فضل الله: الجدل حول سلاح المقاومة لن يغير حقيقة أهميته

قال إن الحوار يجب أن يكون على كيفية دفاع الجميع عن لبنان

TT

رأى المرجع الشيعي اللبناني، السيد محمد حسين فضل الله، ان مشروعية سلاح المقاومة «انطلقت من الارض ومن حضوره الدائم في مشروع الامة المواجه للمشروع الاميركي والاسرائيلي». واعرب عن اعتقاده بان الجدل حول هذا السلاح وشرعيته «لن يغير في حقيقة الامر شيئا حول اهميته للبنان». واعتبر ان الحوار الوطني «ينبغي ان يتمحور حول كيفية انخراط الجميع في مشروع الدفاع عن لبنان، لا ان نسقط من ايدينا ورقة استراتيجية ظلت حاضرة دائما لحساب الوطن والأمة».

وقال فضل الله في خطبة الجمعة امس: «لا نعتقد بأن الجدل الذي تستمر الاثارة فيه بين وقت وآخر، وعند هذه المحطة الحكومية او تلك المحطة النيابية حول سلاح المقاومة وشرعيته، يغير في حقيقة الامر شيئا حول اهمية هذا السلاح للبنان وخوف الأعداء منه، وخصوصا ان شرعية السلاح انطلقت فيما يشبه الاستفتاء الشعبي في كل اوجه الاحتفال بانتصارات المقاومة والتي توجتها احتفالات الاسبوع الفائت بعودة الاسرى. كما ان مشروعية هذا السلاح انطلقت من الارض ومن حضوره الدائم في مشروع الدفاع عن لبنان، لا ان نسقط من ايدينا ورقة استراتيجية كبيرة ظلت حاضرة دائما لحساب الوطن والامة».

وتساءل «ما دام الجميع يجزمون بأن اسرائيل عدوة وان هذه المسألة يستوي فيها الموقف الشعبي مع الرسمي، فلماذا نظل نثير السؤال حول سلاح المقاومة، بدلا من ان يتداعى الجميع لرسم خطة عملية على المستوى الأمني والسياسي وحتى الاقتصادي، لحفظ مجتمع المقاومة والتصدي للخطر الاسرائيلي عندما ينطلق ضدنا وضد وطننا، من دون ان يستبعد ذلك كله التنسيق مع الدولة والجيش، مع ابقاء التمايز لكل موقع من هذه المواقع في خصوصياته والتزاماته وبرامجه، ما يجعل الموقف في لبنان واحدا لا تجزيئية فيه؟».

ورأى انه «في ضوء ذلك، فإن العملية القيصرية التي احتاجها الواقع اللبناني لولادة رئاسة الجمهورية والحكومة، ربما فرضت نفسها على البيان الوزاري لتمتد على اوضاع مجلس الوزراء في عمل الحكومة، لاسيما في بقاء التدخلات الدولية والعربية لهذا الفريق او ذاك، ما لا يملك الكثيرون التخلص منه، وخصوصا ان هناك انتظارا للانتخابات النيابية التي قد يصعب خوضها من قبل بعض الاطراف في شكل مستقل، بعيدا من الخطوط السياسية التي تتحرك فيها اكثر من دولة اقليمية او دولية من خلال الارصدة التمويلية الموضوعة في خدمة هذا المحور الداخلي او ذاك، انطلاقا من بقاء لبنان الساحة لكل الذين يعالجون مشاريعهم الخاصة في صراعات المنطقة».

وختم فضل الله خطبته قائلا: «اننا في الوقت الذي نشدد على الشعب اللبناني ان لا يغرق نفسه في ضباب الاحلام الوردية، نؤكد عليه ان يبقى واعيا لمصالحه الحيوية من دون استغراق في الخضوع لزعامة هنا او زعامة هناك، او لحالة مذهبية او طائفية مثيرة. بل ان مسؤوليته هي الرقابة على الجميع ومحاسبة الذين يملكون ادارة شؤونه بعيدا من المبالغة في تضخيم الاشخاص والاحزاب، فقد لدغوا من اكثر الافاعي خطرا ومن الف جحر وجحر. والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فكيف بمئات اللدغات؟ هذا بلاغ للناس ولينذروا له، وليعرفوا ما هو الفاصل بين الذين صنعوا مأساة التاريخ والذين قد يصنعون مأساة الحاضر والمستقبل».