الإخوان» قال المليجي «أنا من الإخوان وسأبقى أدافع عن ثوابت الإخوان وأحافظ عليها، فكراً وأفراداً، أما إذا كان يقصد أنني لست من «التنظيم السري الخاص»، فأنا بالفعل لست منه واعترض على وجوده، وأؤكد هنا أن جماعة الإخوان ليست على خطأ بل التنظيم السري هو الذي على خطأ، وقد تبرأ منه الإمام الشهيد حسن البنا (مؤسس الجماعة)، حين قال عن أفراده «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين».

وأضاف عضو مجلس شورى الجماعة نافياً أن يكون قد فجر فتنةً داخل الجماعة، وقال «أنا أدعو إلى جمعية خيرية.. هل في هذا فتنة؟ إن كلام عاكف هو الذي يسبب الفتنة، ومن شأنه أن يؤجج النار في نفوس الإخوان ويخيفهم من التعامل مع القانون العام للدولة».

وتابع المليجي معلقاً «إن المرشد العام يبدو كمن يوزع «صكوك الغفران» على أعضاء الإخوان رغم أن الجماعة ليس بها قساوسة ولا رهباناً». واختتم المليجي تصريحات لـ «الشرق الأوسط» قائلاً «نريد حواراً مستنيراً وموضوعياً داخل الجماعة»، وأشار إلى أن ما يقوله الآن في الإعلام سبق أن قاله على مدى 20 عاماً داخل الجماعة.

وتعليقاً على تصريحات المليجي قال الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للجماعة الإخوان المسلمين لـ «الشرق الأوسط»: «كل هذا الكلام غير صحيح، ولا أساس له من الصحة، ومرفوض شكلاً وموضوعاً، ولا يوجد في جماعة الإخوان المسلمين ما يسمى بـ«التمنظيم السري»، فضلاً عن أن الأستاذ المرشد العام، موجود على رأس مكتب الإرشاد ويُعْرَض عليه ما يجري داخل الجماعة، ويقوم بمهامه على الوجه الأكمل، كما أن هناك مؤسسات للجماعة، وله ـ أي للمليجي ـ أن يسلك السبيل الصحيح، فيما يعّن له من أفكار، أو أطروحات». واضاف حبيب «الجماعة لها فكرها، ومنهجها، ولها وسائلها، وأساليبها في العمل، فضلاً عن المؤسسات الخاصة بها، والشورى التي يتم من خلالها اتخاذ أي موقف من المواقف».

ووفقاً لعمرو الشوبكي الباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الأهرام، المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية فإن «التنظيم الخاص» داخل جماعة الإخوان المسلمين يعود إلى نهاية الثلاثينيات من القرن الماضي (حين تم تحويل لجنة النظام داخل الجماعة، التي كانت مكلفة بحماية مؤتمراتها الجماهيرية، إلى تنظيم له هيكله الخاص داخل الجماعة، ونفذ عناصر هذا التنظيم عمليات مسلحة واغتيالات على الساحة السياسية أبرزها اغتيال النقراشي باشا رئيس وزراء مصر، والقاضي أحمد الخازندار)، كما شارك أفراد التنظيم الخاص في حرب فلسطين، ثم عادوا منها ليواجهوا النظام الملكي باعتباره «العدو القريب»، لكن تم حل التنظيم بعد ذلك، وأعيد تأسيسه بعد ثورة يوليو (تموز)، ليقوم أفراده لاحقاً بمحاولة اغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954، لتبدأ حملة اعتقالات منظمة تنتهي بدخول كل أفراد التنظيم السجون، ولتنتهي أسطورة ذلك التنظيم الداخلي بجماعة الإخوان المسلمين مع منتصف الخمسينيات».

وبحسب الدكتور عبد الستار المليجي فإن التنظيم السري الخاص عاد إلى التكوين في الجماعة بعد عام 1987 أي بعد نحو 22 عاماً.