بريطانيا: حزب العمال يخسر مقعدا في غلاسكو حافظ عليه 50 عاما

المعارضة تدعو رئيس الوزراء إلى التنحي.. ووزير في الحزب الحاكم يدعو إلى التوحد خلف القيادة

براون بعد تلقيه خبر خسارة مرشح حزب العمال ومرشح الحزب القومي الاسكتلندي مايسن يلوح بعلم الحزب بعد فوزه (رويترز)
TT

أصيب حزب العمال البريطاني بخيبة كبيرة بعد خسارته المفاجئة في الانتخابات الفرعية لمقعد حافظ عليه لاكثر من خمسين عاما، في أحد أهم معاقله، دائرة شرق غلاسكو في اسكتلندا. وتعتبر هذه الخسارة هي الرابعة التي تصيب حزب العمال الذي يرأسه رئيس الوزراء غوردن براون في أقل من تسعة أسابيع، علما انه كان قد خسر مقعدين في انتخابات فرعية ومقعد عمدة لندن. وخسر حزب العمال المقعد الذي تنحى عنه دايفيد مارشال، نائب ينتمي الى الحزب لاسباب تتعلق بصحته، لصالح الحزب القومي الاسكتلندي الذي يطالب باستقلال اسكتلندا عن بريطانيا وفاز مؤخرا بأغلبية ضئيلة في البرلمان الاسكتلندي. وفاز مرشح الحزب القومي الاسكتلندي جون مايسن على مرشحة حرب العمال مارغريت كوران بفارق 365 صوتا، وحصل على 11277 صوتا مقابل 10912 للمرشحة الخاسرة، علما أنه خلال الانتخابات الاخيرة في هذه الدائرة عام 2005 فاز حزب العمال وحصل على 13507 اصوات. وتعتبر هذه الخسارة شخصية بالنسبة الى براون، كونه اسكتلنديا. وقد وصف المرشح الفائز فوز حزبه بانه «زلزال سياسي»، وقال في احتفال الفوز: «هذا النصر للحزب القومي الاسكتلندي ليس فقط زلزالا سياسيا بل ان قوته تفوق مقياس ريختر. انه نصر ملحمي وتوابعه سيشعر بها الجميع على طول الطريق الي وستمنستر (مقر البرلمان)».

وعلى الرغم من خسارة الحزب لثالث أكثر مقعد كان يعتبر مضمونا له في اسكتلندا، فقد بدا رئيس الوزراء مصرا على الاستمرار في النضال لانتشال حزبه من الغرق قبل الانتخابات المفروض اجراؤها في عام 2010. وقال براون في كلمة ألقاها أمس بعد صدور النتائج إنه سيبدأ العمل لاعادة تحسين صورة حزبه الذي يحكم بريطانيا منذ 11 عاما وبدأت شعبيته تنخفض مع بدء الازمة الاقتصادية.

وأكد براون ان حكومته ستناقش المشاكل التي تثير قلق المواطنين مثل ارتفاع اسعار الوقود وغلاء أسعار المأكولات، وقال: «أنا اعرف ان الناس ينتظرون من الحكومة ان تتصرف عند الضرورة، وانا أؤكد لكم أننا ننظر في كل هذه الامور ونحاول ان نساعد المواطنين على اجتياز هذه الاوقات الصعبة».

ورفض براون مطالب زعيم حزب المحافظين المعارض دايفيد كاميرون بالدعوة الى انتخابات في أقرب وقت ممكن، وقال: «أعتقد أنه ما يتوجب علي فعله هو العمل على الخروج من هذه الازمة الاقتصادية، وهذا ما أفعله». وعزا سبب فوز الحزب القومي الاسكتلندي الى غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار، في منطقة تعتبر من المناطق الفقيرة في بريطانيا. وقال: «ما لن نفعله هو الاختباء من الناس والاوضاع الاقتصادية... علينا ان نستمع الى الخارج ونتواصل مع الناخبين».

واعترف وزير الدفاع ديس براون بأنها كانت «ليلة سيئة» بالنسبة لحزب العمال، ولكنه أصر على ان براون هو الرجل المناسب لمساعدة الحزب على قلب النتائج. وأضاف الوزير وهو اسكتلندي مثل براون: «علينا ان نأخذ ما حصل بجدية، وعلينا ان نستمع». وأكد في مؤتمر صحافي عقده صباح أمس ان حزب العمال لن يفقد الامل بعد نتائج غلاسكو المخيبة. وحذر الوزير من انقسام حزبه، علما ان هناك اصواتا داخل حزب العمال تطالب بتنحي براون على رئاسة الحزب، وقال: «علينا ان نتوحد خلف قيادتنا. الناس لا تصوت لأحزاب منقسمة، علينا ان نبعث برسالة واضحة عن الذي سنفعله لطمأنة المواطنين». الا ان كاميرون، زعيم حزب المحافظين، بدا مصرا على وصف النتائج بأنها «كارثية»، وشدد على أن الوقت حان للتغيير. وقال من أمام منزله في غرب لندن: «أعتقد أن على رئيس الوزراء ان يأخذ عطلته ولكن بعد ذلك أظن أننا بحاجة الى انتخابات». وأضاف: «أعتقد أننا نحتاج الى تغيير في هذا البلد»، مشيرا الى ان التغيير يأتي عبر الانتخابات.