اعتقال مرتكبي قتلة وسارق تاجر مجوهرات قبطي

الكنيسة تؤكد أن أبعاد الحادث طائفية

TT

بعد 24 ساعة من مقتل تاجر مجوهرات قبطي وسرقة محله بمحافظة كفر الشيخ بالدلتا (شمال مصر)، اعتقلت الشرطة المصرية أمس شخصين قالت إنهما مرتكبا الجريمة التي تمت بغرض السرقة لتخمد بذلك أحداثا طائفية قبل أن تبدأ.

إلا أن مصدرا كنسيا رفض ما أعلنته الشرطة مؤكدا أنها أحداث طائفية، بينما أمر البابا شنودة بابا الأقباط الأرثوذكس بتأجيل مؤتمر صحافي كان الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي قد أعلن عنه امس لإعلان ما أسماه وقائع اضطهاد رهبان دير أبوفانا بمدينة ملوي بمحافظة المنيا (جنوب مصر).

وقالت وزارة الداخلية في بيان لها أمس «أن أجهزتها تمكنت من اعتقال أيمن السعيد متولي حسن، ومحمد علي محمد مليكة، بعد أن أظهرت التحريات أنهما وراء مقتل تاجر المجوهرات القبطي منير فائق ونيس في محله. واضاف البيان ـ المنسوب لمصدر أمني ـ ان اعترافات المتهمين أظهرت أن الحادث تم بدافع السرقة، ولا أبعاد طائفية له. وأقر المتهمان بأنهما يمران بضائقة مالية، فخططا لسرقة متجر مجوهرات آخر مملوك لتاجر يدعى محمد أبو شعيشع بكفر الشيخ، إلا أنهما فشلا بسبب صعوبة تنفيذ جريمتهما خاصة مع تواجد نجله معه، فقررا مهاجمة محل «نيو جولد» لبعده النسبي عن مناطق الكثافة السكانية وقتلا صاحبه منير فائق ونيس، وسرقا 2.266 كيلو جرام من الذهب ولاذا بالفرار في سيارة استأجراها من أحد معارض السيارات.

يأتي ذلك فيما لم يتم التوصل لمرتكبي حادث الهجوم على محل مجوهرات مملوك لقبطي بحي الزيتون بالقاهرة، الذي أدى لمقتل أربعة أقباط بينهم صاحب المحل مكرم عازر.

الى ذلك رفض الأنبا مرقص رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة القبطية بيان وزارة الداخلية المصرية، قائلا لـ«الشرق الأوسط» «أنا أرفض ما جاء في البيان تماما، وإذا كان الأمر بدافع السرقة فلماذا يسرقون التجار الأقباط فقط، ألا يوجد تجار ذهب مسلمون.. الأمر واضح وضوح الشمس هذه المرة.. إنها جريمة بغرض طائفي».

إلى ذلك، قررت مطرانية ملوي تأجيل مؤتمر صحافي كان الأنبا ديمتريوس قد دعا لعقده أمس لشرح وجهة نظر الكنيسة في أحداث دير أبوفانا إلى حين عودة البابا شنودة الثالث بابا الأقباط الأرثوذكس من رحلته العلاجية الحالية بأميركا.

وكانت اشتباكات مسلحة قد وقعت بين رهبان الدير وبدو مسلمين على خلفية نزاعات بين الطرفين على ملكية أرض مملوكة للدولة، مما أسفر عن مقتل شاب مسلم وإصابة سبعة رهبان. وقال القس بولا المتحدث باسم دير أبو فانا لـ«الشرق الأوسط» «البابا شنودة استدعى الأنبا ديمتريوس بشكل مفاجئ لأميركا، وقرر تأجيل المؤتمر لحين عودته من رحلته العلاجية منتصف الشهر المقبل».

وأضاف بولا «سبب تأجيل المؤتمر هو أننا شعرنا أن هناك نية من قبل الحكومة في تقديم حلول جادة للأزمة، فرأى البابا شنودة إتاحة الفرصة للحلول قبل عقد المؤتمر الصحافي، الذي تم نقل مكان انعقاده من مطرانية ملوي إلى الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة».