سيف الإسلام القذافي يدافع عن اللجان الثورية وينفي تدخلها بالحكم

أكد إجراء مفاوضات تعويضات بين مسؤولين ليبيين وأميركيين في الإمارات

ليبيون يحملون صور القذافى في مظاهرة احتجاجية خارج السفارة السويسريه في طرابلس في 23 يوليو 2008 احتجاجا على اعتقال ابن الزعيم وزوجته في جنيف في الاسبوع الماضي (أ. ف. ب)
TT

دافع المهندس سيف الإسلام، النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، عن حركة اللجان الثورية المتشددة والتي تعتبر العمود الفقري للنظام الجماهيري الذي دشنه العقيد معمر القذافي في ليبيا اعتبارا من عام 1977.

ونفى نجل القذافي في خطاب مطول بثه التلفزيون الرسمي الليبي الليلة قبل الماضية، ما وصفه بالشائعات التي تزعم وجود أي دور لهذه اللجان للتدخل في شؤون الحكم في ليبيا ولم يستبعد اختفاءها من المشهد السياسي الليبي، كما نفى تسلط الأجهزة الأمنية في ليبيا، مشيدا بنزاهة القضاء الليبي.

ووصف سيف الإسلام ما يتم تداوله حول اللجان الثورية وأن لديها مليشيات تضرب وتمارس الإرهاب أو أن أعضاءها يتولون المناصب المهمة، بقوله «هذا الحديث أصبح ضربا من الخرافة (..) هذا كلام فارغ».

وكشف نجل القذافي للمرة الأولى عن قيام السلطات الليبية بسحب أسلحة معظم عناصر حركة اللجان الثورية، وقال «حتى أعضاء ومؤسسو حركة اللجان الثورية ومؤسسو الحرس الثوري شكوا لي وقالوا سلاحنا أخذوه».

وفى إشادة نادرة بمؤسسات الدولة الليبية خلافا للانتقادات الحادة واللاذعة التي اعتاد توجيهها إليها، أثنى سيف الإسلام في حضور عدد من ضباط الأمن العام وجهازي الأمن الداخلي والخارجي (المخابرات) ومن أعضاء النيابات العامة والمحامين ومن أعضاء حركة اللجان الثورية، على تصرفات جهاز الأمن الداخلي الذي أصبح، على حد تعبيره «مفخرة وشرف لليبيا» وكذلك «العمل الذي تقوم به الشرطة والمخابرات والتي أصبحنا نتحدى بها العالم، كما تحدينا منظمة العفو الدولية عندما كذبت في أحد تقاريرها وتحدثت عن وجود إعدامات وتعذيب في ليبيا». وأوضح أن أجهزة الأمن الداخلي والخارجي والأمن العام ساعدت وسهلت معه إجراء عودة الليبيين من الخارج، كما ساهمت معه في إخراج دفعات من السجن في السنوات الماضية.

وأقر نجل القذافي بوقوع مظالم وتجاوزات لحقوق الإنسان في ليبيا، وتساءل عن أسباب العنف والعنف المضاد الذي شهدته البلاد على مدى السنوات الثلاثين الماضية، إلا أنه اعتبر أن هذه التجاوزات والانتهاكات جرت في أجواء معقدة ودقيقة في المحيط الداخلي أو على المستوى العالمي حيث تشكلت بعض الأحزاب مثل حزب البعث والحزب الشيوعي وحركة الإخوان المسلمين والجماعة الليبية المسلحة التي كانت تدار من الخارج لضرب الاستقرار في البلاد، موضحا أن المواجهة بين السلطات والجماعات المتطرفة تمخض عنها وجود محاكم استثنائية وثورية انتقدها بشدة وأكد أن هذه المحاكم انتهت اليوم إلى غير رجعة.

وتطرق سيف الإٍسلام إلى قضية سجن أبو سليم الذي شهد عام 1993 سقوط عشرات القتلى والجرحى اثر تمرد للمعتقلين، مؤكدا أن التحقيقات الأولية الجدية والحقيقية في هذه القضية قد استكملت وأحيلت الملفات للنيابة العامة وستعرف طريقها للمحكمة، وتعهد بأن تكون المحاكمة علنية بحضور أسر الضحايا ووسائل الإعلام والمنظمات الأهلية.

وحول الشأن الخارجي، كشف سيف الإسلام القذافي عن مفاوضات تستضيفها حاليا دولة الإمارات العربية المتحدة بين ليبيا بمشاركة مؤسسة القذافي للتنمية ومسؤولين من إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش بهدف تسوية الملفات العالقة بين البلدين. ورغم أنه كشف أن الولايات المتحدة تريد الحصول على تعويضات إضافية غير تلك التي حصل عليها رعاياها في قضية لوكربي عام 1988، وتخص عشرات الحوادث التي وقعت ضد أهداف ومصالح أميركية، إلا أنه شدد على أن طي هذه الملفات بالكامل لن يتم إلا بالتزامن مع تعويض الليبيين ضحايا الغارة الأميركية التي استهدفت الشعب الليبي في شهر أبريل (نيسان) 1986.

وقال القذافي الابن «الأمريكان قالوا كل هذا الموضوع احضروه في (شكارة) مرة واحدة ولننتهي منها، نحن انهينا القضية الكبيرة لوكربي، لكن عندنا قضايا أخرى، واحد مات هنا، خمسة هناك، قضايا بسيطة، لا تقارن بلوكربي، لكن فيه قضايا أخرى نريد حلها، تعال يا سيف الإسلام واعمل صندوق، نحن لدينا شرط، قلت لا يمكن قفل هذا الملف ما لم يتم تعويض الليبيين الذين ماتوا في الغارة الأميركية».

وأكد أن المؤسسة تبذل جهودا مكثفة لحل قضية المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي المسجون في اسكتلندا في إطار القضية التي عرفت بقضية لوكربي وإعادته إلى ليبيا، وقال «أنا لن أهدأ والمؤسسة لن تهدأ حتى نرجعه لأهله».

كما أعلن عن التوقيع النهائي قريباً على التعويضات الإيطالية للشعب الليبي عن فترة الاستعمار لطي صفحة الاحتلال الإيطالي لليبيا والتي ستبلغ المليارات ومن خلال منح دراسية وطريق ساحلي جديد حديث من الحدود الليبية التونسية إلى الحدود الليبية المصرية إلى جانب موضوع نزع الألغام. معتبرا أن هذا تاريخي «لأنه لم تحدث أن تحصلت دولة من دول الجنوب على اعتذار ويتم تعويضها مما يجعل الدول التي تم استعمارها تأخذ حقها من المستعمر وهو ما سيساهم أيضا في طي هذا الملف لأن ليس من مصلحتنا أن يبقى هذا الملف معلق مع إيطاليا على حد تعبيره.

وتطرق سيف الإسلام القذافي لأول مرة إلى ملف التدخل العسكري الليبي في تشاد، داعيا إلى ضرورة طي هذه الصفحة بين البلدين بشكل ودي وأخوي. ولم يتطرق سيف الاسلام الى الأزمة الراهنة في العلاقات بين ليبيا وسويسرا على خلفية اعتقال الشرطة السويسرية الأسبوع الماضي لشقيقه الأصغر هنيبعل وتوقيفه مع زوجته في مدينة جنيف بتهمة الاعتداء على اثنين من خدمه.