رئيس الموساد السابق يحذر من مغامرة عسكرية إسرائيلية ضد إيران

رئيس الأركان الإسرائيلي سعى للتأثير على مضمون تقرير المخابرات الأميركية المقبل بشأن إيران

TT

كشفت مصادر اسرائيلية مطلعة، عن أن أحد أهم أهداف الزيارة التي قام بها رئيس اركان الجيش جابي اشكنازي، للولايات المتحدة طيلة الأسبوع المنصرم، كان محاولة التأثير على تقرير أجهزة المخابرات الأميريكية الموحدة بخصوص التسلح الايراني، المفروض أن يتم اعداده حتى نهاية السنة الجارية.

وادعت هذه المصادر، ان التأثير الاسرائيلي سيكون ايجابيا ولمصلحة الولايات المتحدة وحلفائها. وفسرت ذلك بالقول: «التقرير الذي أصدرته أجهزة المخابرات في السنة الماضية، أعطى تقديرات خاطئة قال فيها ان ايران توقفت عن تطوير الطاقة النووية لأغراض عسكرية منذ عام 2003، ولكن تبين لها لاحقا ان هذه التقديرات لم تكن دقيقة. وقد قدمت لها اسرائيل تقريرا مفصلا يحتوي على معلومات عديدة تشكل أدلة جديدة لها، بأن ايران واصلت وما زالت تواصل تطوير التسلح النووي. وفي الآونة الأخيرة وصلت الى اسرائيل معلومات اضافية من مصادر لا يمكن التشكيك في مصداقيتها، تؤكد ان وتيرة تطوير السلاح النووي الايراني قد زادت، وانه إذا لم تتخذ اجراءات صارمة من الغرب، فإنه سيكون بمقدور الايرانيين أن يصنعوا قنبلة ذرية في نهاية العام المقبل أو في مطلع عام 2010 على أثر تعديل».

وقالت هذه المصادر، ان اشكنازي حضر الى واشنطن برفقة رئيس دائرة التخطيط الاستراتيجي في هيئة رئاسة أركان الجيش الاسرائيلي العميد يوسي هايمان، وقدما معا تقريرا حول التطوير المتواصل للأسلحة النوية الايرانية. وان هذا الموضوع سيكون على رأس الأبحاث التي سيجريها في الولايات المتحدة قريبا، وزيران اسرائيليان هما: وزير الدفاع إيهود باراك، ووزير المواصلات ونائب رئيس الوزراء شاؤول موفاز، الذي يتولى في الحكومة الاسرائيلية ملف التنسيق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. وقالت مصادر مقربة من الوفد العسكري الاسرائيلي الرفيع في الولايات المتحدة، ان اشكنازي عاد الى اسرائيل مرتاحا، لأنه شعر هذه المرة بتجاوب أميركي مع موقفه، وقال لمرافقيه ان القادة العسكريين الأميريكيين أوحوا له بأن التقرير المقبل سيتضمن عدة فقرات، تشير الى ان ايران تخدع العالم في ادعائها بأنها لا تنوي تطوير الأسلحة النووية. وأكد أحد مرافقيه أن المخابرات الأميركية تأخذ المعلومات التي تزودها بها إسرائيل على محمل الجد وتفحصها بشكل معمق. ومع ذلك فإن اشكنازي لم ينجح في التأثير على الأميريكيين، في ذكر مسألة تخصيب اليورانيوم، الذي ما زال يعتبر المشكلة الأساسية. وانه لا يطرح ضرورة التلويح لايران بالخيار العسكري لإجبارها على وقف التسلح النووي، وفتح جميع مفاعلها النووية أمام الرقابة الدولية.

الجدير ذكره ان قائد القوات الأميريكية المشتركة، ، قد فاجأ اشكنازي، خلال الزيارة الى البنتاغون، وسلمه أرفع وسام تقدير من الجيش الأميركي بمراسم عسكرية رسمية. ومنح الوسام لأشكنازي، حسبما صرح الجيش الأميركي، تقديرا له على «مساهماته المميزة في الحرب على الإرهاب في الشرق الأوسط، ومساهماته في الحفاظ على أمن إسرائيل، وجهوده لتحسين العلاقات بين الجيش الإسرائيلي والجيش الأميركي». من جهة ثانية، حذر رئيس جهاز المخابرات الاسرائيلية «الموساد» الأسبق، أفرايم هليفي، من مغامرة اسرائيلية عسكرية ضد ايران. وجاء هذا التحذير في حديث مع مجلة «التايم»، تعقيبا على تصريحات مسؤول اسرائيلي كبير لم يذكر اسمه، قال فيها للمجلة إن الفترة الانتقالية بين حكم الرئيس جورج بوش والرئيس الجديد المنتخب، هي فرصة لا تعوض لإسرائيل كي تضرب ايران. وقال هليفي ردا على سؤال ان هجوما اسرائيليا على ايران سيترك آثارا سلبية على اسرائيل طيلة مائة سنة، وربما يترك آثارا مدمرة. وعلى اسرائيل الا تلجأ الى هذا الخيار إلا في اللحظة الأخيرة، وبعد استنفاذ كل الامكانيات الدبلوماسية والاجراءات العقابية.