أوباما يذكر الفرنسيين أنه ليس الرئيس الأميركي.. ويقول إن الجولة لم تغير قناعاته الأساسية

ماكين يقول إنه يتمنى أن يخطب في برلين ولكن عندما يصبح رئيسا.. والجمهوريون ينتقدون غرور خصمهم

أوباما وساركوزي خلال لقائهما في باريس أمس (أ.ف.ب)
TT

أضطر المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية باراك أوباما لتذكير الصحافيين الفرنسيين أمس أنه ليس الرئيس الاميركي، بل هو سيناتور في مجلس الشيوخ وهو مرشح للانتخابات الرئاسية، وذلك بعد تلقيه سؤال من صحافية فرنسية في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال توقفه في العاصمة الفرنسية باريس أمس. ورفض أوباما ان ينتقد الرئيس الاميركي جورج بوش عند تلقيه سؤال عن رأيه بالعلاقات الاوروبية ـ الاميركية تحت قيادة بوش، وقال: «هناك تقليد في واشنطن أنك لا تقضي وقتك في الخارج وانت تنتقد الرئيس، هناك رئيس واحد، ومن المهم أن نتحدث بصوت واحد عن سياستنا الخارجية»، الا انه أضاف أن واشنطن استمعت أكثر الى شركائها الاوروبيين وان يكون هناك تعاون أكبر في بعض القضايا، كالاحتباس الحراري.

وقال ردا على سؤال حول ما اذا غيّر أي من آرائه بعد الجولة الطويلة التي يقوم بها منذ ثماني أيام الى الشرق الاوسط واوروبا، أنه لم يغيّر قناعاته الاساسية. وقال انه ما زال على ان الوضع في أفغانستان يجب ان يحظى بالاولوية الامنية، وأشار الى انه لاحظ ان الوضع الامني في العراق تحسن ما يعني ان الحكومة العراقية أصبحت مستعدة لتحمل المزيد من المسؤوليات، وهذا أمر يشجع على وضع خطة لبدء سحب القوات الاميركية بشكل تدريجي. وتابع انه من خلال زيارته الى الشرق الاوسط، استنتج ان محادثات أنابوليس كانت «مفيدة جدا وبناءة»، الا انه شدد على ضرورة ان تعمل واشنطن أكثر على جذب المفاوضات الى الامام. وأشار أيضا الى انه سمع من قادة كثيرين قلقهم من امكانية حصول ايران على سلاح نووي، وشدد على ايران ان تقبل بسلة الحوافز المقدمة اليها وعدم انتظار الرئاسة الاميركية الجديدة لان ذلك لن يؤدي الا الى تزايد الضغوط عليها.

ولم يمر المؤتمر الصحافي المشترك من دون لحظات احراج للرئيس الفرنسي الذي حرص على القول قبل لقاء اوباما أنه يلتقي بـ«صديقه»، فكان سؤال مراسلة محطة الـ«سي أن أن» الاول الذي تلقاه، وحرص على اختيار صحافي أميركي، تكريما لاوباما. وسألته الصحافية كريستيان أمابور اذا كان يندم على تسميته سكان الضواحي الذين خرجوا في مظاهرات قبل عدة اعوام بـ«الحثالة»، بعد أن التقى اوباما وهو مرشح اسود لاقى ترحيبا كبيرا من السود وسكان الضواحي في فرنسا. وبدا ساركوزي محرجا الا انه ذكر بأنه لم تطلق رصاصة على المتظاهرين وان في حكومته اليوم ثلاثة وزراء من أصول مهاجرة. ولم يخل المؤتمر الصحافي أيضا من النكت، اذ سألت صحافية فرنسية أوباما عما اذا كانت تجربة ساركوزي في الوصول الى الرئاسة ستساعده واذا كان قد تعلم منه شيئا علما ان لديهما امورا مشتركة كثيرة مثل أن كلاهما من أب مهاجر وكلاهما تغلب على امرأة للفوز (ساركوزي تغلب على مرشحة الحزب الاشتراكي سيغولين رويال)، فرد أوباما ضاحكا: «سأسأله ما هي الحمية الغذائية التي يتبعها، لأنه رجل نشيط للغاية ودائم الحركة، وانا بحاجة الى ذلك اذا ما اردت التغيير (شعار حملته)».

ويختتم أوباما زيارته التي استمرت 9 أيام الى الخارج بزيارة الى العاصمة البريطانية لندن التي وصلها أمس بعد لقائه بساركوزي، ومن المتوقع ان يغادرها اليوم بعد لقائه رئيس الوزراء غوردن براون وربما زعيم حزب المحافظين المعارض ديفيد كاميرون.

وسيعود المرشح الديمقراطي الى بلاده اليوم حاملا نجاحا كبيرا في اوروبا واعجابا من آلاف المواطنين الاوروبيين الذين لو كان يحق لهم التصويت بالانتخابات الاميركية لكان فاز أوباما بفارق شاسع، الا انه وعلى الرغم من هذا النجاح الاوروبي الباهر، فهو لا يزال يكافح في بلاده لكسب اصوات الاميركيين اللازمة للفوز بالانتخابات الرئاسية. وقد أفادت تقارير صحافية واستطلاعات للرأي ان اوباما ما زال يواجه صعوبات في بعض الولايات التي تعرف باسم «الولايات المتأرجحة» ومنها على سبيل المثال كولورادو ومينسوتا. واشارت هذه التقارير الى ان منافسه الجمهوري جون ماكين يقاتل من اجل ان يكون في المقدمة على الرغم من الاصداء الايجابية التي تركتها جولة اوباما الخارجية، ويسعى ماكين الى تعزيز حظوظه في الولايات المتأرجحة خاصة بعد ان ابانت استطلاعات الرأي بان حظوظهما متقاربة للغاية في هذه الولايات. ونسب الى ماكين قوله في اوهايو تعليقاً على خطاب اوباما الذي حضره 200 الف شخص في برلين: «أنا أيضا احب ان القي خطاباً في المانيا لكنني افضل ان افعل ذلك كرئيس للولايات المتحدة وليس كمرشح للسباق الرئاسي». ويعتبر الجمهوريون ان أوباما بدأ يتصرف وكأنه أصبح في البيت الابيض، وبدأ الحزب الجمهوري يروج لاعلانات تنتقد غرور أوباما من خلال قيامه بجولة الى اوروبا والشرق الاوسط واستعمالها لدعاية. وقالت صحيفة «لوس انجليس تايمز» إن استطلاعات حديثة تشير الى ان اوباما ما يزال بعيداً عن حسم الامر في الولايات المتأرجحة على الرغم من الحملة الدعائية المكثفة، كما ان هناك بعض الديمقراطيين الذين يمكن ان يقود مساندتهم الى اوباما اعطاء دفعة له لم يبدو حماساً بعد لترشيحه. واشارت الى ان بعض الاستطلاعات بينت أنه يخسر بعض النقاط لصالح ماكين في كولورادو ومينسوتان وهما ولايتان من الولايات المتأرجحة. ونشرت الصحيفة بعض التفاصيل المتعلقة باستطلاعات الرأي في ولايتي مينسوتا كولورادو، وقالت إن اوباما تراجع بخمس نقاط في كولورادو حيث اصبح ماكين في المقدمة بنسبة 46 في المائة في حين حصل اوباما على 44 في المائة، وبلغت خسارة اوباما في مينسوتا بحوالي ثماني نقاط لكن على الرغم من ذلك فإنه يتقدم على ماكين بنسبة 46 في المائة في حين حصل المرشح الجمهوري على نسبة 44 في المائة، وقد اجري هذا الاستطلاع خلال وجود اوباما في الخارج. واشار استطلاع آخر اجرته شبكة «فوكس نيوز» الى ان اوباما كان متقدماً على ماكين في يونيو (حزيران) الماضي باربع نقاط، وتقلص الفارق بينهما الآن الى نقطة واحدة.