غوانتانامو: سائق بن لادن ينسحب من المحكمة احتجاجا على عرض شريط فيديو استجوابه

شاهد الادعاء نقل عن حمدان سعادة زعيم «القاعدة» بعدد قتلى هجمات سبتمبر

سالم حمدان خلال مثوله أمام المحكمة العسكرية في غوانتانامو.. والصورة من رسم الفنانة جانيت هاملن التي حضرت وقائع الجلسة أمس (رويترز)
TT

غادر سالم حمدان السائق السابق لاسامة بن لادن، اول من امس قاعة المحكمة العسكرية في غوانتانامو، احتجاجا على بث شريط فيديو عن استجوابه الاول أواخر 2001، الذي قدمه الادعاء. وقال حمدان ردا على سؤال عن انسحابه طرحه رئيس المحكمة العسكرية الاستثنائية في غوانتانامو كيث جي. الريد: «عندما اكون هنا، يستطيع المحامون ان يتحدثوا، وعندما لا اكون هنا، فانهم لا يستطيعون ان يتحدثوا». وقال احد محاميه انه لا يرغب في مشاهدة شريط الفيديو هذا. وشدد الاميرال الريد على القول: «سنستمر في مشاهدة شريط الفيديو هذا لانه دليل». ويظهر شريط الفيديو حمدان الذي كان بلحية كثة في ذاك الحين، بعد يومين من اعتقاله في افغانستان في نوفمبر (تشرين الثاني) 2001، مكبل اليدين وتحت حراسة مسلحة.

وقال حمدان عن القاعدة في الشريط الذي يضم ترجمة ردا على مستجوبه الواقف وراء الكاميرا: «لم اتعامل معهم». وكانت دائرة من الضوء تتحرك على وجه حمدان وجسده وتكسر ظلام الغرفة ذات الجدران الخشنة. وانكر حمدان كذلك امتلاكه لصاروخين أرض جو، وجدا في السيارة التي كان يقودها، عندما تم القبض عليه في نوفمبر 2001. وقال ان السلاح مملوك لصاحب السيارة. وأظهر الشريط حمدان في جلستين للاستجواب، وكان دائما جالسا على الارض وفي أوقات كانت يداه مكبلتين، وفي أوقات أخرى بدا انه يدلك ساقيه متألما. وفي نهاية كل جلسة كان حراس يغطون وجهه بكيس من القماش ويقتادونه.

وخلال هذا الحوار، غالبا ما رفع حمدان صوته من غير ان يبدو قلقا. وقال «انتم لا تصدقونني، ولماذا اكذب؟ انا معتقل الان، وتستطيعون القيام بكل ما تريدون». وعلى شريط فيديو ثان كانت الصورة فيه قليلة الوضوح ايضا، عن استجواب متأخر، يبدو حمدان طليق اليدين ويشكو من ألم في كاحله، ومرهقا، وقد تبدلت نبرته. فمن الاجوبة السريعة، انتقل الى الاجوبة البطيئة جدا المتعبة والساخرة احيانا. وخلال هذا الاستجواب الثاني الذي اجري في تاريخ غير معروف، يكشف حمدان من تلقاء نفسه اسم صاحب السيارة وينظر مذعورا الى المحقق. وتوقف عن الثرثرة لكنه تثاءب طويلا حتى اعتراه النعاس، وكان ضوء موجها الى وجهه.

وفي هذه اللحظة طرح عليه سؤال «أين تقع مكاتب القاعدة في قندهار؟»، ثم سؤال آخر «أين هو محمد عمر (زعيم طالبان المخلوع) في الوقت الراهن؟». وكرر المتهم قوله «لا افهم سؤالكم»، و«ما معنى سؤالكم»، ثم قال انه تناهى الى مسمعه ان الملا محمد عمر يملك بيتا كبيرا، وانه سمع حديثا عن معسكرات تدريب للقاعدة لم يطأها ابدا. وألقى شريط الفيديو ومدته ساعتان، الذي تم تصويره بعد فترة وجيزة من احتجازه في افغانستان، الضوء على محاكمة حمدان في اتهامات بالارهاب أمام لجنة عسكرية اميركية.

وحمدان وهو يمني وأب لطفلين وتعلم حتى الصف الرابع الابتدائي، هو اول سجين بغوانتانامو يواجه محاكمة امام اللجنة العسكرية المثيرة للجدل في القاعدة النائية في كوبا. وسيواجه عقوبة السجن مدى الحياة اذا ادين. وفي شهادة سابقة اول من أمس، قال أحد المحققين معه، ان حمدان سمع مصادفة بن لادن يقول انه سعيد بعدد القتلى في هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، وانه يعتقد ان الطائرة المختطفة التي سقطت في بنسلفانيا اسقطت. وقال علي صوفان وهو عميل سابق بمكتب التحقيقات الاتحادي: «بن لادن كان سعيدا بالنتائج، حمدان سمع بن لادن يقول انه لم يتوقع ان تكون العملية بهذا النجاح... كان يعتقد ان ما بين الف و1500 سيهلكون لذا فقد كان سعيدا بالنتائج». وابلغ صوفان هيئة المحلفين التي تضم ستة أعضاء في اليوم الثالث من المحاكمة: «كان يعتقد أن ألفا أو1500 سيقتلون، لذلك كان سعيدا بالنتائج». وقصد صوفان أن يدعم بالدليل الذي ساقه دعوى ممثلي الادعاء في اللجنة العسكرية بخليج غوانتانامو بأن السائق سليم حمدان كان قريبا من قيادة القاعدة. كما قال صوفان ان حمدان ابلغه بمحادثة سمعها عندما كان يقود سيارة تقل بن لادن ونائبه ايمن الظواهري بعد الهجمات التي قتل فيها نحو ثلاثة الاف شخص في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا. وقال صوفان ان الرجلين كانا يقرآن مجلة وصفت المسارات الجوية لطائرات 11 سبتمبر المخطوفة.

واوضح صوفان ان بن لادن قال للظواهري طبقا لرواية حمدان: لو لم يسقطوا هذه الطائرة الرابعة لكانت قد اصابت القبة. واضاف صوفان اعتقد ان القبة تعني، إما الكونغرس أو البيت الابيض. وقال حمدان انه لا يعرف ماذا يقصدان بالقبة». وسقطت طائرة شركة يونايتيد ايرلاينز في الرحلة 93 في حقل ببنسلفانيا. ولم يقل مسؤولون اميركيون ابدا انها اسقطت لكن كانت هناك تكنهات بشأن هذا الطرح في ذلك الوقت. وقال صوفان في وصفه للعلاقة بين السائق وزعيم القاعدة، ان بن لادن اعطى حمدان بعض النصائح المتعلقة بالزواج، حيث اقترح عليه العودة الى اليمن واختيار امرأة من اسرة تقية متدينة، وعندما عاد حمدان بزوجة اقام بن لادن له احتفالا. واضاف: انه يظهر علاقة وثيقة وألفة. ويحاكم حمدان امام لجنة عسكرية تحاكم المشتبه في انهم ارهابيون، انشأتها ادارة بوش بعد هجمات 11 سبتمبر. وستقرر هيئة محلفين من ضباط عسكريين اميركيين يشنون الحرب على الارهاب ما اذا كان بريئا او مذنبا.

وتمكن حمدان من التعرف على صور بعض كبار قادة القاعدة، وعلى مفجر انتحاري ضرب المدمرة الاميركية كول الموجهة بالصواريخ في اليمن في عام 2000. وعرض ممثلو الادعاء لهيئة المحلفين سلسلة من لقطات الفيديو والصور. وتعرف صوفان على بن لادن وحمدان وهما يقفان معا. وفي احدى الصور كان حمدان يمسك ببندقية آلية. وتساءل ممثل الادعاء جون ميرفي: «من يمكن ان يكون بهذا القرب من بن لادن، فرد صوفان بالقول اشخاص يأتمنهم..على حياته في ما يبدو». واوضح صوفان أن حمدان كان مقربا للغاية من قائد التنظيم، لدرجة انه أقام وليمة احتفالا بزفاف السائق. وقال علي صوفان أمام المحكمة «بالتأكيد كان بن لادن يثق بحمدان ويأتمنه على حياته». واستجوب صوفان الذي شارك في التحقيقات الخاصة بحادث تفجير المدمرة «يو اس اس كول» عام 2000 وتفجيرات عام 1998 لسفارتي الولايات المتحدة في نيروبي (كينيا) ودار السلام (تنزانيا)، حمدان مرتين بعد نقله إلى غوانتانامو.