سائقو الجرافات يعيشون في رعب بعد هجومي القدس

قال أحدهم: أشعر وكأن الناس ينظرون إلي وأنا أسوق

TT

يقول سائقو الجرافات الفلسطينيون واليهود على السواء انهم يعيشون في رعب خوفا من حدوث خلط بينهم وبين المهاجمين. ففي أقل من شهر قتل في هجومين فلسطينيين بجرافتين ثلاثة اسرائيليين وأصيب عشرات بعد ان صدم سائقا الجرافتين الفلسطينيتين عددا من السيارات في شوارع القدس المزدحمة. وانتهى الهجومان بمقتل السائقين.

وقال أنس وهو سائق فلسطيني عمره 23 عاما طلب ان يعرف باسمه الاول فقط في تقرير لرويترز «الناس عندهم خوف من الجرافات. من الافضل ان أبحث عن مهنة جديدة». ومشهد الجرافات في شوارع القدس متكرر حيث يجري تنفيذ عدد من المشروعات ومن بينها مشروع لتسيير الترام.

وعدد كبير من سائقي الجرافات، فلسطينيون من القدس الشرقية العربية الذين يحملون بطاقات هوية اسرائيلية تسمح لهم بالتنقل في المدينة ودخول اسرائيل على خلاف الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة. وبالنسبة لعدد كبير من الفلسطينيين يمكن ان تكون الجرافة رمزا للاحتلال الاسرائيلي. فالجيش الاسرائيلي يستخدم الجرافات في قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة لازالة منازل فلسطينيين تشتبه سلطات الاحتلال انهم نشطون او على صلة بهم. وفي القدس تستخدمهم البلدية لازالة منازل بنيت دون تصاريح بناء والتي يصعب جدا الحصول عليها. وقال المحلل الفلسطيني هاني المصري «الفلسطينيون الآن يحاولون مقاومة الاحتلال بنفس الاداة التي يستخدمها».

وتقول اسرائيل انها تزيل فقط المنازل التي بنيت بشكل غير مشروع وترى ان الصعوبات في استصدار تصاريح البناء ليست مبررا لخرق القانون.

وأثار هجوما الجرافتين المتشابهان بدرجة كبيرة في القدس الغربية خوف الاسرائيليين من ان يشن الفلسطينيون هجوما آخر بسهولة. وشددت الشرطة الاسرائيلية الامن عند تقاطع الطرق وعند مواقع البناء والتشييد وتتأكد من أوراق هوية سائقي الجرافات وسجلاتهم الاخرى.

وقال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية «نسير المزيد من الدوريات...وشددنا الامن منذ وقوع الهجوم الاخير في القدس لمنع هذا النمط».

وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ان الهجمات باطلاق الرصاص وباستخدام الجرافة من جانب فلسطينيين من سكان القدس تجيء في اطار «ظاهرة جديدة» فيما يبدو. وأضاف ريجيف «ننظر في سبل لحماية السكان المدنيين الاسرائيليين في القدس بشكل أفضل». وقال المصري ان الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل داخل اراضي الضفة الغربية وحولها قد يفسر سبب مشاركة فلسطيني القدس في الهجمات بعد ان صعب على النشطين الفلسطينيين في الضفة الغربية الوصول الى اهدافهم في المدينة. ووصفت اسرائيل الهجومين «بالارهاب» لكنها لم تقم اي صلة بين سائقي الجرافتين وجماعات فلسطينية نشطة. وذكرت الشرطة ان الاثنين لهما سجل اجرامي. ويعيش نحو 250 ألف فلسطيني في القدس الشرقية العربية التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 ثم ضمتها في خطوة غير معترف بها دوليا.

وعلى الرغم من ان الفلسطينيين في القدس يدفعون ضرائب لاسرائيل الا انهم يشكون من نقص الخدمات البلدية والحكومية كما يشكون من تحرش الشرطة بهم وندرة فرص العمل. لكنهم يحصلون على مزايا اجتماعية مثل الاسرائيليين منها التأمين الصحي والمساعدة التي يحصل عليها العاطلون.

وقال سكان ان الفلسطينيين اللذين شنا الهجومين بجرافتين يعيشان في منزلين بنيا بدون تصريح وانهما واسرتيهما يدفعون غرامة لبلدية القدس. وأعرب عدد كبير من سائقي الجرافات عن خوفهم من قيادة جرافاتهم الى مواقع العمل خوفا من ان يطلق عليهم النار في أي حادث طريق. وقال يورام باليتي وهو سائق جرافة اسرائيلي في القدس «سيظنون أني ارهابي ويقتلوني». وقال سائق الجرافة الفلسطيني محمود أبو أنس «أشعر وكأن الناس ينظرون الي وانا أسوق. انا خائف. ماذا لو وقع حادث في الطريق. الان أقود ببطء أكثر».