وزارة الخارجية الأميركية تقر بعجزها عن إعادة توطين 25 ألف عراقي

نيغروبونتي: لا نستطيع قبول أكثر مما نتحمله

أطفال عوائل مهجرة يجلسون أمام خيمة في مخيم بالنجف امس (أ.ف.ب)
TT

أعلن نائب وزيرة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي أن وزارة الخارجية الأميركية لا تستطيع إعادة توطين نحو 25.000 مترجم عراقي وغيرهم من اللاجئين الذين كانوا يعملون مع قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، وذلك في خلال العامين المقبلين، بسبب القيود المفروضة على عدد المتقدمين الذين يمكن مراجعة طلباتهم. وقد أفادت وكالات حقوق الإنسان التي تقودها مؤسسة اللاجئين العالمية، بأن ذلك العدد من اللاجئين يتعرض للخطر لأنهم كانوا موظفين من قبل الحكومة الأميركية أو الجيش او المتعاقدين. ولكن في خطاب أرسل يوم 16 يوليو (تموز) إلى السفير السابق فرانك وايزنر، الذي يمثل هؤلاء اللاجئين، أفاد نيغروبونتي بأن «هناك حدودا لقبول أعداد اللاجئين، حيث لا يمكن قبول عدد أكبر مما نستطيع تحمله». وفي خطابه الذي أرسله إلى نيغروبونتي يوم 3 يوليو (تموز) حث وايزنر إدارة الرئيس جورج بوش على إعادة توطين 12.500 عراقي كل عام خلال العامين المقبلين. وبافتراض أن كل واحد من هؤلاء اللاجئين سوف يصطحبه فردان من عائلته، فإن العدد الإجمالي كل عام سوف يكون 37.500 لاجئ. وقد كتب وايزنر في خطابه: «لقد ترك معظم هؤلاء وطنهم أو هم في سبيلهم لفعل ذلك، ويواجهون حاجة عاجلة للمساعدة والحماية، حيث إن مواردهم تنفد».

كما كتب وايزنر، الذي كان يعمل سفيرا للولايات المتحدة في الهند ومصر والفليبين وزامبيا، ومساعدا للشؤون السياسية لوزير الدفاع: «إن أولئك الذين يعانون من تبعات العنف في العراق يحتاجون إلى عنايتنا الخاصة».

وبموجب برنامج أعلن عنه الكونغرس لصالح المترجمين الذين كانوا يعملون بصورة مباشرة مع القوات الأميركية، فإن نحو 783 عراقيا و291 أفغانيا، بالإضافة إلى 2.084 من عائلاتهم، قد دخلوا إلى الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين، حسبما أفاد آخر البيانات الصادرة عن وزارة الخارجية. وتقوم وزارة الخارجية الآن بدراسة طلبات إضافية لنحو 900 مترجم عراقي وأفغاني سابقين كانت حياتهم قد تعرضت للخطر، بموجب برنامج جديد يسمح بدخول 5.000 فرد إلى الولايات المتحدة حتى عام 2013. وقد أعلنت سفارة الولايات المتحدة في العراق أول من أمس أنها ستبدأ في عقد مقابلات شخصية مع المتقدمين للبرنامج الذي تم تمديده في بغداد، حيث ينهي هذا البرنامج معاناة العراقيين الذين لجأوا إلى سورية والأردن. وقال نيغروبونتي في خطابه: «إننا نرى احتمالا حقيقيا لإعادة توطين العراقيين الذين عملوا مع الولايات المتحدة من خلال البرامج التي تعنى بذلك» لكن نيغروبونتي قال «يجب التغلب على المشكلات الأمنية واللوجستية في بغداد».

ومن بين مجوعات اللاجئين الآخرين أولئك العراقيون الذين يتعرضون للخطر بسبب عملهم في وسائل الإعلام الأميركية أو المؤسسات التي تعمل مع الولايات المتحدة وتحصل على تمويل حكومي. وتستهدف الولايات المتحدة إعادة توطين نحو 12.000 عراقي خلال العام المالي الجاري حسبما أفاد المسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية، وقد وصل من هؤلاء نحو 6.463 لاجئا. وقد طلبت مجموعة وايزنر أن تقدم الولايات المتحدة 1.35 مليار دولار أميركي كل عام لدعم مليوني لاجئ عراقي آخرين تركوا بلادهم إلى سورية والأردن ومصر ولبنان والإمارات العربية المتحدة، لكنهم يأملون في العودة إلى بلادهم عندما يحل الأمن هناك. وقد رد نيغروبونتي بأنه بدءا من 16 يوليو (تموز) فإن الولايات المتحدة قدمت 287 مليون دولار خلال العام المالي الجاري للمساعدات الإنسانية التي يتم تقديمها للاجئين العراقيين، وأن الكونغرس وافق على 315 مليون دولار إضافية، «حيث سيتم إنفاق جزء كبير من هذا المبلغ على البرامج الخاصة بالعراق»

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»