«القاعدة» وابن لادن والظواهري والملا عمر وخالد شيخ .. شباب الـ «فيس بوك» الجدد

أصدقاؤهم حسناوات غربيات وشبان في عمر الزهور

مشاركون باسم قادة «القاعدة» في موقع «الفيس بوك»
TT

لن تجد على الأرجح مستخدما للبريد الإلكتروني إلا وقد وصلته دعوة للاشتراك في موقع «الفيس بوك» إذ انه الشيء الأكثر انتشارا في أيامنا هذه، فهو يمثل الإنترنت بمفهومها التفاعلي ليكون بمثابة «طاقة نور» باعتبارها المتنفس الذي من خلاله يعبر الشخص عن كل ما يعن له، فيجد فيه الملاذ من الواقع الذي بات لا يجد من خلاله قنوات تواصل تفي باحتياجاته، ومن هنا لاقى الموقع نجاحا باهرا، وهو الذي جاء تلبية لاحتياج مارك جوكربيرغ، طالب جامعة هارفارد وصاحب فكرة إنشاء موقع الفيس بوك» في أن يجد طريقة مناسبة للاتصال بزملائه في الجامعة بما يوفر له وقتا وجهدا ويخلق عالما إنسانيا موازيا عبر أجهزة الكومبيوتر.

فسرعان ما لقي الموقع رواجا بين طلبة جامعة هافارد، واكتسب شعبية واسعة بينهم، الأمر الذي شجعه على توسيع قاعدة من يحق لهم الدخول الى الموقع لتشمل طلبة جامعات اخرى او طلبة مدارس ثانوية يسعون الى التعرف على الحياة الجامعية.

واطلق جوكربيرغ موقعه «فيس بوك» عام 2004، وكان له ما اراد واستمر الموقع مقتصرا على طلبة الجامعات والمدارس الثانوية لمدة سنتين. ثم قرر جوكربيرغ ان يخطو خطوة اخرى للأمام، وهي ان يفتح ابواب موقعه امام كل من يرغب في استخدامه، وكانت النتيجة طفرة في عدد مستخدمي الموقع، اذ ارتفع من 12 مليون مستخدم في شهر ديسمبر (كانون الاول) من العام الماضي الى اكثر من40 مليون مستخدم بنهاية عام 2007، يمضون من خلاله نصف حياتهم يتبادلون فيه الأخبار والصور وأحدث لقطات الفيديو. ويعرضون أنفسهم بطريقة أقرب للواقع بما يحقق لهم غرض اشتراكهم في الشبكة الاجتماعية الافتراضية. وعلى موقع الشبكة الاجتماعية ايضا دعوة للتعرف والاقتراب عبر البريد الالكتروني من زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، ونائبه الدكتور ايمن محمد ربيع الظواهري، وخالد شيخ محمد الرجل الثالث في «القاعدة» المحتجز في سجن غوانتاناموا بانتظار مثوله امام محكمة عسكرية. وعلى الموقع ايضا صور تدمير برجي مركز التجارة العالمي مصاحبة لاسم زعيم «القاعدة». من جهته قال الدكتور هاني السباعي، الاسلامي المصري مدير مركز «المقريزي» للدراسات بلندن ان تلك المشاركات هي بدافع السخرية والتهكم من رجال «القاعدة» والتحريض عليهم، وفي الوقت ذاته هي من استدراك السذج الى تلك المواقع. وعلى موقع «فيس بوك» ايضا سبعة مشاركين باسم الملا محمد عمر حاكم حركة طالبان المخلوع، بصورته اليتيمة بعين واحدة، بعمامة طالبان الشهيرة، اما اصدقاء الملا عمر الهارب في الشريط الحدودي فهم حسناوات غربيات وشبان في عمر الزهور. وهناك مشاركة واحدة باسم رمزي ابن الشيبة منسق هجمات سبتمبر المعتقل في معسكر غوانتانامو، ولكن المشارك استخدم خطأ صورة لابي مصعب الزرقاوي زعيم «القاعدة في بلاد الرافدين» الذي عرف باسم أحمد فاضل نزال الخلايله، والذي قتل بصاروخ اميركي يونيو (حزيران) 2006 . وإلى جانب عشرات المجموعات التي أنشأها مستخدمو الموقع، لشتم التنظيم وزعمائه، هناك من سموا أنفسهم بأسماء هؤلاء، وستجد أكثر من عشرة أشخاص يلقبون نفسهم بأسامة بن لادن، وستجد خمسة اسماء تحت قناع وصور أيمن الظواهري، وعلى قائمة أصدقائه أكثر من 200 صديق، من ضمنهم أسامة بن لادن، وهناك ايضا في الموقع الاجتماعي صورة واسم خالد شيخ محمد مهندس هجمات سبتمبر يدعو رواد الانترنت الى الاقتراب منه وصداقته. وليس تنظيم «القاعدة» وحده من يوجد على الموقع، إذ يمكنك أن تجد صفحات كثيرة تحمل معجبين وساخطين على حركات مثل حماس، وحزب الله، وحملات أطلقها مجموعة من الشباب المصري، على «الفيس بوك»، ويسمون أنفسهم شباب الإخوان المسلمين، وتدعو خلايا طلاب الإخوان الإلكترونية، المسلمين في كافة أنحاء العالم وفي مصر إلى العمل على إرجاع الخلافة الإسلامية. ورغم الحملة التي تشنها الولايات المتحدة، ومعظم دول العالم على تنظيم «القاعدة» إلا أن التنظيم وجد على موقع «فيس بوك» بعض المعجبين، إذ عمد مستخدموه إلى تكريس مجموعة باسم الظواهري ومكان اقامته افغانستان، تحوي بعضاً من صوره وصور بن لادن. أما عن اصدقاء الظواهري على الشبكة الاجتماعية فحدّث ولا حرج، حسناوات غربيات وشباب في عمر الزهور، وتحت خانة المعلومات الشخصية عن الظواهري، كتب معجبون: «نرجو اعتباره مسلحاً وخطيراً»، أما بالنسبة لهوايات الرجل، فكتبوا :«إنزال غضب الله على الكفار الغربيين».

اما بالنسبة لـ«القاعدة» فهناك 22 شخصا استخدموا مسميات مختلفة تتراوح من «القاعدة الف» و«بنك القاعدة»، و«اليكس القاعدة» وهو من تورنتو، و«البرت القاعدة»، و«جهاد القاعدة» و«القاعدة ـ جمع المعلومات»، واستخدم المشاركون صورا لمنقبات افغانيات واخرى للرئيس بوش يرتدي عمامة طالبان .